كشف صحيفة " النهار" اللبنانية أن باريس دخلت على خط الأزمة السياسية اللبنانية حيث تدفع نحو تشكيل الحكومة الجديدة فيما برز اتجاه في المقابل لدى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام إلى الإقدام على خطوة ما في وقت غير بعيد لبلورة عملية تأليف الحكومة المتعسرة منذ شهر إبريل الماضي. ونقلت "النهار" عن مراسلها في باريس أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أبلغ سليمان دعمه لجهوده ولجهود الجيش اللبناني من أجل الحفاظ على سياسة النأي بالنفس وتعزيز الالتزامات المقررة في إطار إعلان بعبدا ، كما أكدت باريس التزامها تقديم المساعدات اللازمة للجيش اللبناني وخصوصا صيانة مروحيات الجازيل وتزويدها بصواريخ خاصة بها . ولفتت إلى أن المعلومات التي وزعها القصر الجمهوري نقلت عن هولاند انه أمل في تأليف حكومة جامعة لا تستثني أي مكون أساسي من المجتمع اللبناني. على صعيد آخر ، أشارت الصحيفة إلى إعلان الرئاسة اللبنانية أنها سوف تطلب عدم إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية ، مشيرة إلى أن هذا التحرك جاء وسط استمرار مشاورات السفراء الأوروبيين في بروكسل والتي فشلت أمس في التوصل إلى قرار في شأن إدراج الذراع العسكرية ل"حزب الله" على لائحة المنظمات الإرهابية وسيناقش الموضوع في اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين الاثنين. ولا تزال بعض الدول وخصوصا مالطا وايرلندا ترفض ذلك، بينما لينت الدول الأخرى موقفها، لاسيما النمسا. وعلى صعيد تشكيل الحكومة، قالت "النهار" إن رئيس الحكومة المكلف تمام سلام تلقى دعما واضحا من الرئيس اللبناني، وترددت معلومات مفادها بأن خيار "حكومة الأمر الواقع" عاد إلى الواجهة بعدما تعذرت محاولات تأليف حكومة سياسية وفق المعايير التي سبق لسلام أن أعلنها والتي تتمثل في قيام حكومة سياسية من غير الحزبيين، وفق صيغة الثلاث ثمانات تعتمد مبدأ المداورة في توزيع الحقائب وفقا للصحفية. وأضافت أنه وفقا للمعلومات التي توفرت لديها أنه إذا ما أصبح خيار "حكومة الأمر الواقع" نهائيا فإن في جعبة سلام تشكيلة ستحظى ب"التقدير الكبير" لدى الرأي العام. وذكرت النهار أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كلف الوزير علي حسن خليل الاتصال بسلام لينقل إليه دعم بري لمساعيه لتأليف الحكومة وتجديد الموقف أمامه بأن قوى 8 آذار ليست كتلة واحدة بمعنى أن العماد ميشال عون وحده و"أمل" و"حزب الله" وحدهما وأن لا داعي للكلام عن الثلث المعطل.