تشهد مصر مرة أخرى، عودة الحكم العسكري منذ حملة الفريق لأول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ضد أول رئيس منتخب ديمقراطيًا حيث تفتح أبواب السجون أمام قادة الإخوان. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يقبع الآن محمد مرسي، الرئيس المعزول وزعيم جماعة الإخوان المسلمين، في زنزانة السجن، بينما تم إطلاق سراح الرئيس "المستبد" حسني مبارك، الذي حكم مصر لمدة 30 عامًا. وطبقا للصحيفة، سلطت الاضطرابات الأخيرة، الدور المركزي للجيش في بعض البلدان المسلمة، حيث يفرض الجيش نفسه بالقوة، باعتباره الوسيط المعّين للسلطة، وحارسً الهوية الوطنية. وبإلقاء نظرة على البلدان المسلمة الأخرى، التي ناضلت خلال التحولات الديمقراطية، مثل باكستان، وتركيا، والتي يجب أن تكون بمثابة نوع من التحذير للسيسي، نجد أنه من ضمن المواقف التي يجب وضعها في عين الاعتبار للحكم الحالي، توجيه القضاء الباكستاني رسميا، تهمًا إلى الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف بقتل منافسته رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو، التي اغتيلت في عام 2007 خلال تجمع سياسي، مسجلا بذلك توجيه أول محاكمة جنائية في تاريخ باكستان للجنرال مشرف. أما في تركيا، قامت محكمة مؤخرا بسجن عشرات من كبار ضباط الجيش، بتهم التآمر للإطاحة بالحكومة، والتي تعد تذكيرا عقابيا للجيش، الذي يسعى للاستحواذ على السلطة من خلال الانقلابات. وعلى الرغم من أن السيسي، يلقى تأييدا شعبيا من قبل المصريين، و بعض البلدان المجاورة مثل المملكة العربية السعودية و إسرائيل لتضييق خناقه على الإسلاميين، إلا أن الأحداث في تركيا و باكستان، أكدت على محاولة الحد من القوة العسكرية. وشهدت بعض البلدان مثل مصر، وتركيا، وباكستان، تنافس على السلطة بين القادة العسكريين والمدنيين لعدة عقود، حيث أشارت الصحيفة إلى أن الجيش مارس تثبيت عضلاته السياسية في البلدان الثلاثة، علنا أو وراء الكواليس، وذلك بسبب ضعف الحكم المدني. وتدعي الجنرالات الباكستانية، والأتراك، والمصريين تأييدهم للديمقراطية، لكن سرعان ما يتراجعوا، و أكبر دليل على انتهاكات الديمقراطية، وعود الجنرال الباكستاني مشرف بإجراء انتخابات مبكرة ولكن بقي لمدة تسع سنوات، بعد استيلائه على السلطة في باكستان في عام 1999. وبالرغم من الفترة التي حكم خلالها مبارك، إلا أنه لم يتجرأ، و قام بحملة شرسة ضد الإخوان كما فعل السيسي الذي لقي دعمًا كبيرًا من حكومات إسرائيل، والمملكة العربية السعودية.