هل يمكن أن تصبح الأورمان حديقة العاشقين مقبرة جماعية لمعارضي مرسي ؟ حديقة الأورمان بين الحب والسياسية والمظاهرات والإعتصامات . سر اليافطة المكتوب عليها "ممنوع الدخول" . هل يمكن أن تستخدم الصوبات الزراعية لحفظ الجثث ؟ . حقيقة أعواد البخور التي تشبه بخور ريا وسكينة . ترددت في الآونة الأخيرة عبر بعض وسائل الإعلام، أن هناك حالات اختطاف وتعذيب، وصعق بالكهرباء، وكّي بالنار، وخلع للأظافر، وعن وجود مقابر جماعية في ميدان النهضة بجامعة القاهرة، وتحديداً داخل حديقة الأورمان . من جهتها قامت شبكة الإعلام العربية "محيط" بالبحث عن حقيقة ما يتردد، وتجولت داخل حديقة الأورمان بالجيزة، بالقرب من اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، لترصد مدى صحة وجود مقابر جماعية لمعارضي الرئيس من عدمه. بداية.. الدخول من باب الحديقة المواجه لبوابة جامعة القاهرة متيسر للغاية, فما عليك إلا أن تجتاز بوابات تأمين اللجان الشعبية القائمة على عملية تأمين الاعتصام، بإخراج بطاقة الهوية الشخصية، والخضوع للتفتيش الذاتي، للتأكد من عدم وجود أسلحة بيضاء أو غيرها ثم يسمح لك بالزيارة . أورمان الخديوي تقع حديقة الأورمان في محافظة الجيزة غرب نهر النيل وشرق جامعة القاهرة، أنشئت في عهد الخديوي إسماعيل عام 1875، بهدف إمداد القصور الخديوية بالفاكهة والموالح والخضر، التي تم استجلابها من جزيرة صقلية، وكانت الحديقة جزءً من قصر الخديوي -الذي عرف آنذاك بسراي الجيزة- وقد جلب إسماعيل لهذه الحدائق أشجاراً ونباتات مزهرة من جميع أنحاء العالم، وقام بتصميم الحديقة على الطراز الطبيعي، مهندسون فرنسيون تحت إشراف المهندس "ج. دليشفاليرى"، ومعه كبير البستانيون إبراهيم حمودة، بلغت مساحة الحديقة 95 فداناً وقت إنشائها، وضمت الأورمان, الحرملك الذي يقع في الجزء الغربي لحديقة الحيوان، السلاملك الذي يقع في الجزء القبلي من الحديقة. تم فصل الأورمان عن حديقة الحيوان عام 1890، وظلت تابعة لقصر الخديوي حتى عام1910 ،ثم تسلمتها وزارة الزراعة، وعندما تم التخطيط لشارع الجامعة عام 1934، استقطع الجزء الجنوبي منها وضُم إلى حديقة الحيوان فأصبحت مساحتها 28 فداناً وتقع الحديقةأورمان كلمة تركية تعني الغابة أو الأحراش، وهي من الحدائق النباتية النادرة في مصر، حيث تضم أكبر مجموعة نباتية تضم 100 فصيل، تشتمل على 300 جنس يتبعها 600 نوع نباتي. كما يوجد بالحديقة قسم لتبادل البذور مع جميع الحدائق والمراكز البحثية في العالم، وتتبع الإدارة المركزية للتشجير والبيئة التابعة لوزارة الزراعة. شهدت حديقة الأورمان عبر تاريخها معظم المظاهرات والاحتجاجات التي كانت تخرج من جامعة القاهرة، حيث كان يهرب إليها المتظاهرون من قنابل الغاز والعصي والهراوات . كما شهدت الحديقة معظم قصص الحب بين العشاق الذين كان يهربون من جامعة القاهرة إلي الحديقة، لتري حالة رومانسية لم تشهدها حديقة أخري في مصر، فما بين الحب والسياسة والرومانسية كانت حديقة الأورمان . اعتصام النهضة تجولت "محيط" في حديقة الأورمان المفتوحة طوال ساعات النهار، لكل الزائرين والمعتصمين الذين يجلسون في ظلال الأشجار هرباً من حرارة الشمس، بدأنا منذ الوهلة الأولي، نتجول للبحث عن هذه المقابر وسط الزهور، وألوان الحديقة الخلابة التي فقدت كثيراً من رونقها، بسبب الاعتصام وكثرة الأعداد . بحثنا في كل ركن خفي، لكننا لم نجد شيئاً، والعجب أن كل عمال الحديقة يعملون دون أن يعوقهم الاعتصام القائم هناك، أيضا مبنى الإدارة الواقع بالقرب من الحمامات الرئيسية بالحديقة يشغله عدد من الموظفين الذين يأتون كل يوم، للقيام بأعمالهم فينتقلون من مبنى إلى أخر، ويمرون على العمال الذين يسقون الأشجار والحشائش، وأولئك الذين ينظفون طرقاتها من الأوراق المتساقطة. ما خفي كان أعظم الصورة العامة لا توحي بوجود أي شيء في الحديقة، لكن لابد أن يكون هناك مكاناً خفياً ومغلقاً، يحوى جثث القتلى، أو على الأقل مكاناً خفياً يتم فيه تعذيب معارضي الرئيس !ممنوع الدخولما يدعو للريبة أننا وجدنا هناك مكاناً مغلقاً تحيطه أشجار كثيفة تمنع الرؤية بالفعل وجدنا حديقة الصبار ونباتات الزينة، مكتوب عليها لافته تحذر "ممنوع الدخول" وكان بابها مفتوحاً فتحة صغيرة وبها غرف بسيطة عبارة عن حمامات بلدي، استطاعت "محيط" الدخول إلى حديقة الصبار للكشف عن الحقيقة تجولنا فيها بعد رفض اللجان الشعبية التجول فيها حيث حاولنا إقناعهم بالتعاون معنا . وكانت المفاجئة بالنسبة لنا أن التجول في الحديقة ممنوع بعد المغرب حتى صباح اليوم الثاني، وذلك كل ليلة مخافة دخول أي شخص يحمل في يديه أي شيء يضعه وينصرف ويتحمله المعتصمون. المكان المكتوب عليه ممنوع الدخول، لكننا لم نشاهد مكاناً به أثار حفر لحفر أو ما يدل على وجود مقابر فهناك نباتات الصبار ضخمة جدا من أنواع بنت السلطان، والشمعدان، حتى أن أحواض الصبار صغيرة الحجم تبدو من خلالها الأرض صلبة والصبار يكسوها من كل جانب .الكافيترياالمكان الثاني المغلق في الأورمان أمام المعتصمين هو الكافيتريا، ولكننا وجدنا على بابها حارس لمنع دخول أي أحد إليها . الصوبات الزجاجية لم يتبقَ لنا بعد التجول في الحديقة إلا الصوبات الزجاجية، وهي واحدة من أهم الأماكن في الحديقة وتقع خلف الإدارة، هذه الصوبات مغلقة تماماً، ولا يمكن لأحد الدخول إليها، إلا أن هناك فتحة صغيرة في جانبها يمكن من خلالها التطلع على ما بداخلها، إلا أننا لم نجد هناك شيئا تراه العين المجردة غريب ولم نشتم رائحة للموتى . هناك أيضاً الصوبات الموجودة عند المسجد في الطرف الجنوبي من حديقة الأورمان، لكننا لم نجد مقابراً هناك, وهذا من الصعب فمديرية أمن الجيزة لا يفصلها عن هذا الجزء سوى شارع لا يتجاوز عرضه 5 أمتار . جبال الرمل وجدنا أيضاً داخل الحديقة جبل صغير من الرمال، ظننا أنه مكاناً مخصصاً لدفن الجثث، ولفت نظرنا أحد المعتصمين يشعل بخوراً مثل بخور ريا وسكينة الشهير ربما لإخفاء الرائحة وربما لاستجلاب البركة، وهذا الجبل الصغير من الرمال يقع بالقرب من قوات الجيش التي تتمركز هناك لتأمين المنشآت الحيوية من الخلف .