كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "زغبي" الأمريكية للبحوث أن مواقف المصريين تجاه وضعهم السياسي الداخلي وعلاقتهم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية متضاربة، وذلك من خلال استطلاع آراء 5.042 مصريا في النصف الثاني من شهر يوليو، ومقارنتها مع استطلاع أجرته المؤسسة في مايو الماضي. وأوضح جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأمريكي في واشنطن أنه في استطلاع مايو أعرب 82 % من المصريين عن شعورهم بالأمل أثناء ثورة يناير 2011 ، الى أن تبخر هذا الأمل ووصل إلى 36 % فقط مازال لديهم أملاً في التطورات في البلاد، وفي استطلاع يوليو وعقب حملة "تمرد" وعزل الرئيس محمد مرسي ارتفعت نسبة من يشعر بالأمل إلى 68 %. كما أشار زغبي في مقال نشرته صحيفة "هافيجنتون بوست" الأمريكية أن استطلاع يوليو يكشف أن هناك تعارض شديد بين المصريين بشأن الدور الذي تلعبه واشنطن، فشعبية الرئيس الأمريكي باراك أوباما انخفضت الآن إلى 3 % في التقييم الإيجابي، وفي الوقت ذاته تبلغ الثقة في أمريكا 1 %. كما أن المصريين منقسمون بشأن أهمية أن تُجري بلادهم علاقات جيدة مع واشنطن حيث يقول 48 % أن هذا الأمر هام ويرى 51 % عدم وجود ضرورة لذلك، ويشعر ثلثا المبحوثين أن أمريكا كانت داعمة للغاية للرئيس مرسي، بينما يرى كل 8 أشخاص من بين 10 أن مصر أصابها ضررًا جراء السياسة الأمريكية الداعمة له. وبسؤال المبحوثين عن رأيهم في مطالبات بعض السياسيين الأمريكيين بوقف المعونة الأمريكية إلى أن يتم انتخاب حكومة شرعية، أعرب 18 % عن سعادتهم، بينما 24 تملكتهم مشاعر الغضب، ولم يظهر 56 % اهتمام بذلك لأن مصر لا تحتاج للمعونة حسب رأيهم. وأضاف زغبي أن سبب هذا الموقف السلبي يُجيب عليه سؤال من أكثر استفادة من المعونة البالغة مليارات الدولارات، فيؤمن 24 % فقط أن الشعب أو القوات المسلحة المصرية هم المستفيدين الرئيسيين منها، بينما يقول 21 % أن المستفيد هو واشنطن، ويعتقد 48 % أنها إسرائيل التي استفادت كثيرًا من تقديم المعونة لمصر. كما أضاف زغبي أن واحدة من أكثر النتائج كشفًا في الاستطلاع هي الإجابة على سؤال "إلى أي مدى تشعر بأن الولاياتالمتحدة تفهم مصر وشعبها؟" فيؤمن 36 % فقط من المبحوثين أن أمريكا تستطيع فهم مصر وشعبها، بينما يعتقد 62 % أن واشنطن لديها فهم قليل أو لا تستطيع فهم الشعب المصري. وقال زغبي أن هذه النتائج توضح التحديات العميقة التي تواجه كل من القوات المسلحة والولاياتالمتحدة في هذه الفترة الحاسمة في التاريخ المصري، فبغض النظر عن الدعم القوى الذي تحتفظ به القوات المسلحة في الوقت الحالي إلا أنه ينبغي عليها الوفاء بوعودها بإعادة النظام والمساعدة في خلق نظام سياسي أكثر شمولاً مع وضع دستور جديد وإجراء انتخابات، فهذا الذي يتوقعه الشعب وسيكون للفشل عواقب سلبية. من جانبها، تحتاج الولاياتالمتحدة أن تفهم أن دورها في مصر قد تأثر سلباً بشدة من سلوكها في الماضي، بالإضافة إلى ألا تهدر إمكاناتها من خلال محاولة فرض ذاتها وشروطها في الشئون الداخلية المصرية.