أكد الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن حملات التهويد تستهدف البشر والحجر والشجر في المدينة المقدسة، كما تستهدف حضارتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية على حد سواء. وحذر الخطيب في حديث لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة اليوم من عواقب مخطط بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك"..وقال "هذا مخطط خطير جدا وجنوني، ولا يعلم مدى خطورته..إنهم لا يقدرون العواقب".وتابع:"من غير المسموح الحديث في ذلك الأمر بتاتا". وأضاف :"المسجد الأقصى وباحاته البالغة مساحتها 144 ألف متر مربع يتعرض للتهويد، وهذا المخطط يمس بشكل خطير بالعقيدة الإسلامية"، مطالبا الحكومة والمؤسسات الإسرائيلية بعدم النظر في أي أمر يتعلق بالمقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى؛ لأن ذلك ليس من صلاحياتها. وكانت جمعية تطلق على نفسها "جمعية يشاي" اليهودية المتطرفة كشفت مؤخرا عن صورة ومجسم لما سمته "مشروع بناء كنيس يهودي" في المسجد الأقصى، معتبرة أن هذا المشروع "الصغير" هو مقدمة للمشروع "الكبير" المتمثل في بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى. واختارت الجمعية لمكان الكنيس المزعوم مدخل المصلى المرواني جنوب شرق الأقصى، بحيث تبسط السيطرة اليهودية على سدس مساحة الأقصى. وحذر الشيخ الخطيب من عواقب محاولات تقسيم المسجد الأقصى على غرار ما حدث للحرم الإبراهيمي في الخليل (جنوب الضفة المحتلة) قائلا:أي مساس بالمسجد سوف يحرق الأخضر واليابس لانه لا يمثل الفلسطينيين وحدهم وإنما يمثل نحو مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.وتابع:"المسجد الأقصى لا يمكن أن يقسم ما دام فيه أحياء وشعب مسلم وبشر يدافعون عنه". وأوضح أن المتطرفين اليهود يستهدفون تقسيم الحرم القدسي الشريف زمانيا ومكانيا ورفع القدسية عن كامل مساحة المسجد الاقصى وتحويل أغلبها الى ساحات عامة واقتحامه من كل الأبواب وليس باب المغاربة فقط كما هو متبع حاليا. وتبلغ مساحة المسجد الأقصى قرابة 144 دونما (34 فدانا) وله أربعة عشر بابا منها ما تم إغلاقه بعد أن حرر صلاح الدين الأيوبي القدس وقيل إن عددها أربعة أو خمسة أبواب منها باب الرحمة من الشرق، وباب المنفرد والمزدوج والثلاثي الواقعة في الجنوب أما الأبواب التي ما زالت مفتوحة فهي عشرة أبواب (باب المغاربة (لدخول اليهود فقط)، باب السلسلة، باب المتوضأ ،باب القطانين، باب الحديد، باب الناظر - أو المجلس وتتواجد فيه مكاتب إدارة الاوقاف، باب الغوانمة وكلها في الجهة الغربية وباب العتم "باب شرف الانبياء"، باب حطة، وباب الأسباط في الجهة الشمالية . وحول الحفريات الاسرائيلية أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه، أوضح الخطيب أن هناك شبكة من الأنفاق التي حفرها ويحفرها الاحتلال تبدأ من بلدة سلوان جنوب الاقصى وتمر أسفل الاقصى وتصل الى منطقة باب العامود شمالا، وهذه الحفريات تهدد سلامة أبنية المسجد وأدت الى عدد من الانهيارات في ساحاته منها قبل يومين انهيار أرضي عند مدخل منزل تعود ملكيته لأحد السكان الفلسطينيين فى حى "عسيلى" فى البلدة القديمة على بعد 20 مترا من باب السلسلة ما تسبب بإحداث حفرة على عمق ستة أمتار وعرض عشرين مترا، وقبل ذلك انهيار في المنطقة المجاورة لسبيل قايتباي ، وتشققات في ارضية المصلى المرواني وأعمدته، وتشققات متفرقة في بعض جدرانه وتشققات في الجدار الغربي جهة حائط البراق. وقال الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس إن الاحتلال من خلال حفرياته يدمر الآثار الاسلامية والعربية التاريخية ويطمسها، ويحاول استبدالها بادعاءات باطلة عن موجودات أثرية عبرية. وحول محاولات تفعيل "قانون أملاك الغائبين" أكد الخطيب أن هذا القانون جزء من المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد الأحياء والقرى الفلسطينية في القدس، بهدف تغيير الواقع الديموغرافي وخلق أمر واقع جديد مصطنع في المدينة المقدسة. ودعا الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي والمنظمات الحقوقية الدولية إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل لإجبارها على إلغاء هذا القانون ووقف العمل به نهائيا. وسن "قانون أملاك الغائبين" عام 1950 ، في عهد ديفيد بن جوريون أحد مؤسسي إسرائيل وأول رئيس لوزرائها، بهدف الاستيلاء والسيطرة على أملاك الفلسطينيين "الغائبين" الذين هجروا من بلادهم في نكبة 1948 ولجأوا إلى دول مجاورة وصودرت بموجب هذا القانون أملاك الفلسطينيين في القدسالغربية وفي بقية المدن والقرى التي هجر أهلها. وبموجب القانون أيضا ، تستطيع سلطات الاحتلال مصادرة العقارات والممتلكات التي تعود ملكيتها للفلسطينيين الذين يقيمون في الضفة الغربية في حال إدانتهم أمام القضاء الإسرائيلي بارتكاب مخالفات أمنية أو الاتصال مع جهات معادية، أو مقاومة إسرائيل بالقدس، ثم منحها لعائلات يهودية في القدسالمحتلة. ورغم أن المستشارين القانونيين للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة قد أعلنوا في السابق أن "قانون أملاك الغائبين" لا ينطبق على القدس، حتى بعد ضمها رسميا عام 1967، إلا أن الدولة العبرية سيطرت على الكثير من الأراضي والأملاك استنادا إلى هذا القانون. وفيما يتعلق بدلائل الاقتحامات شبه اليومية للأقصى، قال الشيخ عزام الخطيب إن الاقتحامات تتم من قبل المتطرفين اليهود خاصة الجماعات المدعومة من منظمات يهودية متطرفة في حراسة شرطة الاحتلال بهدف أداء طقوس تلمودية في باحات الاقصى وفرض أمر واقع. وأوضح ان وتيرة الاقتحامات زادت هذا العام وان 1133 متطرفا يهوديا و143 عنصرا من شرطة الاحتلال و116 من عناصر المخابرات الاسرائيلية اقتحموا المسجد في يوليو الماضي وان هناك ما بين 40 الى 50 متطرفا يقتحمونه بشكل شبه يومي وكان العدد لا يزيد عن مائة شخص شهريا فى السنوات الماضية. وتهيىء سلطات الاحتلال هذه الأيام الأجواء ميدانيا وإعلاميا لموجة من الاقتحامات الجماعية مطلع شهر سبتمبر المقبل خلال الاعياد اليهودية وهي ما يسمى ب "عيد رأس السنة العبرية" يوم 5 سبتمبر ، ويليه ما يسمى ب "يوم الغفران" في 15 سبتمبر، ثم "عيد العرش" في 19 من الشهر نفسه . وطالب الخطيب الأمة العربية والاسلامية بدعم صمود الفلسطينيين في القدس والمرابطين في المسجد الأقصى بالاضافة الى دعم المؤسسات التي تعنى بالقدس والاقصى. كما ناشد منظمة التعاون الاسلامي واليونسكو والجامعة العربية بالتدخل لمساعدة أهل القدس والحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة من أخطار التهويد.