أشاد الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة مرة أخرى بموقف المملكة العربية السعودية والذي تمثل فى اعتذارها عن قبول العضوية في مجلس الأمن، ووصفه بأنه "خطوة إيجابية من دولة تريد تغيير وإصلاح الأممالمتحدة". وهنأ غالى –خلال كلمته في افتتاح المؤتمر السنوي لمعهد البحوث والدراسات العربية - المملكة العربية السعودية على هذا القرار الإيجابي. وأكد على ضرورة إصلاح وتجديد الأممالمتحدة.. قائلا إننا "بحاجة إلى أمم متحدة جديدة تتماشى مع تداعيات ظاهرة العولمة التي أصبحت تسيطر الآن على العلاقات الدولية". وأضاف "لابد أن نشارك في نظام العولمة الجديد من أجل احتواء وتلافى سلبيات العولمة، موضحا أن هذا لن يأتي إلا بالانفتاح الواسع والكبير على العالم الخارجي وإلا نغلق الأبواب والمقصود بالانفتاح هو الانفتاح الفكري على الأفكار الجديدة". ولفت غالى إلى تراجع مفهوم سيادة الدولة التقليدي في ظل تسارع ظاهرة العولمة والثورة التكنولوجية السريعة، معربا عن اعتقاده بأن المشاكل الوطنية سوف تحل في السنوات القادمة على المستوى الدولي كأحد تداعيات ظاهرة العولمة خاصة وأن هناك قوى جديدة في العالم أصبح لها دور مهم في العلاقات الدولية وهى منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية. وأوضح أنه في صياغة إصلاح جديد وجذري وتجديد للأمم المتحدة يجب أن يكون هناك تمثيل لهذه القوى الجديدة بجانب تمثيل الحكومات. وقال إننا "في العالم العربي غير مهتمين بظاهرة العولمة وغير مرتاحين لها، وبالعكس يجب أن نشارك فيها ولا نتلف عنها حتى نتفادى سلبياتها ومشاكلها وحتى نستطيع أن نحقق الديمقراطية الدولية". وأضاف أن "الأممالمتحدة تتدخل الآن في شئون الدول، وبأية صفة تتدخل، خاصة وأن ميثاقها ينص على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول". ونبه الدكتور غالى إلى ضرورة أن تهتم البلاد العربية بالشئون الخارجية حتى تستطيع أن تلعب دورا في عالم العولمة الذي أصبحنا نعيش فيه. وأوضح أن "أمم متحدة جديدة" يعنى أنه يجب أن نتغلب على المفاهيم القديمة للأمم المتحدة وأن الحل في رأيه هو "الانفتاح" أي فتح أبواب الدولة وألا نخشى الأجنبي. وأعرب عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستظل تسيطر على النظام الدولي على الأقل على مدى الأربعين سنة القادمة وليست هناك قوة في العالم مهتمة مثلها بمشاكل العالم. وأشار إلى أنه لا يرى أن "هناك حربا باردة جديدة في العالم.. فالتنوع في أمريكا هو سر قوتها وأنها بالتالي مازالت تسيطر على النظام الدولي، وأن القوى الصاعدة الجديدة مثل الصين والهند عندها مشاكل وغير مهتمة الاهتمام الكافي بمشاكل العالم على غرار أمريكا". وقال غالى - في رده على سؤال - إن "بين إسرائيل وأمريكا علاقة زواج كاثوليكي". وفى رده على سؤال آخر، أوضح أنه لا يمانع أن نقوم باستئجار شركات عالمية في العلاقات العامة وهى ما يطلق عليها "شركات اللوبي" لتصحيح صورتنا في الخارج والدفاع عن مصالحنا، وهو نظام تلجأ إليه معظم الدول في العالم وليس عيبا لأن اقتناع الرأي العام الغربي له قواعد خاصة. ومن جانبه، تحدث الدكتور عبد الله محارب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، قائلا إن "التخلف الذي نعانيه في البلاد العربية هو ناتج عن الفشل في بناء الإنسان العربي وجعله منفتحا على العالم ويقبل بالآخر ويتعامل معه". ووصف العالم العربي بأنه "ساكن حضاري في عالم متغير حضاريا"، وأن الربيع العربي هو صحوة على الطريق سيكون مفيدا للأجيال القادمة. ولفت إلى أن تخلف التعليم في البلاد العربية هو حجر الزاوية، وقال إننا "نعانى فسادا في المنظومة التعليمية في الدول العربية ككل".