شرعت إسرائيل في ضخ 400 ألف لتر من السولار الصناعي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة العاملة في قطاع غزة، عقب اتفاق سلطتي الطاقة في غزةورام الله على استئناف عمليات توريد الوقود لتمكين المحطة من الاستمرار في العمل. وفتحت السلطات الإسرائيلية معبر كرم أبو سالم التجاري يوم أمس الجمعة بشكل استثنائي لإدخال كميات من الوقود الصناعي لمحطة الكهرباء التي أعلنت قبل يومين عن أنها ستتوقف بشكل كامل بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها. وتعتمد إسرائيل معبر "كرم أبو سالم" والواقع أقصى جنوب شرق مدينة رفح، معبرا تجاريا وحيدا بعد أن أغلقت كافة المعابر التجارية في منتصف يونيو/حزيران عام 2007 عقب سيطرة حركة حماس على غزة. ويغلق المعبر يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، عدا عن إغلاقه لأيام أخرى بسبب الأعياد اليهودية، أو لذرائع أمنية. وقال رئيس سلطة الطاقة في غزة "فتحي الشيح خليل" إن "ضخ الوقود يأتي تنفيذاً لاتفاق سلطة الطاقة في غزةورام الله، بعد أن قامت السلطة برفع ضريبة "البلو" المفروضة على السولار الصناعي، والإبقاء على ضريبة القيمة المضافة". وأشار خليل إلى أن المفاوضات تجري حالياً مع سلطة الطاقة ووزارة المالية في رام الله من أجل رفع كافة الضرائب المفروضة على الوقود الإسرائيلي وتوريد كميات مناسبة بسعر مخفض. ويلزم لتشغيل محطة الكهرباء بغزة نحو 650 ألف لتر يومياً من السولار الصناعي لتعمل بكامل طاقتها، وهو الأمر الذي تعجز المحطة عن توفيره في الوقت الراهن. وأكد خليل في حديثٍ ل"الأناضول" أنّ الاتفاق يُعد خطوة إيجابية سيتم البناء عليها من خلال تعزيز التعاون المشترك بين سلطتي الطاقة في غزةورام الله من أجل استئناف عمليات نقل السولار، وزيادة الكميات الواردة خلال الأيام القليلة القادمة. وفي حال لم تستجب الحكومة في رام الله، لطلب الطاقة بغزة بإلغاء كافة الضرائب المضافة على الوقود الصناعي، فإنها لن تستمر في شراء السولار الصناعي الإسرائيلي إلا لأيام معدودة وضمن خطة مؤقتة كما يكشف رئيس مركز المعلومات في سلطة الطاقة بغزة" أحمد أبو العمرين". وطالب أبو العمرين في حديثٍ ل"الأناضول" السلطة الفلسطينية برفع كافة الضرائب المفروضة على الوقود الإسرائيلي وتوريد كميات مناسبة بسعر مخفض، مشيراً إلى أن القدرة الشرائية لغزة لا تتناسب مع سعر الوقود المعمول به في الضفة الغربية. وتعتمد محطة الكهرباء على الوقود المهرب من مصر عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية الفلسطينية، والتي توقف العمل فيها بنسبة كبيرة جرّاء حملة الجيش المصري، التي أعقبت عزل الرئيس المصري محمد مرسي. ويعاني قطاع غزة من أزمة خانقة في انقطاع الكهرباء تقترب من عقدها الأول منذ قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة صيف عام 2006، حيث يقطع التيار يوميا ثماني ساعات عن كل بيت.