القمني يهدم العقيدة بادعاء أن الإسلام مؤامرة هاشمية .. وليس وحيا منزلا! جمال البنا : صاحب الدراسة يواجه زيف القمني بالعقل وليس التكفير أحد أعضاء مجلس الثقافة : كرمنا القمني نكاية في التيار الإسلامي ! مؤلف الكتاب : أعتذر لابنة القمني حين أفضح ممارسة أبيها ل "الحرام العلمي" بتقديمة الكاتب الراحل جمال البنا ، وتحت عنوان "الكارهون للحقيقة .. وثائق جريمة ثقافية" ، أصدر الباحث المصري منصور أبوشافعي كتابه الجديد . وقد كرس المؤلف عمله بالكامل للرد العلمي على كتابات الباحث الشهير سيد القمني ، ولإثبات أنها تفضح جهله وليه لعنق التاريخ وتزويره في المراجع التي يستشهد بها ليحرف الإسلام ويجعله دين موضوع وليس فوقي من السماء وفق اعتقاده الماركسي المتطرف !! الكتاب عبارة عن رسائل وضعها مؤلفها في أعقاب حصول القمني على جائزة الدولة التقديرية عام 2009 والتي شكلت صدمة قاسية للمؤلف، فقد كانت الجائزة كما عبر بكتابه فضيحة لتيار علماني بأكمله قابع في المجلس الأعلى للثقافة، وكلهم اقترفوا جريمة تكريم صاحب "الحرام العلمي" كما وصفه المؤلف، ويقصد به سيد القمني، لأنه مزور كبير. أما جمال البنا، فقد حيا المؤلف لأنه لم يهاجم اعتقادات الكاتب سيد القمني نفسها، فهو برأيه حر فيما يعتقد به، لكنه كشف زيفه العلمي فهو بالتأكيد ليس حرا في أن يزيف التاريخ والحقائق للتخديم على أفكاره التي وصفها الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية ردا على رسالة وصلته بعد تكريم القمني، فقال جمعة أنها آراء كفرية تخرج صاحبها من الملة، ويستوجب عليها التجريم بحسب القانون المصري الذي يمنع ازدراء الأديان، وليس التكريم كما فعلت الدولة المصرية . والقمني دأب على توجيه القراء نحو أن جد الرسول عبدالمطلب هو المؤسس التاريخي للدين الإسلامي ! وأن وجود الله له أساس يخضع لتطور موضوعي على الأرض في ظروف المجتمع الجاهلي ! وأن محمد بن عبدالله رسول الله (ص) هو منفذ لخطة الحزب الهاشمي التي وضعها جده ! أما القرآن فهو مستوحى من أشعار أمية بن الصلت ! وهي كلها أفكار تهدم العقيدة الإسلامية من أساسها كما نرى . أخيرا يؤكد جمال البنا في إشادته بالمؤلف أنه لم يتعرض لقصة الدكتوراة من جامعة مشبوهة التي حصل عليها القمني . جريمة متكاملة يؤكد الكاتب في عمله المهم على تضليل الإعلام المصري الذي يعرض كل من يخالف الدولة وتوجهاتها وكأنه يميل لفكر الإخوان أو ينتمي إليهم، ومن هؤلاء المستشار الخضيري ونهى الزيني ويحيى حسين وغيرهم ! ، ولهذا السبب المضحك يعترف الكاتب ابتداء بأنه لم ولن ينضم للإخوان المسلمين، لأنه يرفض التضحية باستقلال عقله وحريته لصالح أي جماعة أو حزب، وقد شارك في تأسيس لجنة حزب التجمع بقليوب ثم رفض الانضمام للحزب الشيوعي العمالي حين كان يؤدي خدمته العسكرية في شبابه. أما تيار النخبة في الثقافة والإعلام فهو يحتفظ بصفة الجهل لخصمه الإسلامي وحده ويرفض تجهيل أي شخص يقع خارج تلك الدائرة، والدليل الصعوبات الجمة التي واجهها لنشر دراسته تلك في كل الصحف الخاصة والمملوكة للدولة ومع ذلك باءت محاولاته بالفشل، بل ورد عليه يوما ما الكاتب صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة سابقا بأنهم أعطوا القمني الجائزة "نكاية في التيار الإسلامي" !! ليصمت الباحث بعدها ولا يعاود المحاولة ! ثم كان من أمن الدولة أن استضافته بعد حلقة بثتها فضائية "الناس" لتتأكد من أنه ليس إخوانيا ! أخيرا يؤكد أبوشافعي أن أتيليه القاهرة الذي رشح القمني للجائزة ليس هيئة علمية تمارس البحوث والإنتاج الفكري في هذا المجال وبذلك فهو يخالف نص لائحة المجلس لجوائز الدولة نفسها . ناهيك عن الشبهات الكثيرة في التساهل في الأسس التي تقوم عليها الجائزة التقديرية حيث أن المصوتين لا يكونون من اللجان العلمية ، كما أن المجلس من ضمن مهام إنشائه المحافظة على قيم المجتمع الدينية والروحية والخلقية وتقدير المبدعين الذين يتفق إنتاجهم العلمي مع السياسة العامة للدولة ! ويتساءل : أي من تلك المعايير تم مراعاتها مع القمني؟! ولا يستبعد أبوشافعي علاقة جائزة القمني بإفصاحه أن تعديل المادة 76 من الدستور عام 2005 يضع حسني مبارك إلى جوار الملك مينا موحد القطرين وباني أول دولة مؤسسات في تاريخ الإنسانية وإلى جوار محمد علي باني دولة مصر الحديثة في مجلة روزا اليوسف 5 مارس 2005، في إشارة للتعديل الفج الذي مهد لتوريث الحكم ! شبهات القمني .. والرد عليها شبهة تآمر جد النبي عرف القمني توجهه ب"المادي" في كتاب "الأسطورة والتراث" ص 282 ، وهي فلسفيا نظرية تعني تقديم المادة على الخالق نفسه، وقال في جريدة الأهالي 3 نوفمبر 1993 أنه "لا شيء إطلاقا يبدأ من فضاء دون قواعد مؤسسات ماضوية يقوم عليها يتجادل معها، بل ويفرز منها حتى لو كان هذا الشيء دينا" والتوحيد لا ياتي من فراغ أو من قفزة تخالف منطق التطور وشروطه المجتمعية ، في كتابه "رب الزمان" ص 102، وبالتالي فإنه لا ينبغي تفسير الظهور التاريخي للإسلام ببناء فوقي يعبر عنه مثلث " الله ،الرسول والقرآن " ولكن ببناء تحتي يقوم على تناقضات الحياة المادية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كبناء تحتي" وقد قال ذلك بلا أي تأسيس علمي يثبت بعده التنويري ، بحسب منصور الشافعي. والقمني – كما يشير الكتاب - يصر أن يختلق شرط توحيد الأرباب في الجاهلية في إله واحد كمقدمة لازمة لتوحيد القبائل العربية في كيان سياسي واحد، وهي بداية المؤامرة التي حاكتها قريش لتضمن استقرارها السياسي بعد أن ضمنت استقرارها على طريق التجارة العربي، بحسب القمني، رغم أن الكاتب نفسه عارض تلك الفكرة في كتابات له من قبل واعتبر أن تعدد الأرباب في مصر القديمة بل وفي عالمنا المعاصر في أمريكا مثلا لم يقف حائلا أمام التطور ! ويرد أبوشافعي مؤلف الكتاب بأن المراجع التي رجع لها القمني نفسه نسى أن يشير إلى أن استضافة مكة للقبائل حدثت في ولاية قبيلة خزاعة للكعبة التي استمرت 300 سنة بقيادة عمرو بن لحي ، وهذا أورده بن كثير والمسعودي أي في القرن الثاني الميلادي وليس السادس وبالتالي فالقمني يغالط التاريخ . ويمضي القمني في تأكيده أن الصراع الطبقي شب في مكة بعد حالة الانتعاش الاقتصادي التي خلفتها تجارة القوافل، وبالتالي ظل العبيد في حالة رفض نفسي لأرباب لا يعدلون في تقسيم الأرزاق وبالتالي كانوا أول الانقلابيين على الوضع المكي الذي يسحق إنسانيتهم (هنا تمهيد لأسباب إسلام عبيد قريش بأنه ليس إيمانا بالوحي من السماء بل لأسباب وضعية أرضية) . ثم يؤكد القمني أن عبدالمطلب كان ذو وعي سياسي وحس قومي حين قاد وفدا إلى اليمن برفقة بن أخيه أمية وحلفائه أبوزمعة ؛ جد أمية بن عبدالله بن أبي الصلت وخويلد الأسدي أبو السيدة خديجة رضي الله عنها، في الوقت الذي استمر فيه على التكتيك الهاشمي بأن سار على السنة الكريمة المعطاء بالجود حتى لقبه الناس "شيبة الحمد" ومن هنا فقد حاول علاج داء الفرقة العشائرية الناتجة عن تعدد الأرباب وتماثيل الشفعاء، وانطلق لوضع أسس فهم جديد للاعتقاد فهم يجمع القلوب عند إله واحد ويلغي الأصنام والشفاعات !. ويرد الكاتب منصور أبوشافعي بأن الثابت أن نزاع أمية بن عبد شمس وعمه هاشم مجرد أسطورة ، وخاصة أن أمية كان طفلا لن يفكر في صراع من تكون له النبوة ، هذا بخلاف أن القمني مط عمر هاشم وجعل عبد شمس يموت قبل شقيقه هاشم واخترع أن خويلد كان بالرحلة ليربط بين جد النبي ووالد السيدة خديجة ووالد الشاعر أمية والذين تآمروا برأيه لزرع فكرة نبوة محمد، عبر شعر أمية ومال خويلد وابنته خديجة وتنفيذ الحفيد لتفاصيل المؤامرة ويعني رسول الله – وحاشاه . بل ويزيد القمني بأن الرسول – بخلاف رواية بن كثير تماما – قد غرر بوالد السيدة خديجة فسقاه خمرا ليتزوج ابنته !! شبهة تآمر الرسول يخلط القمني عادة بين المكي والمدني ليلوي عنق الحقيقة والمقدسات أيضا، فهو مثلا يؤكد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – حين هاجر وأصحابه من بطش أحلاف قريش في مهد الرسالة – اتجه ليثرب وفيها أخواله، وأنه أعطاهم الآيات التي تؤكد أنه ينتسب لنفس سلالتهم والتي تؤكد أن الله اختارهم على العالمين ، بل وادعى القمني خلافا للحقيقة أن سورة "الصف" مكية رغم أنها مدنية أي نزلت بعد الهجرة للمدينة، ليؤكد أن محمدا خاطب بها يهود يثرب ، وفيها آية لسيدنا عيسى يبشر برسول يأتي من بعده اسمه "أحمد"! وفي الكتاب نقرأ ردود الكاتب على اتهام القمني لأبوطالب عم النبي بأنه مات على ملة الأشياخ أي أجداده وليس على دين عبدالمطلب، وأن عبدالمطلب سعى لتحقيق نبوءة حبر يهودي بنبوة حفيده رغم أنها أسطورة واردة بالسيرة الحلبية، وأنه حاول إيهام العرب بأنهم جميعا من نسل اسماعيل ويجب عليهم العودة للحنيفية الإبراهيمية ونبذ الفسق وعبادة الأصنام وشرب الخمر، والإيمان بالبعث والخلود ! ويقطع القمني بأن الحقائق التي يعنيها عباس العقاد هي تحديدا أن حكايات اليهود عن مغامرات أنبيائهم القدامى وعن دولتهم الغابرة التي انشأها الملك النبي داود ، وما لحقها من تهويلات ومبالغات كانت وراء الحلم الذي داعب خيال سراة العرب وأشرافهم، حتى بدأ لكل منهم طيف زعامته للدولة الموحدة . ونص قول العقاد الذي أرفقه الكاتب لا يوجد فيه ذلك بتاتا !! شبهة انتحال القرآن مرة أخرى، تزوير للحقائق يقوم به القمني حين نسب للدكتور جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" الجزء السادس، بأنه يرى أمية بن الصلة – شاعر رأى في نفسه النبوة ومات على الكفر بعد الرسالة – يرى أنه كان حنيفيا مجتهدا وأن ما نقل إلينا من شعره غير منحول ، ومن ذلك ما كتبه وجاء مطابقا لما جاء بالقرآن الكريم من معان وألفاظ عن الجنة والنار واليوم الآخر والله، رغم أنها كتبت قبل نزول تلك الآيات !!! والحق أن الدكتور جواد علي أثبت بكتابه أن تلك تهمة استشراقية بغيضة، وأن أمية لو كان المسلمون انتحلوا من شعره لكان قد فضحهم ، والعكس أيضا صحيح، وبالتالي فالراجح أن تكون تلك الأشعار وضعت فيما تلا عصر الرسول على يد شعراء حاولوا تمجيد بنو أمية على حساب بني هاشم وقد كثر هؤلاء في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي بشكل خاص . ويدلنا على ذلك أن تغير أسلوب شعر أمية حين يكتب بأغراض العرب الجاهليين كالمديح وغيرها، وحين يكتب في الأشعار المنسوبة إليه عن الإيمان والتي لو صدقت سيكون أمية مسلما وهذه الطرافة في الأمر ، فهناك بيت يقول على سبيل المثال لا الحصر : "محمدا أرسله بالهدى .. فعاش غنيا ولم يهتضم" ! وزاد القمني على خطاياه بأن دعا بمقال منشور له عام 2002 لإعادة ترتيب آيات وسور القرآن في المصحف، بل ودعا رجال الأكليروس الإسلامي لرفع يدهم حتى يمكن إعادة النظر والترتيب والتصويب دون خوف واتهامات بالمروق ، فهو يرى أن القرآن ليس مرتبا ترتيبا زمنيا ولا موضوعيا وبالتالي فليس هناك ترابط بين الآيات والسور! وهو ما أوقع المسلمين بزعمه في التخبط ، كما أنه برأيه نزل في أهل زمانه ومكانه ولا يجب تطبيقه الآن من أحكام الشريعة الواردة فيه الآن !.