أعلن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مستهل جولته في شرق آسيا إن الولاياتالمتحدة ما زالت تشعر ب "قلق عميق" بشأن منطقة الدفاع الجوي الصينية الجديدة. وفي إجابات مكتوبة على أسئلة صحيفة "أساهي" اليابانية، قال بايدن إن على الصينواليابان إتخاذ اجراءات لبناء الثقة لخفض التوترات بينهما. ووفقا لما جاء على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فقد وصل بايدن في وقت متأخر الاثنين إلى طوكيو وسيتوجه بعد ذلك إلى بكين وسول في جولته الآسيوية التي ستتواصل لستة أيام. ويجري بايدن خلال جولته محادثات مع قادة الدول الثلاث، كما سيزور الجمعة المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين. بيد أنه من المحتمل أن يهيمن الخلاف بشأن منطقة الدفاع الجوي المعلنة على أيام هذه الزيارة. وكتب مراسل بي بي سي في طوكيو روبرت وينغفيلد هايس أن مهمة بايدن الأهم هذا الأسبوع ستكون إقناع بكين وطوكيو بوقف مهاجمة أحداهما للأخرى والبدء في محادثات بشأن كيفية تجنب أي اشتباك غير مقصود". وتعارض الولاياتالمتحدةواليابان تسمية هذه المنطقة التي تُعرف في الصين "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي". وقد وجهت الولاياتالمتحدةواليابان انتقادات حادة لتأسيس الصين منطقة الدفاع الجوي الجديدة التي تشمل جزرا تدعي اليابان السيادة عليها وتسيطر عليها، كما تشمل منطقة صخرية مغمورة تطالب بها كوريا الجنوبية. "إن ذلك يبرز مدى الحاجة إلى اتفاق بين الصينواليابان لإقامة إدارة أزمة وإتخاذ إجراءات لبناء الثقة لخفض التوترات". " وتقول الصين إن الطائرات التي تحلق في منطقة الدفاع الجوي تلك يجب أن تتبع قواعد معينة من أمثال "تقديم خطط طيرانها فيها أو أنها ستواجه إجراءات طوارئ دفاعية". وتحدت الطائرات العسكرية الأمريكيةواليابانية والكورية الشمالية هذه القوانين الصينية، كما وافقت شركات الطيران التجارية اليابانية على طلب الحكومة اليابانية بعدم الامتثال لها. وقال بايدن للصحيفة اليابانية إن تأسيس "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" يبرز مدى "الحاجة إلى اتفاق بين الصينواليابان لإقامة إدارة أزمة وإتخاذ إجراءات لبناء الثقة لخفض التوترات". وأشار بايدن إلى أنه يخطط، فضلا عن "تقوية التزامات التحالف الأمريكي" مع اليابان، "لتأكيد أهمية تجنب الافعال التي قد تقوض السلم والأمن والرخاء في المنطقة". وقد التقى بايدن في المطار في وقت متأخر الاثنين بالمبعوث الأمريكي الجديد في اليابان السيدة كارولين كينيدي، وسيلتقي الثلاثاء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وكان آبي قال الأحد إنه يتوقع مناقشة منطقة الدفاع الجوي الصينية الجديدة مع نائب الرئيس الأمريكي. وقد نصحت الحكومة اليابانية شركات الطيران اليابانية بعدم تقديم خطط طيرانها مسبقا إلى السلطات الصينية وهو ما تطالب به الصين منذ انشائها منطقة الدفاع الجوي الجديدة. الا أن ثلاث شركات أمريكية التزمت بتقديم خطط طيرانها في هذه المنطقة إلى السلطات الصينية، بناء على نصيحة من الحكومة الأمريكية. بيد أن الخارجية الأمريكية قالت إن ذلك لا يؤشر " قبول الحكومة الأمريكية بالشروط الصينية للطيران في منطقة الدفاع الجوي الجديدة التي اعلنتها الصين". وكررت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي القول الاثنين "إن موقفنا كحكومة أمريكية هو أننا لا نوافق على الاشتراطات الصينية". وأوضح رئيس الوزراء الياباني "ستكون لنا محادثات معمقة بشأنها (منطقة الدفاع الجوي)، وستعالج اليابانوالولاياتالمتحدة المسألة عبر تنسيق قريب بينهما". وشددت اليابان على أنها "ستتعامل بحزم ولكن بهدوء مع محاولة بكين تغيير الوضع القائم" في المنطقة. وكانت درجة التوتر تصاعدت بين الصينواليابان لأشهر بسبب خلاف إقليمي على جزر في بحر الصين الشرقي. وتسيطر اليابان على الجزر التي تطلق عليها اسم سينكاكو بينما تسميها الصين دياويو، كما تطالب تايوان أيضا بهذه الجزر التي تقع في منطقة استراتيجية جنوبي اليابان وشمالي تايوان. وكانت الولاياتالمتحدة وصفت الخطوة الصينية بأنها مقلقة للاستقرار في المنطقة. وبعد طوكيو، يتوجه بايدن إلى الصين لإجراء محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، ينتقل بعدها إلى كوريا الجنوبية.