فى اعياد الربيع وشم النسيم كان الدمايطه مثلهم مثل ملايين الشعب المصرى يحتفلون بتلك الاعياد على صوت الراحله سعاد حسنى وهى تغنى الحياة بقى لونها بمبى ولكن اختلف العادة هذه المرة وبدأوا فى الغناء الحياة بقى لونها صينى وذلك بعد انتشار عشرات الماكينات الحديثة التى تقوم بما يقوم به الاويمجى وهو ما أثار الغضب داخل نفوس هؤلاء الأويمجية وهم: الحرفيون المتخصصون في الحفر علي الخشب بطريقة يدوية والذين يعتبرون العامل الأساسي في تميز الأثاث الدمياطي باللمسة اليدوية وبأنامل الدمايطة الذين توارثوا هذه المهنة جيلا بعد جيل في الانتفاض لإنقاذ مهنتهم من الانقراض من جراء انتشار ماكينة تسمي (ماكينة تخبيط وتنظيف الأويما الحديثة) وهي ماكينة ظهرت منذ عدة أشهر ووصل عددهم في المحافظة إلي أكثر من عشرين ماكينة, وهذه الماكينة تقوم بنفس دورهم وتؤدي إلي نمطية الانتاج مثلما يحدث في الأثاث المنتج في الدول الأوروبية التي تستورد منها هذه الماكينات . فن ولمسات صناعه الاويما والاويما ليست صناعه وحسب بل هى فن ولمسات تميز صناعة الأثاث من مكان لأخر والاويما هى فن عثمانى وكلمة أويما تعنى حفر النقوش والرسومات على الخشب ، وقد زين العثمانيون الابنية المختلفة بالاجزاء الخشبية سواء كانت حفرا على الخشب أو نقشا عليه أو تلوينه وذلك مثل منابر المساجد والصناديق وحوامل المصاحف وصناديق الملابس ، والخزائن ، والكراسى ، كما استخدم في الحفر على الخشب لتشكيل رسومات هندسية جميلة . في وقتنا هذا ترتبط " الاويمة " و يعتبر الحفر على الأخشاب هو المتمم لصناعة الأثاث والمعبر عن طرازها وأساس قيمتها الفنية وعنوان أسلوبها، وهي الصناعة الحيوية اللازمة لمستلزمات الحياة الاجتماعية . يقول احمد العشماوى , لمهنة الاويمجى مواصفات خاصه تميزها عن اى مهنه مرتبطه بصناعة الاثاث حيث يجب على من يمارس هذه المهنة أن يكون على جانب من الذكاء وأن تكون له ميول فنية.أن يكون سليم الجسم قوى البنية لأن هذه المهنة تعتبر يدوية وتعتمد على قوة عضلاته وأن تكون أطرافة سليمة ليس بها أي عجز أو تشوهات وأن يكون قوى الإبصار. أن يكون ملما بالكتابة أو القراءة ويستحسن أن يكون لدية الاستعداد لتعلم أو ممارسة هذه المهنة. الف أويمجي مهددون بالبطالة هناك أكثر من الف أويمجي في دمياط مهددون بالبطالة بسبب عشرات الماكينات التى ظهرت في ورش دمياط مؤخرا لتكون بديلا عن حرفتهم التي توارثوها عن أجدادهم!! وقد طالبالاويمجيه بوضع حد لهذه المشكلة ووقف استيراد هذه الماكينات التي تهدد أرزاقهم, فضلا عن أنها ستقضي علي الميزة النسبية للأثاث الدمياطي في الأسواق العالمية. من جهته أكد اللواء محمد عبد اللطيف منصور محافظ دمياط نه خاطب وزارة التجاره والصناعه لفرض ضوابط على استيراد الأثاث والمعدات من الصين تحديدا . وأكد ضرورة تحديد نوعيه للخامات والصناعات المستورده من الصين وبالفعل تم البدء فى وضع قواعد لتقنين عملية الاستيراد لان فلسفة المحافظ فى تطوير تلك الصناعه هى ضرورة أن لا يضر بالايدى العامله لانه مهما كانت حداثة التكنولوجيا فأنها لن تقوم بما يقوم به الصانع . أما بخصوص ماكينات الاويمه فلقد بحثنا تلك الازمه مع كل الاطراف وبعد تأكدنا من أن تشغيل ماكينه أويمه واحده يتسبب فى تعطيل 50 عامل عن العمل فى مهنه الاويمه. من جانبه أكد محمد مسلم , رئيس نقابه عمال وصناع الاثاث المستقله بدمياط أن النقابه ستقف وبكل قوه مع عمال مهنه الاويما ضد كل من يحاول القضاء علي هذه المهنه التي هي عصب صناعه الاثاث بدمياط واهم مايميزه واستنكر ما قام به المجلس التصديري للاثاث من دعم لمستوردى تلك الماكينات . أما هانى البرش , اويمجى , فكان له رأى مختلف وقال ان هذه الماكينات لن تؤثر على مهنة الاويمجيه ولكنها تفيد فقط اصحاب المصانع الكبيره والذين هم مرتبطون بعقود سواء فى السوق الداخلى او الخارجى ويقومو بتصنيع منتج مطلوب حديثا من ناحية الشكل او المتانه لان المطلوب حاليا هو منتج بسعر جيد وشكله مودرن او استايل وليس المنتج الدمياطى الذى نسير عليه منذ عشرات السنين بانتاج منتج أهم ما فيه هو المتانه والبقاء لمدة أطول وهو ما يخالف الذوق الحالى الذى يتجه الى البساطه والسعر المعقول وهو ماتميزت به الصين واستطاعت ان تغزو العالم بتكل الفكره . صناعه الاويما اليدويه هى التى تميز موبيليا دمياط واضاف انه هذه الماكينات لا تستطيع منافسه او محاربة مهنتنا لانها تقدم منتج شكلى ومسطح ولا تستطيع انتاج ما نصنعه نحن بأناملنامن مهاره فى تشكيل الاخشاب خاصة النواعم والتخازيق فمثلا لاتستطيع تلك الماكينات ان تصنع ورده بشكلها الخارجى وتجويفها كما لا تستطيع ان تقوم بتصنيع مخدع للكراسى أو الفوتيهات وباختصار ان صناعه الاويما اليدويه هى التى تميز موبليا دمياط عن اى موبليا فى العالم . يقول محمد عشرى , اويمجى الاويما تعد من الحرف الأساسية المنتشرة في جميع شوارع وحارات وأزقة مدينة دمياط والأويمجي يشعر بأهميته، وهو يقوم في العادة بتوزيع العمل على الصنايعية في وجود صبية يتعلمون لان الأويما فيها فن وابتكار وكل أويمجي يحاول تجويد وتطوير الصنعة من خلال التحريف والتجديد فهذا هو الشكل الأمثل لتقديم منتج جديد على السوق. ويضيف عشرى , هناك أسطوات لتلك المهنه بلغوا من التمكن فى تلك الحرفه اعلى منزله كما ان عدد من الأسطوات عملوا في مدن وبلدان عربية منها سوريا ولبنان وتونس وقد نقلوا الحرفة هناك. بعد تجارب عديدة أصبحت هناك اماكن تبيع قطع "الإكسسورات" و"الحليات" بغض النظر عن بيع الغرف كوحدة متكاملة، وهو ما ادى إلى انصراف بعض المهرة عن العمل الذي لم يعد مجزيا. هناك أسماء مشهورة لها سبق تقديم مساطر جميلة، وهؤلاء يتقاضون مبالغ كبيرة نظير تصميماتهم. وأكد عشرى , أن الحرفة تحتاج لمساعدة ودعم الدولة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن كما أن الميكنة تهدد الحرفة بشكل صارخ فضلا عن نفور الجيل الجديد وعدم وجود كفاءات للتدريب.