وجه الداعية محمد حسان، خطابا للنظام الحاكم لمصر الذي وصفه بأنه يريد أن يخوض في برك الدماء بدعوى الحفاظ على الأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن خوضهم في دماء أبناء الوطن هو التهديد للأمن القومي المصري، محذرا إياهم من حرمة الدماء التي ستكون لعنة على سافكيها في الدنيا والآخرة. وأشار «حسان» في كلمة له بخصوص اعتزام وزارة الداخلية فض اعتصام رابعة العدوية، إلى أن الأزمة لا تحل بالدم، مؤكدا أن العنف يهدم ولا يبني والشدة تفسد ولا تصلح وأن الرفق إذا نزع يفقد الإحساس بالذنب، طالبا من عقلاء مصر الجلوس والمصالحة وأن يتنازل كل طرف للآخر، حقنا لدماء المصريين والمسلمين، وحفاظا على الجيش نظرا لخسارته في الدخول في صراع مع التيار الإسلامي الذي يعتبر مكسبا لليهود. كما نوه إلى وجوب التفاف كل الشباب الوطني حول المصلحة داعيا إياهم بعدم ترك إخوانهم يذبحون ويقتلون في الساحات والميادين لمجرد الاختلاف في الرأي حتى لا تتعمق الأزمة ويزداد الانقسام، مؤكداً على وجوب الوقوف بجانبهم لنصرة قضية الحق، مشيرا إلى وجوب احترام حق الحياة وأن الله هو الوحيد الذي يقبض الأنفس كيف يشاء، لافتاً إلى وعيد الله لقاتل النفس البريئة مصداقا لقوله تعالى «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا». وخاطب «حسان» كل المسئولين بأن الدماء غضب من الله لسافكيها مستشهدا بحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»، وقول ابن عمر «إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حِلِّه»، وحديث بريده «لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا وما فيها»، مؤكدا حرمة الدم ووجوب مراعاته مصداقا لقول رسول الله (ص) «من أمّن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافر»، متعجبا من جرأة الإعلام الذي وصفه بأنه يحرض النظام الحاكم على القتل وسفك الدماء وتمزيق الأشلاء، ومؤكدا أن هؤلاء مصريون وأخوة في الوطن، يعيشون على أرض واحدة، مؤكدا أن حل الخلاف بالنيران والرصاص لا يتوافق مع منطق العقلاء. وتعجب حسان من عدم وجود رجل رشيد في مصر يدعو لحقن الدماء، مؤكدا أن له دور يجب أن يفعله نصرة لله ولدينه وللوطن ولكل مواطن مصري، داعيا الله أن يجعله سببا في حقن الدماء كحال الحسن بن علي الذي حقن الدماء بعقله، مؤكدا أن لعنة الدماء ستسيل على المصريين في حالة العبور بالوطن فوق جثث وأشلاء الأبرياء، في الوقت الذي سيجرد كل قاتل من منصبه وكرسيه وسيزال عنه جاهه أمام الله ليقف بين يديه، وتصبح لعنة عليه وعلى أهله وكل من أعانه على سفكها. ودعا في نهاية بيانه إلى وجوب الصلح وتهدئة الأوضاع من اجل الوصول إلى حل يرضي الله سبحانه وتعالى ويخدم الوطن ويحل الأزمة الخانقة للبلاد.