سلطت صحيفة "الفاينانشال تايمز" في عددها الصادر اليوم الاربعاء الضوء على الصراع الدائر في سوريا والدبلوماسية التي ينتهجها الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً. وذكرت الصحيفة في مقالاً لمراسلها في بيروت دايفيد غاردنير بعنوان "الأسد يجرب حظه في ظل ازدياد وتيرة القتل في بلاده". وقال غاردنير إن "المقابلات الصحفية التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً مع وسائل الإعلام الأجنبية في ظل استمراره بشن حرب ضروس على أبناء شعبه منذ سنتين ونصف السنة، تتسم بالدبلوماسية". وأضاف غاردنير "قبل أسابيع، كان نظام الأسد معرضاً للقصف بوابل من صواريخ كروز الأمريكية كعقوبة لاستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد المعارضين في 21 أغسطس إلا أن الوضع اختلف الآن، فوزير الخارجية الأمريكية جون كيري أشاد مؤخراً بالنظام السوري لتعاونه مع مفتشي الأممالمتحدة الذين استطاعوا تدمير أول دفعة من الأسلحة الكيماوية بعد إبرام اتفاقية بين واشنطن وموسكو التي تعتبرها سوريا بطلتها العالمية". وقال كاتب المقال إن "الرئيس الأسد لطالما اعتبر محظوظاً"، موضحاً أن "الأسد لديه الحق بالاعتقاد أن الدبلوماسية شبيهة بلعبة المونوبولي، وأنه يمتلك جميع البطاقات التي تحرره من السجن"، معلقاً أن "هذه البطاقات تكون بلا جدوى عند استخدام الأفخاخ الخاصة بالفيلة". وأشار إلى أن الأسد سيستخدم بلا شك هذه الدبلوماسية التي ينتهجها كدرع لتصعيد المجازر في سوريا والتي حصدت لغاية يومنا هذا 100 ألف قتيل". وبرأي غاردنير، فإن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاع إقناع نظيرة الأمريكي باراك أوباما في أغسطس، حيث تعهدت روسيا بأنها مسئولة أمام العالم عن تصرفات الأسد". وختم المقال بالقول ، إن تأمين إيران لمركزها إقليمياً والتوصل إلى حل وسط بشأن حقوقها النووية قد تكون أمراً كافياً لترى فيه إيران أن الأسد يمكن الاستغناء عنه.