ينتظر الكاتب البارز صلاح عيسى صدور طبعة ثانية من كتابه "الدستور في صندوق القمامة" ويقع في 350 صفحة من القطع الكبير عن مركز "الأهرام للترجمة والنشر". كما صدر للكاتب مؤخرا عن دار "الشروق" كتاب "مأساة مدام فهمي" ويقع في 300 صفحة من القطع الكبير ، وينتظر الكاتب توقيع كتاب جديد قريبا باسم "مذكرات فتوة" في معرض الكتاب، حسبما صرح ل"محيط " .
يشرح عيسى مضامين الكتاب الأول بقوله : "الدستور في صندوق القمامة" هو قصة مشروع دستور 1954، الذي وضع بعد ثورة يوليو، وألقاه مجلس قيادة الثورة في صندوق القمامة لأنه كان أكثر ليبرالية مما تحتمله الظروف. والطبعة الجديدة تشمل فصلين كبيرين يحللان إشكاليات حركة الإصلاح السياسي في مصر خلال السنوات العشر، ما بين صدور الطبعة الأولى، وثورة 25 يناير، وبالأخص ما يتعلق من خلاف حول المادة الثانية من الدستور ما بين الجماعات الإسلامية والليبرالية.
ويضم الكتاب فصلا آخر عن التعديلات التي أدخلت على دستور عام 1971 في عام 2007 قبل أن تلقيه ثورة 25 يناير في صندوق القمامة.
وفي هذا الكتاب يدعو عيسى إلى اتخاذ مشروع دستور 1954 الذي يقوم على الجمهورية البرلمانية كأساس للدستور الجديد الذي سيكون الثاني عشر في تاريخ مصر. مدام فهمي
كتاب "مأساة مدام فهمي" من سلسلة حكايات "من دفتر الوطن" التي سبق أن صدر للكاتب كتابين منها هما "رجال رية وسكينة" وتحول إلى مسلسل تليفزيوني وصدر عام 2000، وكتاب "البرنسيسة والأفندي" الذي صدر عام 2008.
والكتاب الجديد يروي قصة غرام مليونير مصري وهو علي فهمي بيك صاحب القصر الذي يقع في مدخل جزيرة الزمالك ويعرف باسم قصر عائشة فهمي، وهي شقيقته التي ورثته عنه – تزوج فهمي غانية فرنسية تكبره في السن، وكان هناك تعقيدات في العلاقة بينهما بحكم اختلاف المناخ الاجتماعي الذي تربي فيه وانتهى بأن قتلته هذه الغانية الفرنسية في فندق "سافوي" بلندن عام 1923.
قدمت الخادمة للمحاكمة أمام محكمة "أولد بايلي" في بريطانيا، وتضامن عشاقها معها، وكان بينهم الملك ادوارد الثامن ملك بريطانيا آنذاك الذي كلف المع المحامين في العالم وقتها وهو السير مارشيل هول الذي لم يجد وسيلة للدفاع عنها إلا بشن هجوم كاسح على الحضارة العربية والإسلامية، وتحليل ما سماه نفسية الرجل الشرقي الطاغية الذي يتزوج امرأة أوروبية حرة ويحاول أن يحولها إلى جارية مما اضطرها إلى قتله، ونجح هذا الدفاع في الحصول لها على البراءة .
وهو ما أثار معركة فكرية عنيفة في مصر في تلك الفترة حول العلاقة بين الشرق والغرب، وقضية الزواج المختلط في الدين أو في الجنسية، والموقف العنصري للحضارة الغربية ضد الحضارة العربية والإسلامية، وكانت هذه الواقعة مصدر لعدد من الروايات والمسرحيات العالمية التي صدرت في الغرب كما كان مصدرا لعدد كبير من الأفلام والمسرحيات المصرية، كان من أهمها مسرحية وفيلم "أولاد الذوات"، وهما عملان من تأليف وتمثيل يوسف وهبي الذي تزوج من عائشة إحدى شقيقات علي فهمي وكتب المسرحية وسيناريو الفيلم في نفس القصر الذي بناه علي فهمي لتسكنه مارجريت الغانية الفرنسية ورحل عن الدنيا قبل أن يهنئ بالعيش فيه اكثر من اسابيع.
مذكرات فتوة
وعن كتاب "مذكرات فتوة" فكان من المقرر ، كما يقول عيسى ل"محيط" ، صدوره في أوائل هذا العام لكنه تأجل بعد الثورة، وقام عيسى بسحبه من الناشر كي يضيف فصل للمقدمة يقوم بكتابته حاليا.
ويعتبر هذا الكتاب نص كتبه فتوة مصري في إمارة الفتونة بين أواخر القرن التاسع عشر، وولد الفتوة في عام 1890 ومارس الفتونة بين عامي 1910 وهو في العشرين من عمره وحتى عام 1930، ثم كتب مذكراته وأملاها على صحفي مصري أسمه حسني يوسف كان يصدر جريدة "لسان الشعب" التي كانت تهتم بالكتابة بالعامية، ونشر مسلسلا عن صفحاتها، ثم جمعه في كتاب صدر في ثلاثة أجزاء .
الكتاب مكتوب بالعامية ويعتبر من نوادر الكتب لأنه لا توجد نسخة منه في دار "الكتب المصرية". وعندما قرأ الكاتب صلاح عيسى هذا الكتاب لفت نظره وجود اثنين من ألمع كتاب هذه الفترة كتبا كلا منهما له مقدمة، وهما الكاتب المصري حسين شفيق، والكاتب والعلامة السوري خير الدين الذواتي ومن أهم كتبه "قاموس الإعلام".
وهذه المقدمة كما يقول عيسى تنطوي على تقييم مهم جدا للكتاب وخاصة باعتباره وثيقة أولا للهجة العامية كما كانت موجودة في تلك الفترة، وثانيا وثيقة اجتماعية لحياة وتقاليد وادبيات الفتونة في مرحلة انحدارها وتحولها إلى بلطجة.
كما أشار الكاتب في الكتاب إلى الوقائع التي تتعلق بالتقاليد التي كانت سائدة في تشكيلات الفتونة والمراتب والعلاقات بين الفتوات في مراحل التدهور والعلاقة بينهم وبين الشرطة والمحاكم. وفي المذكرات يوجد اسماء عدد من الفتوات المشهورين جدا في تلك المرحلة. وقدم الكاتب دراسة مطولة عن تاريخ الفتونة ونشأتها في مصر ورسومها وتقاليدها، وأيضا الأعمال الادبية والروائية والسينمائية التي اظهرت شخصية الفتوة، وأبرز من اهتم بهذه الشخصية هو الكاتب الكبير نجيب محفوظ في كثير من كتاباته على رأسها "ملحمة الحرافيش" في فيلم "بداية ونهاية"، و"الشيطان يعظ"، و"فتوة العطوف"، فضلا عن الأعمال التي كتبها خصيصا للسينما مثل "فتوات الحسنية" و"الفتوة".
الكتاب يصدر قريبا عن دار "نهضة مصر"، وهو يقع في 450 صفحة من القطع الكبير.