من رحمة الله بعباده ان جعل العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته علاقة تشوبها المودة والرحمة والعطف والتى هى فى الأساس قائمة على ان يعف كل منهما الأخر كما امر الشرع الحنيف وهو الهدف الاساسي من الزواج اضافة الى تحقيق سنة الله فى اعمار الكون وهذه العلاقة تتخللها بعض "الاوقات الخاصة" للزوجة وهى فترة الحيض والتى تمر فيها المراة بظروف نفسية وجسدية والام تحتاج من الزوج الى التفهم لهذا وعبور تلك الايام بما يضمن للطرفين السعادة وعدم الشعور باى نقص . ويعتقد بعض الأزواج أن العلاقة الحميمة مع زوجته يجب أن تتوقف طوال فترة الحيض، وأيضاً أثناء فترة النفاس، ما قد يجعل أحدهما أو كليهما، خاصة الزوج، يشعر بالإحباط وعدم القدرة على تنفيس الرغبات الجنسية لديه، خاصة إذا ما كان متعوداً على ممارسة الجماع بصورة يومية ومنتظمة، وهذا قد ينعكس على الزوجة بالشعور بالذنب، أو قد يخلق في داخلها هواجس سلبية؛ خوفاً من أن يلجأ الزوج إلى أخرى؛ للحصول على ما يريده من راحة جنسية عن طريق الزواج بثانية والحقيقة العلمية أن مثل هذه المفاهيم الخاطئة والمرتبطة بالجنس أثناء فترة الحيض تحتاج إلى توضيح وشرح، وأيضاً إلى إعطاء بدائل؛ لتحقيق الرضا الجنسي بين الزوجين . تقول احدى السيدات فى تقرير اعده موقع "البوابة" إنها شابة في أوائل العشرينات من العمر، متزوجة منذ 8 أشهر من شخص يماثلها في العمر وعن علاقة حب قوية، وهي سعيدة معه، وحياتهما العاطفية والجنسية مستقرة إلا من موضوع لا تعرف كيف تشرحه، وقد أثر فيها وسبّب لها الكثير من الشعور بالذنب تجاه زوجها، ولكنه خارج عن إرادتها. الموضوع بدأ منذ فترة طويلة قبل زواجها ومتعلق بطول فترة الدورة الشهرية لديها، والتي قد تستمر لأكثر من 12 يوماً من الحيض، وتأتيها منتظمة بصورة شهرية، مما سبّب لها أنيميا وفقر دم حاداً، وتخضع للعلاج حالياً؛ لتصحيح هذه الأنيميا، وعندما عرضت نفسها على طبيبة نساء وولادة، قالت لها إن الدورة ستتحسن بعد الزواج، وهو أمر لم يحدث حتى الآن. وتكمل ان المشكلة أن الزوج نشيط جنسياً، وهما يمارسان العلاقة الحميمة بصورة يومية، وأحياناً أكثر من مرة في اليوم الواحد، وهي سعيدة جداً بذلك، إلا وقت الحيض، فتجد الزوج غير مرتاح ومتوتراً، ويسألها كل يوم متى ستنتهي دورتها؛ حتى يستطيع ممارسة العلاقة الحميمة، التي تتوقف تماماً لأكثر من أسبوعين. وهذا الأمر جعلها تستعين بأحد الأطباء، الذي وصف لها حبوباً مانعة للحمل تأخذها باستمرار، ما سبب لها الكثير من المضاعفات الجسدية والنفسية. وهنا تسأل: هل يمكن أن نمارس العلاقة الحميمة أثناء الحيض؟ وما هو البديل؟ فأنا لا أريد أن أخسر زوجي، وأيضاً أريد أن أحافظ على صحتي وبناء أسرة وأن يكون لديَّ أطفال.. والإجابة: أولاً- يفرز المبيض بويضة واحدة كل شهر (من أحد المبيضين الموجودين في منطقة الحوض، والمتصلة بالرحم عن طريق قناة فالوب)، وإذا تم تلقيحها من الحيوان المنوي يحدث الحمل، ويتم تثبيته في داخل الرحم، وبذلك تتوقف الدورة الشهرية عن الحدوث إلى ما بعد الولادة، وأحيانا أثناء الرضاعة أيضاً. ثانياً- إذا لم يحدث التلقيح لهذه البويضة، ونتيجة تغير في نسبة الهرمونات داخل جسم المرأة، تنزل هذه البويضة مع الغشاء المبطن للرحم من الداخل مختلطة بالدم على هيئة دم الحيض، ويبدأ الجهاز التناسلي في التهيئة للدورة الثانية، والتي تستغرق أياماً، ونادراً ما تطول إلى أكثر من أسبوعين (وهنا تحتاج المرأة لإجراء فحوص طبية؛ لمعرفة الخلل مع قياس نسبة الهرمونات أثناء وبعد وقبل الدورة بتواريخ محددة)، ويتم حدوث التبويض مرة أخرى في فترة 13- 15 يوماً من الدورة السابقة، وهكذا. ثالثاً- يُلاحظ أن جدار الرحم يكون مكشوف المسام في أثناء حدوث الحيض، ما قد يجعل المرأة معرضة للإصابة بالعدوى إذا ما تمت عملية الجماع، وأحياناً قد تحدث العدوى نتيجة استخدام الفوط الورقية، إذا لم تكن من النوع الجيد، وهو أمر يجب الانتباه إليه، والحرص على نظافة هذه المنطقة بصورة صحية وغير مبالغ فيها. رابعاً- تحدث بعض التغيرات في مستويات الهرمونات أثناء هذه الفترة، مما قد يؤثر في الرغبة الجنسية عند المرأة، وهنا يحتاج الزوج إلى رعايتها من الناحية العاطفية أكثر. وهناك بعض الإرشادات التي تفيد في تحقيق الرضا الجنسي دون إيذاء : أولاً- يجب معرفة سبب الخلل في طول فترة الحيض، وهل هي استحاضة أم حيض؛ وذلك عن طريق الطبيب المختص، وعدم الاستعانة بحبوب منع الحمل إذا لم تكن تحت إشراف طبي مباشر، وهناك العديد من الطرق العلاجية التي تساعد على العلاج بعد التشخيص الصحيح. ثانياً- لا يوجد أي ممنوع في أثناء فترة الحيض من الممارسة الحميمة سوى الإيلاج المهبلي؛ حتى لا تتعرضي أنت وأيضاً الزوج لاحتمال الإصابة بأي جراثيم وعدوى، ويمكن الاستعاضة عن ذلك بعدة طرق، وما يهم هنا التركيز على الشعور بالمتعة، وليس التركيز على الوصول لذروة الجماع، ويحتاج الأمر إلى التواصل اللفظي الحميم، وتخفيف الشعور بالتوتر أو الشعور بالذنب، والذي يمكن أن يزيد الحالة سوءاً؛ نتيجة تأثير هرمونات مسؤولة عن القلق في طول فترة الحيض لديك. والنص القرانى الكريم جاء جامعا مانعا لاى لبس او شبهة فى حق الزوج فى الاستمتاع بزوجته فيما دون موضع الحيض حتى لا يصاب كلاهما بالامراض {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ) .. صدق الله العظيم وأوضحت دراسات طبية قام بها كثير من المتخصصين فى هذا المجال أن هناك نوعاً معيناً من البكتريا النافعة تسمى (عصويات دودرلين ) تتواجد بصفة طبيعية فى المهبل وهى تعتبر الحارس عليه ضد الجراثيم الضارة وذلك أن للمهبل طبيعة خاصة فى تكوينه وخلقه فالمهبل ليس له وسيلة دفاع يواجه بها الجراثيم الضارة ويتخلص منها ويطردها إلى الخارج إلا بوجود ذلك الشرطى أى عصويات دودرلين وتلك العصويات تعيش على الجليكوجين ( النشا ) المخزون فى خلايا جدار المهبل وتحوله إلى حامض اللبنيك وهذه الحموضة تقتل الميكروبات الضارة . وقد ثبت أن أعلى نسبة لتركيز الجليكوجين فى المهبل تحدث فى منتصف الدورة وأقل نسبة تكون قبل الحيض مباشرة وأقل منها إلى درجة العدم تكون أثناء الحيض وبالتالى فإن طبيعة المهبل تتغير من الحامضية إلى القلوية ، فتموت تلك العصويات ويأخذها تيار الدم معه إلى خارج المهبل . وفى هذا الوقت بالذات - وقت الحيض - تكون الفرص كلها سانحة لنمو وتكاثر ونشاط الجراثيم الضارة فى غياب عصويات دودرلين التى تحول السكر إلى حمض اللبنيك القاتل للجراثيم الضارة . وقد وجد أن هذه الجراثيم الضارة تزداد فى أعدادها وفى أنواعها وقت الحيض وليس من سبيل يمنع دخولها إلى جدار الرحم المتهتك فى هذا الوقت بالذات سوى شئ واحد فحسب ذلك هو تيار الدم المضاد من أعلى إلى أسفل وعلى ذلك فليس من الحكمة فى شئ معاندة الطبيعة بإقتحام حاجز الدفاع الأوحد والباقى للمحيض بعمل نشاط جنسى حيث تغيب عصويات دودرلين وتكثر الجراثيم الضارة التى تسبب إلتهابات الجهاز البولى والتناسلى للذكر إذا مارس العملية الجنسية. وهناك نقطة أخرى مهمة إكتشفها الطب الحديث وهى أن النسيج الذى يُبطن جدار عنق الرحم يكون فى وقت المحيض معرضاً للجروح وسهل الإقتحام ولو دخل رأس الحيوان المنوى هذه الخلايا وقتئذ فإن بإمكانه إحداث تغيرات فى خواص الحمض النووى داخل الخلايا ويجعلها أكثر قابلية للتغيرات السرطانية والمعروف أن تغيرات هرمونية كبيرة تحدث فى المرأة أثناء الحيض مما يجعلها تعزف عن النشاط الجنسى فى هذه الفترة . والمعروف أن الأوعية الدموية المُغذية للرحم تكون متمددة فى فترة الحيض ومع دخول وخروج القضيب أثناء الجماع فإنه هناك إحتمال لدخول الهواء إلى هذه الأوعية المتمددة داخل الجسم و إحتمال أن هذا الهواء يسد الأوعية الدموية فى المخ أو الرئة وهذا يؤدى إلى حدوث إغماء وربما الوفاة نفسها ، هذا بالإضافة إلى أن الجماع أثناء الحيض يعمل على دخول الجراثيم إلى الرحم - الذى يكون أثناء الحيض مرتعاً خصباً للميكروبات. ورغم كل هذا كان الإسلام عطوفاً لطيفاً فلم يفرض غير الطهر والتطهر لإستئناف العلاقة الزوجية بعد الحيض ولم يحرم المرأة من أى رغبة جنسية قبل الحيض وبعده وفى منتصف الدورة وقصر التحريم على المحيض وقتا ومكاناً ومباشرة ولم ينه الإسلام عن ملاطفة الحائض بل حث عليها حتى يخفف ذلك عنها بعض ما تعانيه من آلام نفسية وأوجاع بدنية .