استمعت يوم أمس 14/7/2013 إلى د. عصام العريان، على فضائية الجزيرة، وهويتحدث بعصبية قائلا إن الجماعة رفضت كل العروض بعقد لقاءات مع الجيش.. وقال أيضاإن عضو مكتب الإرشاد ووزير التنمية المحلية السابق د. محمد على بشر، رفض لقاء الفريقعبد الفتاح السيسي أكثر من مرة.. في إشارة منه، إلى أن الجماعة تترفع عن الجلوس معمن وصفهم ب"الانقلابيين".. إلا إذا عاد د.مرسي إلى الحكم مرة أخرى. والحال أن تصريحات العريان، تعتبر امتدادا ل"عقلية التنظيم" التي أدارت الجماعة،إلى ما قبل 30 يونيو، وأنهت تجربتها في الحكم، بعد عام بأيام قليلة. المأساة قد تضح أكثر، حين أكد د.محمد البلتاجي، أنه لا توجد أية حوارات فعلا بين الإخوان والجيش.. ما يعزز من صدقيةالقراءات التي تتهم الجماعة في طبعتها الحالية، بعدم القدرة على "الابداع السياسي".. خاصة وأن البلتاجي في تصريحات له منذ يومين لشبكة "بلومبرغ"الأميركية، أكد فيها أن الجماعة ليس لديها مبادرات للخروج من الأزمة، وأنها تنتظر أفكاراأخرى يقدمها وسطاء "محليون" و"أجانب"! فإذا كان قادة الجماعة ليس بوسعهم التفكيرأبعد من المطالب المستحيلة، مثل عودة مرسي، والعفو عن السيسي وزملائه من قادةالجيوش والأسلحة.. فما هي قيمة وجودهم كأعلى سلطة تنظيمية ، تثق فيها كوادر الحركة،وتسلمها مفاتيح الإرادة والعقل وما يدخرون في بيوتهم من أموال وبنين؟!صحيح أن الحشود الإخوانية، خرجت دفاعا كماهو معلن عن "الشرعية".. غيرأن تلك الحشود من الطيبين والبسطاء والمحبين للإسلام فعلا، لم تسأل: ومن أضاعالشرعية بعد أن كانت بين يديه؟! هذا هو السؤال الغائب، وسط الصخب والشوشرة وهدير المتظاهرين في "رابعة العدوية" وفي الشوارع القريبة منها. بات من الواضح، أن ثمة من لا يريد أن يسترد العقل الإخواني وعيه، في لحظة يحتاج فيها فعلا إلى "الوعي" وليس إلى"المظاهرات". ويبدو لي أن سؤال اللحظة "الغائب"، سيظل خارج العقل المستلب والتائه وسط الحشود الغاضبة، ولن يسمح لأحد بمجرد التفكير فيه، لأن ذلك يعني انصراف العقل الإخواني عن التصدي لما يعتبرونه "انقلاباعسكريا".. والتفكير في التحضر ل"انقلاب داخلي" على السلطة التنظيمية المسنة والعقيمة..التي أضاعت في أيام قليلة، ثمرة تضحيات كبيرة قدمتها الجماعة على مدى ما يزيد عن 90 عاما. لا يريد الإخوان التوقف عن الهتاف والتقاط الأنفاس، ثم يجيبون على سؤال اللحظة: من الذي أخرج ما يقرب من 20 مليون مصري يوم30 يونيو مطالبين بإنهاء حكم الرئيس السابق.. ومن الذي قدم للجيش المساعدة فياصطفاف كل مؤسسات الدولة الوطنية خلف قراره بعزل د.مرسي؟! ولعلنا نتذكر الصورة التي ظهر في صدارتها الفريق السيسي، وخلفه شيخ الأزهر وبابا الأقباط، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس المحكمة الدستورية العليا، وقادة الحركات والأحزاب السياسية والإسلامية الكبيرة. "الانقلاب" بحسب وصفهم على"الشرعية" لم يبدأ من "كوبري القبة" حيث قيادة الجيش.. وإنما بدأ من"المقطم" حيث "مكتب الإرشاد" الذي قاد الرئيس السابق إلى هذه النهاية الحزينة بعد عام أمضاها في الحكم. وخلاصة القول هنا: أن الإطاحة بمرسي.. تقتضي بالتبعية أن تبادر الجماعة في اتخاذ قرار كبير وجسور بالإطاحة بمكتب الإرشاد..الذي قاد الحركة إلى هذا الفشل التاريخي والفضائحي غير المسبوق.