عبر بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي البارزين من الحزب الجمهوري الأحد، عن تشككهم حيال إمكان النجاح في تنفيذ اتفاق إزالة الأسلحة الكيماوية السورية دون تهديد جدي باستخدام القوة يضع الحكومة السورية تحت ضغط يحملها على التنفيذ. ويدعو الاتفاق الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدةوروسيا أمس السبت الرئيس السوري بشار الأسد إلى الكشف عن مكونات مخزوناته الكيماوية وأماكنها خلال أسبوع والتخلص من المخزونات بحلول منتصف العام القادم. وقال النائب الجمهوري مايك روجرز، رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب لتلفزيون "سي.ان.ان": "إذا كان الرئيس يعتقد مثلي ان القوة العسكرية تعين على انجاز الحل الدبلوماسي فقد تخلوا عن هذا في ذلك الاتفاق،أنا قلق بالفعل بهذا الخصوص". وأضاف "لم يخرج أي قدر من الأسلحة الكيماوية من ساحة القتال ونحن تخلينا عن كل ما في أيدينا من أسباب الضغط التي تعين على حل المشكلة السورية الأوسع .. نحن استبعدنا التهديد العسكري الجدي". وقال الرئيس باراك أوباما أول أمس السبت أن الولاياتالمتحدة "ما زالت مستعدة للتحرك" إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في سوريا. ويتخذ الجمهوريون موقفا يتسم بالانتقاد الشديد للأسلوب الذي يتبعه أوباما في معالجة الأزمة السورية ويصفون سياسته بأنها مشوشة. وكان قد اتخذ قبل أسبوعين قرارا مفاجئا بطلب موافقة الكونجرس على توجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس الماضي. لكنه لاقى مقاومة كبيرة في مجلسي الكونجرس وقرر الأسبوع الماضي استكشاف الإمكانات التي يتيحها اتفاق بخصوص الأسلحة اقترحته روسيا. وقال السناتور بوب كوركر، زعيم الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ "أعتقد اننا يجب ان نظل متشككين حتى نرى ما سيتمخض عنه ذلك". وأضاف كوركر في حديث لتلفزيون "سي. بي. إس" أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كانت "يده ضعيفة" عندما ذهب إلى جنيف للتفاوض على الاتفاق مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. ويقضي الاتفاق الأميركي الروسي باستصدار قرار من مجلس الأمن يتيح التقييم الدوري لسلوك سوريا "وفي حالة عدم الالتزام، يفرض مجلس الأمن الدولي إجراءات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة". وقد تتضمن القرارات الصادرة استنادا إلى الفصل السابع استخدام القوة العسكرية وقد تكتفي بأشكال أخرى من العقاب. وقال كوركر انه "ما من شك" في أن روسيا احتفظت بالقدرة على استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع استخدام القوة استنادا إلى الفصل السابع "ولذلك فما زال استخدام القوة بطريقة متعددة الأطراف في يدي روسيا إلى حد بعيد". وقال السناتور جون ماكين أن الاتفاق يمنح روسيا السيطرة الفعلية على تحديد مدى التزام سوريا. وأضاف متحدثا إلى تلفزيون "إن. بي. سي": "أعتقد أنه (الاتفاق) فاشل لأنه يمنح روسيا وضعا في الشرق الأوسط لم تتمتع بمثله منذ السبعينات". وتابع "صرنا الآن معتمدين على حسن نية الشعب الروسي إذا انتهك بشار الأسد الاتفاق، اعتقد جازما استنادا إلى سجله أن هذه مقامرة كبرى". وقال السناتور الديمقراطي روبرت منينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ متوخيا الحذر "اذا نجح (الاتفاق) فقد تخلصوا من الأسلحة الكيماوية دون استخدام القوة" وإذا لم يلتزم الأسد "فقد عدنا من حيث بدأنا غير إن الأسد سيكون قد كسب مزيدا من الوقت في ساحة القتال وواصل البطش بالمدنيين الأبرياء". وقال بعض الديمقراطيين الآخرين أن الاتفاق علامة تبعث على الأمل. وقال النائب الديمقراطي ادم شيف، عضو لجنة المخابرات في مجلس النواب "أنا لا أثق بالروس لكنني اعتقد ان هذا الاتفاق خطوة ايجابية للغاية".