أعلنت الجامعة الأمريكية فوز الكاتب السوري خالد خليفة، بجائزة ميدالية نجيب محفوظ للأدب، عن روايته "لا سكاكين بمطابخ هذه المدينة"، والصادرة عن دار العين للنشر . وقد تسلم الجائزة نيابة عن الكاتب صديقه الشاعر والصحفي سيد محمود ، لصعوبات بتأشيرة الدخول حالت دون وصول الفائز. وخالد خليفة، كاتب وروائي سوري معروف، من حلب، ولد عام 1964، وهو مؤلف رواية "مديح الكراهية" التي ضمتها قائمة ميوز ليست لأفضل 100 رواية في العالم هذا العام. وعرف خليفة بمواقفه المناصرة للثورة السورية منذ لحظة انطلاقها، وقد أكد في أكثر من مناسبة مشروعيتها كخيار لا بديل عنه في مواجهة الظلم، كما سبق أن تعرض للضرب حتى كسرت يده خلال اعتداء أجهزة الأمن السورية عليه أثناء مشاركته في تشييع الموسيقي السوري ربيع غزي في 26 مايو 2012. وقد نشر الكاتب الصحفي سيد محمود نص كلمة خليفة بمناسبة فوزه ، وقال أنه لم يكن يتصور أن ينال شرف أن تطوق عنقه بميدالية محفوظ، وأنه يثق بأن الثورات العربية ستعيد إلينا اليقين، وأن القاهرة ستعود لريادتها ولعشاقها وهو منهم وجاء بالكلمة : "لأول مرة تقف الكتابة وجهًا لوجه مع ذاتها، لتجيب عن سؤال خطير ماذا تفعل الكتابة حين يصبح الموت فاحشًا إلى هذه الدرجة، لأول مرة أتساءل مصدومًا عن جدوى الكتابة، وأعترف بأن أوهامي قد انتهت حين اكتشفت بأننا أشخاص ضعفاء إلى درجة كبيرة، غير قادرين على مساعدة طفل نازح بالمخيمات وإعادته إلى دفء منزله، أو جثة رجل قتله قناص لمروره الخاطئ من المكان الخاطئ في ذلك الوقت الخاطئ. لكنها في الوقت نفسه أزالت عن عيني غشاوة كنت لاأجرؤ على الإعتراف بها من قبل، نحن نعمل في الهشاشة لأننا نصنع الجمال، نساهم بجعل حياة البشر أقل وحدة وقسوة، لاننصر مظلوماً لكننا نساعد المظلوم على أن يستجمع قواه ويحارب من أجل قضيته، لانستطيع إقناع إمرأة مهجورة بأن العزلة ليست سيئة إلى هذه الدرجة، لكننا نستطيع أن نجعل عزلتها أقل وحشة. نفضح طغاة وانتهازيين وقتلة، ولكننا لسنا محكمة تصدر أحكامًا، هكذا أرى الرواية التي غيرت حياتي، جعلتني أقل قسوة وأكثر دقة في إصدار أحكام قيمة قاطعة لاتقبل النقاش، لأن في الرواية كل شيء قابل للنقاش والتحول والذهاب في الاحتمالات الغريبة، لأنها ببساطة سجل الإنسان الذي مازال يكرر أسئلته عن السعادة والحب والكراهية ومازال يلهث وراء سؤاله الأساسي واقصد هنا بسؤال الموت" يذكر أن لجنة تحكيم الجائزة ترأستها هذا العام تحية عبدالناصر، حفيدة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الأستاذ بقسم الدراسات العربية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وضمت في عضويتها الدكتورة شيرين أبو النجا، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، والشاعر اللبناني عبده وازن، رئيس القسم الأدبي بصحيفة الحياة اللندنية، والمترجم همفري دايفيز، والناقدة مني طلبة، الأستاذ بجامعة عين شمس. وتمنح الجامعة الأمريكية الجائزة تكريماً لاسم أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ منذ عام 1996 بشكل سنوي في الحادي عشر من ديسمبر كل عام، الذى يوافق ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، لدعم ترجمة الأدب العربي المعاصر. ويحصل الفائز علي ميدالية فضية ومبلغ مالى رمزى، كما تتم ترجمة العمل الفائز إلى اللغة الإنجليزية، من خلال مراكز الجامعة الأمريكية للنشر في القاهرة ونيويورك ولندن، ومنحت الجامعة الأمريكية الجائزة العام الماضي للشعب المصري، لإبداعه الأدبي الثوري.