قال نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي، أنه من الصعب للغاية الإجابة على السؤال المتعلق بشأن كيفية تجنب المزيد من سفك الدماء الذي وصل إلى حد الأزمة منذ العزل العسكري للرئيس محمد مرسي. وأعرب بكار للمحلل الأمريكي ديفيد كينر في مجلة "فورين بولسي" الأمريكية، عن تفهمه بأنه لا يمكن لأحد أن يهاجم القوات المسلحة، وتقف هي بدون اتخاذ أي إجراء، ولكن الحزب لا يريد رد فعل مفرط، وينادي بأهمية وجود استقرار عاطفي في مواجهة المدنيين، مشيرًا إلى أنهم يحاولون في الوقت ذاته إقناع المدنيين الراغبين في مكافحة الجيش، بأن هذا الأمر لن يؤدي سوى لمزيد من سفك الدماء. أشار بكار، إلى أن إدارة مرسي، تجاهلت نصيحة حزب النور، بتهدئة الأزمة السياسية وعملت على الاستعداء المنتظم لكل لاعب سياسي، وأن القوات المسلحة قررت أن تكون مع الشعب، ومن ثم كان الأمر الاختيار إما خسارة التيار الإسلامي لكل شيء أو الإبقاء على القليل من أجل الدورة القادمة، وخاصة مع عدم الاقتناع بطريقة إدارة الإخوان للحكم ورؤية الشعب ضدهم. وقال بكار، أن الحزب لا يرغب في إعطاء انطباع بأنه شارك في مظاهرات "30 يونيو" للحصول على الجائزة الآن، "لن نستخدم أي وسائل سوى الانتخابات للمشاركة في الحكم، لن نقبل بأن يتم توظيفنا من قبل القوات المسلحة". ويؤمن بكار، أن فشل توقيت الإخوان في الحكم، هو الذي أدى إلى هذه الحالة المزرية، موضحًا أنهم لم يعارضوا الإخوان، ولكن الخلاف كان بشأن كيفية التعامل معها، "يجب عليك أن تتعامل مع المخابرات والقوات المسلحة والنظام البيروقراطي بطريقة صحيحة، ولا تترك لهم فرصة للاجتماع معًا ضدك". وأشار كينر، إلى أن الحزب قام بالتوقيع على خارطة الطريق التي أطاحت بمرسي مما يقدم غطاءًا إسلاميًا للانقلاب، ولكن منذ ذلك وهو على خلاف مع الحكومة الجديدة، وانتقاد للقمع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين. وأوضح المحلل، أن الحزب قاد عملية المصالحة مع الإخوان، ولكن بإمكانه الحصول على أكبر قدر إذا تم استبعاد الإخوان من العملية السياسية، وترى الجماعة أن تصرفات الحزب تصل إلى حد الخيانة التاريخية، وتعد تخليًا عن الحكومة المصرية الإسلامية الأولى لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأجل. وقال كينر، أن حزب النور هو الذي يعقد الصفقات الآن مع القوات المسلحة، وينادي بالإدارة الشاملة، بينما يبقى الإخوان خارج اللعبة السياسية، وبينما قرر الجيش استخدام القوة بدلا من المصالحة مع الإخوان يستعد النور على ما يبدو من أجل جمع أصوات الناخبين في الانتخابات المقبلة.