نوارة نجم: كعادته أخلف وعده ولم يستقبل معي حفيده! زين العابدين فؤاد: نجم عبّر عن نبض المصريين ..واعتقلنا معاً كثيرا عزة بلبع: ظل طيباً ومناضلاً حتى رحل خالد علي: نجم دفع وحده ثمن مقاومة الفساد "مات المناضل المثال..يا ميت خسارة ع الرجال" بهذه الكلمات شيع العشرات من محبي الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي وافته المنية فجر اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 84 عامًا، جنازته من مسجد الحسين، بعد صلاة الظهر، في غياب واضح للنجوم. حضر صلاة الجنازة الدكتور جلال سعيد، محافظ القاهرة، وعدد من رموز القوى السياسية منهم الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، والدكتور رفعت السعيد، والشاعر زين العابدين فؤاد، والناشر محمد هاشم، و بلال فضل، حمدين صباحي، زين العابدين خيري شلبي الشاعر تميم البرغوثي، والإعلامية ريم ماجد، والكاتب محمد فتحي، والفنانة عزة بلبع، ومحمد العدل، وعدد كبير من الفنانين الشبان من فرقة اسكندريلا، وأم الثوار "ماما خديجة". ومن المقرر إقامة العزاء بمسجد بلال بن رباح، بالمقطم، عقب صلاة المغرب. قال الشاعر زين العابدين فؤاد في تصريحات خاصة ل"محيط" أنه عرف نجم منذ عام 64 واستمرت العلاقة بينهما إلى الآن، ويعتبر أن المحطات المضيئة في علاقتهما معاً كانت هي فترة العمل المشترك والنزول للشارع في مقاومة الديكتاتورية بشكل عام، والمطالبة بالحرب في فترة السادات. يواصل: اعتقلنا كثيراً سوياً عام 70 و73 و75 و79، وعايشنا كل سجون مصر من القلعة لباب الخلق لسجن طرة والاستئناف وأبو زعبل. كما اشتركنا في مناصرة القضية الفلسطينية، وضرورة الانتهاء من فكرة اللا حرب واللاسلم والوقوف في وجه أي ديكتاتور، باختصار خضنا كثير من المعارك. ويتذكر فؤاد نزوله مع نجم إلى ميدان التحرير في ثورة 25 يناير، وكيف ان الشباب كانوا يرددوا أشعاره التي غنّاها الشيخ إمام، فقد عاصر نجم إضرابات واعتصامات وثورات كثيرة، وكان شعره أحد الأشياء المفجرة للثورة، ولأن فنه ارتبط بالناس. وميّز "الفاجومي" كما يروي الشاعر زين العادبني خفة دمه الشديدة، وبساطته حتى أنني كنت أقول عنه دوماً: "ابن بلد..وضع أذنه على حيطان البيوت فسمع نبض المصريين وعبّر عنهم بشعره". وروى فؤاد بتأثر ما روته له نوارة نجم ابنة الراحل حين رأته في الجنازة: "انت عارفه يا عمو..عمره ما نفذ وعده معايا..وعدني انه يحضر ولادتي غداً ليستقبل حفيده..لكنه كعادته لم يفعل ومات"!. ونعاه فؤاد وقال: ياعم احمد وشايفك وانت بتقول لى : ياواد إنت .. إحنا مش ( ح ) نموت ؛ وطول م ( عبد الله النديم ) ويَّاك/ وطول مابشِعْرك شايل النبُّوت/ ( ح ) يفضل شعرنا ثورة/ على الخاين .. و( ع ) الكَذَبة .. و ( ع ) الكهنوت !! أقول لك : طالت المحنة / ترد تقول لى : طول مااحنا شداد وعفَاى/ وشعبك صاحى .. مش نسّاى/ مافيش قوَّة ( ح ) تقهرنا .. و ( لو ) نمنا فى قلب تابوت!. قالت الفنانة عزة بلبع التي اشتهرت بغنائها أشعار نجم أن الراحل كان يناضل حتى رحل، كان يحلم بأن يرى مصر أجمل وبلا فقر، كان يتألم لوجود فقراء يتناولون طعامهم من القمامة. كانت رسالته الأساسية هي الدفاع عن الحرية فقد ناضل ضد القمع. وأكدت بلبع في تصريحات خاصة ل"محيط" أن الراحل خسارة كبيرة لمصر رغم كبر سنه فقد كان دائم العطاء. ولفتت إلى أنه كان على موعد مع التكريم يوم 9 ديسمبر الجاري في هولندا لاستلام أول جاءزة مالية في حياته، وكان عائداً امس من الأردن بعد تكريمه، ووافقته المنية فجر اليوم. وأكدت ان ما ميّز نجم على مدار حياته هو العطاء، فقد كان خيراً إلى أبعد حد كما تصفه، وبلا ملكية خاصة، فرغم انه يبدو كثير السباب إلا انه تميز بالطيبة وحب الناس. من جانبه قال خالد على المحامى ومرشح الرئاسة السابق ل"محيط"، أن مصر فقدت برحيل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم أهم شعراء العامية الذي دفع حياته فى ظل المقاومة وهو وحده من دفع الثمن ضد مقاومة الفساد، وناضل حتى آخر يوم فى عمره. وقال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، أن الراحل كان رمزاً من رموز مقاومة الفساد، واتفق معه الدكتور محمد أبو الغار في أن الراحل أحمد فؤاد نجم شاعر مناضل وهو أحد أسباب نجاح حرب أكتوبر 1973. جاء أحد محبيه لحضور جنازته وهو العراقي أركان شاكر، الذي قال ل"محيط" وهو يغالب دموعه أنه أحد عاشقي الفاجومي، لم يلتق به من قبل لكنه يعرفه من خلال أشعاره ولقاءاته، وأنه أحد البسطاء الذين عبّر عنهم الراحل نجم بشعره. ومن أشهر قصائد نجم بالعامية قصيدة "كلمتين يا مصر" و"جيفارا مات" و"كلب الست" و"شيد قصورك" و"يعيش أهل بلدى". عرف الشاعر بانتقاده لرؤساء مصر المتعاقبين اعتبارا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ووصولا إلى الرئيس المعزول محمد مرسى.