ما أحوج الأمة عامة ومصرنا خاصة في هذه الأيام إلي أن نفييء إلي الله - عز وجل - وإلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فلا مخرج للأمة إلا إذا رجعت لطريق ربها وسبيل نبيها فالمشكلة الحقيقية في عدم معرفتنا ربنا جل وعلا - وسيرة نبينا - صلي الله عليه وسلم. والأمة الآن تحتفل بميلاد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يجب أن ندرك أن الاحتفاء الحقيقي ان نتأسي بسنته وان نبلغ دعوته وأن نمتثل أمره بلا اعتراض ولا اعراض ولا اعوجاج. ليت الأمة عادت للنبي - صلي الله عليه وسلم - لنضع قوله - صلي الله عليه وسلم - فوق العين والرأس بأن نحول دينه لواقع عملي ومنهج حياة. وأنا أزعم أن أقدم حلا للمشكلة والمعضلة المصرية في ثلاث كلمات نبوية بل لا أبالغ حين أقول تحمل حلا لمشكلات البشرية التي تهوي الآن وتئن من الألم. دماء تسفك وأموال تسرق وأعراض تنتهك لنضع الحل للمشكلات التي تعصف بالبشرية. وهذه الكلمات تتمثل في قوله - صلي الله عليه وسلم -: "ان دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلي يوم تلقون ربكم. وليبلغ منكم الغائب الحاضر فرب مبلغ أوعي من سامع". هل يعقد أن من أجل مباراة كرة قدم تسفك دماء بريئة.. هل أصبحت الدماء رخيصة لهذا الحد.. أي عقل هذا الذي يتجرأ فيه المسلم علي أخيه المسلم في شارع أو ميدان؟ وددت لو صرخت بأعلي صوتي علي كل مسلم علي حدة لأقول له انتبه يا من تسفك دم أخوك انك تعرض نفسك للعنة. ولقد بكينا بالدمع ونحن نشاهد هذه الدماء التي تسفك رخيصة من أجل مباراة كرة وهذه الدماء التي تسفك في الطرقات. فهناك من لا يرضون لبلادنا أن تنعم بالأمن والأمان وصار القتل متعمدا فهذا الذي يشق ظهر شاب وهذا الذي يقتل آخر وكل هؤلاء نقول لهم ما قاله تعالي في كتابه: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب عليه ولعنه وأعد له عذابا أليما". اقرأوا القرآن كله فلن تجدوا وعيدا يقترب من هذا فلو قال القرآن فجزاؤه جهنم لهي تكفي ولم ينته الوعيد بعد بل وغضب الله عليه وكيف تقدر يا مسكين علي غضب الله والله لا تقدر يا مسكين علي نار شعلة البوتاجاز فما بالك بنار جهنم فالطعام نار والشراب نار والثياب نار. يقول صلي الله عليه وسلم: "لن يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما". و"ان من ورطات الأمور التي لا مخرج لها لمن أوقع نفسه فيها سفك دم حرام بغير حل". احذروا الدماء يا أهل مصر فالدماء ليست رخيصة فأول شيء يقضي فيه يوم القيامة هو الدماء حيث يقف القاتل أمام الله والمقتول يقول: "يا رب سل هذا فيما قتلني" فماذا سيكون جواب القاتل. مصر ليست محتملة لأي منحة جديدة بل يجب أن تسير الحياة طبيعية لكي تقضي علي هؤلاء الخونة الذين لا يريدون لوطننا الأمن والخير.. فاذا كانت الأزمة في الكرة فلتلغي الكرة فلن نبني أوطاننا بالكرة ولا بالغناء وانما سنبني أوطاننا بالعمل ووقف الجدال والمراء فالدماء لها حرمة وكذلك الأموال لها حرمة وهذه بلاغة المصطفي - صلي الله عليه وسلم - في الحديث الشريف "..... ان دماؤكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في سنتكم هذه" فلو آمن كل انسان ان دمه وماله وعرضه لتحقق خيرا كثيرا. والله لو طبقت الأمة حد الحرابة فقط علي البلطجية الذين نهبوا المال الحرام وسفكوا الدم الحرام.. لو طبق حد الحرابة علي بلطجي واحد في ميدان التحرير لآمن أهل مصر جميعا. أقم حكم الله في واحد فقط وتأتي الفضائيات التي لا تجيد إلا الجعجعة فقط لتنقل الصورة للأرض كلها.. والله لو ان من قتل يقتل لآمنت الأرض كلها. ولو علم كل قاتل انه سيقتل لفكر ألف مرة في سفك دم بغير الحق. قد يقول الغرب تلك همجية - بربرية - اعدام ولكن فلنراجع كافة العقوبات الموجودة في العالم كله ونتائجها والعقوبات الالهية. وان ما نعانيه الآن بسبب ذنوبنا واعراضنا عن ربنا وابتعادنا عن ربنا وسنة نبينا - صلي الله عليه وسلم - وقد يتهمني بعض الليبراليين بالدروشة ".. بما كسبت أيدي الناس....". نحن لم نشكر الله حتي الآن علي ما من به علينا من نعم وصار كل واحد يقول انا فعلت كذا وقدمت كذا. أنت ما صنعت شيئا بل الله هو مدبر الأمر كله ومدبر الكون كله. والمال أيضا له حرمة إذ شاء الله - عز وجل - ان يجعل الناس متفاوتين فهذا غني مبتلي بسعة الرزق. وذاك فقير مبتلي بضيق الرزق فلا تدعي لنفسك الحكمة وتنفيها عن خلقك الحكيم فتلك حكم الهية فمن رحمة الله ان المال ماله. "وآتوهم من مال الله الذي آتاكم". ولو اتقينا ربنا ما احتجنا لرجل شرطة واحد وكم ناديت بضرورة مد جسور الثقة بين الشعب والشرطة فنعمة الأمن من أجل النعم التي أنعم الله بها علي عباده. والمجلس العسكري وشبابنا وكل فرد في مكانه يجب أن نكون جميعا علي بصيرة ان بلادنا لا يراد لها الأمن.. مصر قلب العالم النابض وهي رأس القاطرة الاسلامية والعربية ويجب علينا ان نتكاتف ولو علم كل مفسد ان هنالك من شبابنا من شكلوا لجانا شعبية للحفاظ علي الممتلكات فلن يفكر أي من هؤلاء الخونة في أي من الجرائم التي ترتكب. من حقنا جميعا ان نأمن بنعمة الأمن علي أنفسنا وأموالنا مسلمين ونصاري حتي لا يتحول المجتمع إلي فوضي تلك الفوضي الهدامة التي صدرتها لنا أمريكا. والأعراض في الاسلام لها حرمة.. والعرض هو موضع الزم والمدح في الانسان وانا لم أعش زمان انتهكت فيه الأعراض كزمن الانترنت والفضائيات.. انهم يقولون ما يشاءون ويتناسون انه ما يلفظ من قول إلا عليه رقيب عتيد. فالكلمة ليست هينة والأعراض لها حرمة ولو عظمنا حرمة الدماء ولو ان كل انسان آمن علي دمه وماله وعرضه لعاش المجتمع سعيدا كريما. كلمات ثلاث تضمن السعادة لمجتمعنا بل وللبشرية كلها وما أحوجنا إلي أن نمتثل لأمر نبينا - صلي الله عليه وسلم - والحياة البشرية كلها من خلق الله ولن تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من عند الله. ولن تعالج إلا بدواء مقدم من عند الله وبوصف رسول الله صلي الله عليه وسلم.