في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات الغاضبة في البلاد، دافع وزير الخارجية السوداني علي كرتي عن قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات وبعض السلع الأساسية. وقال كرتي في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية": "إن هذا الإجراء مؤقت، ودعا السودانيين إلى تفهم هذا القرار الذي جاء "منعا من انهيار اقتصاد بلادهم" حسب تعبيره. وأضاف وزير الخارجية السوداني أن المظاهرات شهدت أعمال تخريب عبر مجموعات تسللت إلى هذه المظاهرات ووجدت فيها فرصة لممارسة أعمالها في العاصمة السودانية. ونفى كرتي أن تقوم بلاده بالتضييق على وسائل الإعلام، ولكنها تغلق الباب أمام القنوات تهدد الأمن القومي السوداني، مضيفا أن إغلاق مكتب سكاي نيوز عربية هو إجراء مؤقت. من جهة أخرى، قال نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم مساعد الرئيس السوداني السبت: "إن هناك "مندسين هم من يقتلون المحتجين"، في حين عارض مسئولون بالحزب ما أطلقوا عليه "قمع المتظاهرين" في شوارع الخرطوم ومدن أخرى. ودعا نافع في مؤتمر حزبي في ولاية شمال كردفان، بعض قيادات المعارضة التي وصفها بالوطنية، ب"ألا تتيح فرصة للمندسين باسم التظاهرات السلمية بهدف التخريب والقتل"، نافيا أن تكون قوات الأمن وراء في قتل محتجين. وأعلن الجناح الإصلاحي داخل حزب المؤتمر الوطني في رسالة، معارضته ل"القمع" الذي جوبهت به الاحتجاجات الشعبية على إلغاء الدعم عن المحروقات. وجاء في رسالة وجهها إلى الرئيس السوداني 31 مسؤولا في الحزب الحاكم من الجناح الإصلاحي "أن الإجراءات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة والقمع الذي مورس ضد الذين عارضوها بعيد عن التسامح وعن الحق في التعبير السلمي". وقال شهود إن الشرطة السودانية أطلقت السبت قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين في الخرطوم، وصفوا البشير ب"القاتل" بعد اضطرابات على مدار عدة أيام قتل خلالها عشرات الاشخاص، في حين قال مشاركون في جنازة محتج إنهم تعرضوا لإطلاق نار من قوات الأمن. وخرجت مظاهرات يومية الأسبوع الماضي في أعقاب قرار الحكومة خفض دعم الوقود وغاز الطهو يوم الاثنين الماضي. وذكرت الشرطة أن مسلحين مجهولين قتلوا 4 محتجين بالرصاص الجمعة ليرتفع العدد الرسمي للقتلى إلى 33، في حين أحصت منظمات حقوقية رقما يقترب من ضعف تلك التي أعلنتها السلطات. وفي حي بري بالخرطوم تجمع أكثر من ألف شخص للمشاركة في جنازة أحد الضحايا، هو الطبيب صلاح السنهوري الذي ينتمي لأسرة كبيرة لها صلات قوية بالحكومة. وقال شهود: "إن عدد المشاركين في الجنازة ارتفع إلى 3 آلاف في غضون نصف ساعة، وهتف كثيرون واصفين البشير بالقاتل ورددوا حرية.. حرية". وقال مشاركون: "إن الشرطة أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على الحشد".