استبعد "الجيش السوري الحر"، اليوم الثلاثاء، تدخل حزب الله اللبناني عسكرياً في منطقة القلمون بريف دمشق (جنوب سوريا)، على غرار تدخله في مدينة القصير بريف حمص (وسط). وفي اتصال هاتفي مع وكالة "الأناضول"، قال مصعب أبو قتادة الناطق باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش الحر، إن "منطقة القلمون تختلف عن القصير، وذلك لكبر مساحتها التي تزيد أضعافاً عن القصير، وصعوبة تضاريسها الجبلية، وكذلك لوجود أعداد كبيرة من مقاتلي الجيش الحر والكتائب الإسلامية والتي تصل إلى نحو 30 ألفاً". وكانت وسائل إعلامية وتنسيقيات تابعة للمعارضة السورية، تحدثت خلال الأيام الماضية عن احتشاد الآلاف من مقاتلي حزب الله على الحدود اللبنانية السورية المحاذية للقلمون، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية مقرها لندن، إن عدد أولئك المقاتلين وصل إلى نحو 15 ألفاً. والقلمون هي سلسلة جبلية تقع غرب سوريا، وتسمى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشكل حدا فاصلاً بين لبنان وسوريا، وتضم من الجهة السورية عشرات المدن والبلدات، أبرزها دير عطية ومعلولا والنبك وغيرها. وأشار أبو قتادة إلى أن "الجيش الحر والكتائب الإسلامية المتحالفة معه تسيطر على معظم مناطق القلمون، التي تعتبر منطقة جبلية وعرة وليس بمقدور الحزب أو قوات النظام التوغل فيها على غرار ما حدث في القصير، خاصة أنها تضم عشرات المدن والبلدات"، متحدياً الحزب أو قوات النظام على القيام بها، قائلا إن دخول مقاتلي حزب الله إلى هناك يعني "نهايته". وسقطت مدينة القصير التي كانت تسيطر عليها المعارضة، بيد النظام السوري وحزب الله اللبناني مطلع يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت لثلاثة أسابيع، وكان ذلك التدخل العلني الأول لحزب الله إلى جانب النظام في الصراع الدائر في سوريا منذ آذار/ مارس 2011. من جهة أخرى قال عامر القلموني الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية في دمشق وريفها، وهي من أكبر التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة، إن كثيراً من العوائق التي تجعل تدخل حزب الله عسكرياً في القلمون أمراً مستحيلاً، منها وعورة المنطقة كونها جبلية وتمتد على مسافة تبلغ نحو 50 كم، وأيضاً البيئة الحاضنة الكبيرة للجيش الحر والتي أجبرت النظام على الانسحاب منها نهاية العام الماضي وهو بأوج قوته.