ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن اضطراب العلاقات التركية مع القاهرة، تسبب في خسارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في منافسته على لقب شخصية العام في استطلاع قراء مجلة التايم، أمام مع وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي؛ حيث حصل السيسي على 26.2? من الأصوات، في حين أن أردوغان حشد 20.8? فقط. أشارت الصحيفة إلى أن الأبحاث التي تم إجرائها في جامعة عبد القادر هاز أسطنبول، تظهر أن دعم سياسة أنقرة الخارجية انخفض بنسبة عشر نقاط مئوية عن العام الماضي لتصل إلى 25%، وهو أدنى مستوى في حكم حزب العدالة والتنمية الإسلامي، كما أن قرابة 39% يعتقدون أن السياسة التركية الخارجية طائفية لا تتمتع بأي دعم في العالم، وما يقرب من نصف الأتراك لا يوافقون بشكل خاص عن سياسة تركيا في سوريا ولا يروق للعديد موقف تركيا في مصر. نوهت الصحيفة إلى انخفاض دعم سياسة أردوغان، خاصة في مصر ليصل إلى 38% ممن كانت آراءهم ايجابية تجاه تركيا مقارنة ب 84% في العام الماضي، مما قد يكون السبب وراء ذلك هو أن تركيا تدعم جماعة الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي. وفي سوريا، أوضحت الصحيفة أن صورة تركيا تراجعت، حيث يعتقد 21% فقط من السوريين الذين شملهم الاستطلاع أن تركيا لديها القدرة على أن تصبح نموذجا إقليميا، و22% فقط ينظر إليها بشكل إيجابي، انخفاضا من 44% قبل عامين، وقد نوهت الصحيفة أن تركيا تدعم المتمردين الذي يريدون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. ترى الصحيفة أن انهيار الثقة في السياسة الخارجية التركية، يعد قضية مركزية تسطر في سجل الانتخابات الوطنية في تركيا، التي تبدأ في فبراير مع الانتخابات البلدية. ومن جانبهم، يرى المحللون أن قلة ثقة الجمهور تحبط جهود أنقرة للتمحور بعيدا عن محاولة فاشلة لفرض تغيير النظام في سوريا، للتكيف مع احتمالية تقارب الولاياتالمتحدةوإيران، مؤكدة أن مدى إدراك السياسة التركية بالأحداث في أنحاء الشرق الأوسط "قد تعكر". ونقلت الصحيفة عن مؤسسة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية التركية أن النسبة المئوية للأشخاص الذين شاهدوا تركيا بشكل إيجابي انخفضت بشكل حاد من 78% في عام 2011 إلى 59%، وأن معظم المستطلعين المصريين والسوريين والعراقيين وقالوا أن الحكومة التركية اتبعت نهجا "غير ودية" تجاه حكومتهم. وأكد الباحثون الذين قاموا بإجراء استطلاعات الرأي في 16 دولة، أن تركيا لم تعد البلد الأكثر شعبية في المنطقة وقد فقدت اللقب لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي نفس السياق، أيد سنان أولجن الدبلوماسي التركي السابق، وضوح الآثار المترتبة على تآكل الثقة في سياسة تركيا الخارجية،مستدلا بتقلص نفوذ تركيا في المنطقة مثل مصر وصفقة إيران النووية، والتطورات في عملية الفلسطيني الإسرائيلي في الشرق الأوسط، منوها أن الحكومة التركية تدرك ذلك وهو ما يتضح في محاولة التقارب مع إيران والعراق.