رفعت السعيد: المعونة إهانة لمصر وقطعها بداية تحقيق الاكتفاء الذاتي. أحمد حسن: قطع المعونة ستحرر القرار المصري من قيود 3 عقود. طه النقر: قطع المعونة يفتح المجال أمام انفتاح عسكري على روسيا والصين. الانفتاح الاقتصادي والميل الكبير الذي بدأه الرئيس الراحل محمد أنور السادات لأمريكا، لم يرق للأحزاب اليسارية والاشتراكية، التي رأت أن البعد عن النهج الإشتراكي والارتماء في حضن الولاياتالمتحدة رائدة الرأسمالية، لن يعود على الشعب المصري إلا بالجوع والفقر والمذلة والتبعية..ورأت تلك الأحزاب أن توطيد العلاقات مع واشنطن بعد اتفاقية كامب ديفيد وما تبعها من إقرار معونة أمريكية لمصر سنوياً، قد أدى إلى إذلال الشعب وعدم استقلالية القرار المصري على مدار أكثر من 30 عاما. التقت شبكة الإعلام العربية "محيط" عدداً من قادة التيار اليساري والاشتراكي، وتعرفت على آرائهم وتوجهاتهم خاصة بعد تلويح أمريكا بقطع المعونة عن مصر عقب احداث 30 يونيو، وتعرفت على فحوى القرار وهل سيعود على مصر بالنفع أم لا؟ وما هي الخطة البديلة لديهم لتفادي هذه الازمة؟. ذل ومهانة بداية..يقول الدكتور رفعت السعيد -الرئيس السابق لحزب التجمع التقدمي الوحدوي- أن قطع المعونة الأمريكية عن مصر لن يؤثر على الاقتصاد في شيء،بل سيؤدي لعودة الازدهار والاكتفاء الذاتي للاقتصاد المصري، مشيراً إلى أن المعونة كانت أمر مهين لمصر وأن التزامات المعونة أكبر بكثير من حجمها. واعتبر السعيد، أن المعونة ارتبطت بتجويع الشعب وخضوعه للمهانة والذل لأمريكا، التي تحكمت وبسطت سيطرتها الكاملة وأفسدت علاقات مصر بالدول الأخرى سواء العربية أو الأوروبية وعلى رأسها روسيا. بداية التحرر من جهته يرى أحمد حسن -الأمين العام للحزب الناصري- أن مصر بعد قطع المعونة الأمريكية ستتحرر من أحمال كبيرة كبلت قرارها لفترات طويلة، متهماً الرئيس الراحل أنور السادات بإفساد الاقتصاد المصري والإرادة المصرية عقب التطبيع مع إسرائيل بمباركة أمريكا. وقال حسن " الشعب المصري لا يريد المعونة المقدرة بمليار وبضعة ملايين، لأنه قادر على تعويض هذا الأمر وتحقيق الاكتفاء وإنهاء التبعية الأمريكية، فضلاً عن أن قطعها لن يؤثر على الجيش المصري بالمرة ولكنه سيؤثر على الصورة الذهنية لأمريكا في نظر المصريين. مستدلاً على حديثه بأحداث 1956 عندما حاولت أمريكا الوقوف فى وجه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مسألة تمويل السد العالي، وهو الأمر الذي نتج عنه انتصار إرادة المصريين وتدهور العلاقات مع واشنطن التى خسرت كثيراً جراء ذلك. سياسة عسكرية جديدة أما الكاتب أحمد طه النقر -المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير- فأشار إلى أن قطاعاً كبيراً من الشعب المصري كان يطالب بقطع هذه المعونة حتى لا تكون وسيلة للضغط على القرار المصري، فمنذ عقد اتفاقية كامب ديفيد وتحول الجيش المصري لأكبر مستورد للسلاح من أمريكا، أصبحت أرواق اللعبة سياسياً وعسكرياً في يد القادة الأمريكان. ورأى النقر، أن قطع المعونة سيعود بالنفع على مصر في المستقبل القريب، وستبدأ سياسة جديدة على المستوى العسكري تتجه فيها مصر للأقطاب العسكرية العالمية الأخرى كروسيا والصين، وكذلك على المستوى الاقتصادي فسوف يساعد قطع المعونة في ازدهار الصناعة المحلية مرة أخرى، وهو ما يضر فى النهاية بالمصالح الأمريكية.