حذرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية من مغبة عدم الوفاء باحتياجات اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على بلغاريا بشكل متزايد وأصبحوا يمثلون قنبلة إنسانية موقوتة في البلاد. وذكرت الصحيفة ، في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني حول فرار اللاجئين السوريين إلى بلغاريا هربا من القناصة والقنابل وقذائف الدبابات في بلادهم ، أن بلغاريا والتي تعد أفقر عضوا بالاتحاد الأوروبي لا يمكنها توفير الملابس والغذاء والدواء أو حتى الأسرة الكافية لهذا العدد الكبير من اللاجئين والذين أصبحوا يواجهون أزمة انسانية متنامية. وأشارت إلى أن هؤلاء اللاجئين الذين يفرون إلى تركيا أولا ، ثم يعبرون الجبال إلى بلغاريا يحملون رسالة إلى زعماء أوروبا الذين أجلوا إجراء مناقشة شاملة بشأن سياسات اللجوء إلى دول الاتحاد حتى يونيو المقبل ، ويأملون في أن يبقى مليونا لاجئ سوري في تركيا والأردن ولبنان. ولفتت إلى أنه في ظل عدم وجود دلائل على نهاية قريبة لهذه الأزمة ، يرغب اللاجئون في بلغاريا في رؤية منازل دائمة بدلا من الخيام في الصحراء ، مشيرة إلى أن عدد اللاجئين السوريين في البلاد بلغ نحو 8 آلاف رجل وامرأة وطفل خلال هذا العام حتى الآن ، بزيادة على ألفين وصلوا خلال العام الماضي. ونوهت الصحيفة بأنه بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي ، يتعين على الدول الأعضاء تقديم ضمانات لمعايير حياة تحفظ الكرامة للأشخاص طالبي اللجوء ، ولكن بعض اللاجئين السوريين ينامون في غرفة تؤوي 50 شخصا ، ولا يبدو أن هذا الأمر يوفر كرامة إنسانية تذكر. وأضافت الصحيفة أن بلغاريا ليس بوسعها ببساطة العناية بهؤلاء اللاجئين ، ولا حتى إطعامهم وأن كل الأطعمة والملابس يقدمها الصليب الأحمر والجمعيات الخيرية الأخرى والتي تعتمد على المنح من البلغاريين العاديين وتبرعات رجال الأعمال والمجتمعات المسلمة المحلية ، لافتة إلى أن نقص الأدوية والأطباء يعد مشكلة كبيرة، نظرا لأن الكثير من اللاجئين السوريين يصلون وهم يعانون من أمراض أو إصابات بسبب الحرب. وأوضحت أن بلغاريا طلبت المزيد من التمويل من الاتحاد الأوروبي لمساعدة اللاجئين الذين يتدفقون إليها والذين يتوقع أن يرتفع إلى 11 ألفا على الأقل بنهاية العام الجاري. وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى أن جماعات حقوق الإنسان تطالب الاتحاد الأوروبي بتوفير سبل أكثر مشروعية لطالبي اللجوء بحيث يتسنى لهم الوصول إلى ملاجئ آمنة بدون المخاطرة بحياتهم ، لكن الأحزاب المناهضة للهجرة في دول أوروبا يتوقع أن تبلي بلاء حسنا في الانتخابات البرلمانية المنتظرة في مايو المقبل ، ولا يوجد قبول يذكر للمناقشات المتعلقة باللجوء والهجرة ، بل إن هناك حكومات أوروبية تعزز من حدودها بدلا من ذلك. وذكرت الصحيفة أن أحد أسباب تدفق اللاجئين السوريين إلى بلغاريا بمعدل نحو 100 شخص يوميا هو أن اليونان أقامت العام الماضي سياجا حول معظم حدودها مع تركيا ، وأن بلغاريا ستبني نفس السياج قريبا وهذا يعني أنه سيتعين على السوريين الذين يفرون من الحرب البحث عن مسار آخر إلى أوروبا والأرجح أنه سيكون عبر ممر بحري محفوف بالمخاطر.
