قال الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية: إن الوضع في مصر صعب "لأننا وجدنا أنفسنا في مرحلة انتقالية أخرى، فقد سئم المصريون من الفترات الانتقالية، لكن الجيد بشأن هذه الفترة الانتقالية الحالية أنها توجب علينا التحرك سريعا لانتخاب برلمان ورئيس وإجراء التعديلات الضرورية على الدستور"، حسب قوله. وأضاف في حوار لصحيفة نيويورك تايمز نشرته الشرق الأوسط السعودية في عددها اليوم الأحد، أنه كان على يقين من أن ما جرى في 30 يونيو سيسفر عن تغيير كبير. وبدا جليا أن الرأي العام قد تحول فعليا تجاه الإخوان المسلمين. وتابع: لقد فقد الرئيس ونظامه شرعيتهم بالمعنى الذي أدركه كل المصريين، وبدا استحالة عودته إلى منصبه في ضوء المظاهرات الحاشدة، ومن ثم كان لا بد وأن يحدث شيء ما، سواء كان إقالة الرئيس أو عزله من منصبه أو الدعوة إلى استفتاء مبكر. وأوضح أنه مندهش من أن ما جرى كان غير متوقع للصحف والدوائر الغربية، مشيرًا إلى أن ذلك كان يعود إلى أن الغرب تجاهل الكثير من المؤشرات الواضحة بوقوع أخطاء، وأنه طلب منهم ألا يحكموا على حجم معارضة محمد مرسي بمتابعة الأحزاب السياسية، وأن المقاومة الحقيقية توجد خارج الأحزاب في الدوائر الاجتماعية والمجتمع المدني، وفي صفوف حركات المعارضة. وحول المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قال بهاء الدين : "يجب على صندوق النقد الدولي التفاوض مع حكومة غير مؤقتة، وأنا على استعداد للتفاوض عندما يكونون مستعدين، ويجب أن يكون هناك فهم أفضل لدى الشعب المصري بشأن الأوضاع الاقتصادية التي قد تترتب على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي". وعن شعوره بالقلق من تأثير العنف الجاري على المساعدات والاستثمار قال: "ما من شك في أن الوضع السياسي يؤثر على الاقتصاد من عدة نواح، لعل أحدها هو تأثيره على البلدان الشريكة والبلدان ذات المصالح الاقتصادية، علينا أن نواصل التركيز على الهدف، وهو شكل أفضل من الديمقراطية". وأردف: "أقدر قلق العالم الخارجي تجاه الحالة الراهنة للديمقراطية في مصر، ولكن طالما أن الهدف هو الوصول إلى الديمقراطية مجددا، يتعين عليهم أن يعملوا معنا وتحمل بعض أوجه القصور". وحول رد فعل الإدارة الأمريكية حول أحداث 30 يونيو ووصف ماحدث في مصر أنه لم يكن انقلابا..قال: "كان ذلك أمرا جيدا جدا، لا يمكنك أن تقول إنه كان انقلابا، فقد أشعل هذا الادعاء موجة غضب بين المصريين الذين خرجوا للشوارع، ليس فقط يوم 30 يونيو ولكن على مدى عدة أشهر. كانت تخالج كثيرين مشاعر الإحباط من حكومة مرسي. ومن ثم، فإن رد الفعل هذا يعتبر مهينا جدا بالنسبة لهؤلاء الذين كانوا ضد نظام مرسي". ونفي بهاء الدين أن تكون مصر على شفا حرب أهلية، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لابد وأن تبدأ عملية مداواة الجروح، مختتماً: "الشعور العام بترابط الدولة يشكل أهمية بالغة لجموع المصريين".