قال باحثون صينيون، إن الشاعر والفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران، يعد منبر الأدب العربي، وأنه أكثر الأدباء العرب شهرة وشعبية لدى الصينيين؛ حيث يبرز شغف كبير بأعماله وسط المترجمين والقراء. جاء ذلك في ندوة علمية استضافتها جامعة بكين بالتعاون مع الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية والجمعية الصينية لدراسات الأدب العربي، بمناسبة الذكرى السنوية ال130 لميلاد جبران، وشارك فيها العشرات من الأساتذة والطلاب المتخصصين في دراسة الأدب والفن العربيين. ويرجع تاريخ ترجمة أعمال جبران إلى اللغة الصينية إلى ما قبل أكثر من 80 عاما، أي في عام 1931 تحديدا، لكنه لم يصبح ذائع الصيت في الصين إلا بعد صدور ترجمة "النبي" التي أعدتها وترجمتها الأديبة الصينية بينغ شين، عندما جذبتها حكمته العجيبة التي تفوح بالنفحات الشرقية والأسلوب الشاعري الجذاب. واتفق الباحثون، أن أدب جبران خليل جبران أدبه يميل إلى تصوير الشعور والأحاسيس الإنسانية العامة التي ينفعل معها القراء وإلى جنوحه إلى الحكمة والتعابير الشعرية، بما يلائم أذواق الصينيين التي اكتسبوها من تراثهم الشعري والفلسفي العريق. من جانبه، أشار رئيس قسم اللغة والثقافة العربية بجامعة بكين، فو جي مين، إلى أن دراسات الأدب العربي في الصين لم تخرج من حالة الفتور والركود بعد، "لذا يحدونا الأمل في أن تساعد هذه الندوة التي تعد الأولى من نوعها في الصين حول دراسات جبران"، في إشعال حماسة القراء الصينيين لأعمال الأدباء العرب. وأوضح جي مين، أنه "من السهل تأليف كتاب ضخم حول قضايا الشرق الأوسط، لكن تأليف كتاب حول دراسات الأدب العربي مسألة ليست هينة وتتطلب جهدا شاقا". وفي كلمته خلال الندوة، نوه الأستاذ جونغ جي كون، الرئيس الشرفي لجمعية دراسات الأدب العربي، بأن "ما نستقيه من خلال دراسة أعمال جبران هو القيم الإنسانية العامة مثل الخير والحب والحرية والعدالة، والتي شجع عليها جبران في مؤلفاته كافة".