ربما يرى البعض أن استقبال مصر لجون ماكين وليندسن جرهام عضوا الكونجرس الامريكي وتفتح لهم أبواب القصور الرئاسية للقاء الرئيس ونائبه ووزيره الأول هو امر من قبيل الدبلوماسية واثبات حسن النية والتاكيد على ان الحكومة لم تترد في قبول اي مبادرة لانهاء الوضع الراهن . وبالرغم من تأكيد الادارة الامريكية ان عضوا الكونجرس انما يمثلان نفسيهما والكونجرس الامريكي وليس مندوبان عن الرئيس الامريكي الا ان الامر برمته لا يخلو من تدخل سافر في شأن مصري داخلي، فما هي السلطة التي يملكها ماكين وجرهام لإقناع طرفي النزاع بقبول طرح ما؟ وما هي البجاحة التي يتحلى بها الاثنان ليعلنا ان ما حدث في مصر هو انقلاب وان الحلول الحكومية للأزمة تعني موت المزيد من المواطنين. هل يدرك السادة القابعين في قصور الرئاسة أن الشعب الذي نزل بالملايين في 30 يونيو وبعدها في 26 يوليولم ينزل لينعموا هم بالكراسي الفارهة في المكاتب المكيفة بل فوضوهم للقضاء على الارهاب والتعامل معه وفق مقتضيات الموقف وبما لا يخالف القانون والاعراف الدولية. ان الضعف الواضح في تعامل الحكومة مع ملف المعتصمين في رابعة والنهضة ليس له مبرر حتى لو قال المسئولين غير ذلك من قبيل حقن دماء المصريين أو الحل السلمي للنزاع فلسنا في حرب أهلية ولا يوجد فصيلين متقاتلين بيدهم السلاح فالسلاح في يد طرف واحد فقط وعلى الدولة أن تقوم بواجبها في هذا الأمر باسرع ما يمكن. إن طرد مندوبا الكونجرس من الاراضي المصرية واعتبارهما شخصين غير مرغوب بهما في البلاد هو أقل رد على وقاحتهما وسلوكهما المريب وتطاولهما على السيادة المصرية. بقى ان نشير الي انه حين يخرج علينا المتحدث الرئاسي ويعلن ان التدخل الأجنبي في مصر فاق كل الأعراف الدولية فإننا ندرك ان الأمر قد خرج من مرحلة التحرش الي مرحلة أشد حرجاً.