بعد أيام من أنفجار ضاحية بيروتالجنوبية الذي وقع يوم 9 يوليو الجاري عشية شهر رمضان المبارك ، خرج "حزب الله" عن صمته وأتهم إسرائيل بأنها من تقف وراء هذا التفجير، ونفت إسرائيل هذه التهم وفسرت الحادث بأنه صراع بين السنة والشيعة. أعلن نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني, الشيخ نعيم قاسم أن المستفيد من الإنفجار الذي استهدف الضاحية الجنوبية هو إسرائيل. وقال قاسم - فى حديث لإذاعة "النور" الناطقة بلسان الحزب أمس الجمعة في الذكرى السابعة لحرب يوليو من العام 2006 إن انفجار الضاحية "هو جزء من مشروع استهداف المقاومة وأهلها وإن المستفيد منه هو المنظومة التي تترابط لتكون جزءا من خدمة المشروع الإسرائيلي. أستهداف وتبرئة وأوضح قاسم أن الضاحية كغيرها من المناطق اللبنانية منطقة مفتوحة ومستهدفة , ويستطيع أي كان أن يصل إليها. ولفت إلى أن الأصابع تتجه "نحو دعاة الفتنة والمشروع الإسرائيلي وكل الحركة التحريضية التي تعمل ليل نهار من أجل استهداف مشروع المقاومة . ورأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" أن الانفجار في بئر العبد لا يعني وجود مرحلة جديدة من استهداف حزبه", مشيرا إلى أنها خطوات جديدة, خاصة وأن الانفجار سبقه إطلاق الصواريخ على منطقة الشياح, ما يعني أن هناك من يريد أن يوجد فتنة من أجل إرباك ساحة المقاومة الداخلية . وأكد قاسم أن "حزب الله" لن ينجر الى الفتنة" وسيقوم بكل الإجراءات التي تسهم في منع حصولها وفي إفشال الهدف من هذه الأعمال. وأشار إلى أن الإستقرار الذي تريده الولاياتالمتحدة "هو أن يكون لبنان حجر عثرة أمام التطورات في سوريا. وجدد قاسم التأكيد على أن دور حزب الله في سوريا هو لحماية ظهر المقاومة من التداعيات التي تحدث هناك , على حد قوله . في المقابل أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، أن بلاده لا تتدخل في الأحداث التي تشهدها لبنان، في إشارة إلى انفجار السيارة المفخخة في بيروت، الذي يعتبر معقلا ل"حزب الله". وقال "يعالون"، في تصريحات صحفية، خلال زيارته قاعدة عسكرية جنوب إسرائيل: "هناك الكثير من التفجيرات بالمنطقة، حدودنا هادئة ولكن هذا ينبغي ألا يعتبر مضمونًا، نتابع ما يحدث في طرابلسوبيروت". يذكر أن على عمار، النائب عن "حزب الله" في البرلمان اللبناني، اتهم فى وقت سابق إسرائيل بالوقوف وراء تفجيرات بيروت. وأكد الوزير: "هذا صراع بين السنة والشيعة. نحن نراه ولا نتدخل"، في الوقت الذي رفض فيه الاتهامات بشن غارات استهدفت مواقع عسكرية سورية في اللاذقية، الجمعة الماضي. امرأة شقراء ومن جانبها ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية، أن مصادر أمنية رجحت أن تكون امرأة ذات شعر أشقر أو مصبوغ بهذا اللون هي التي أحضرت السيارة المفخخة التي استخدمت في تفجير ضاحية بيروتالجنوبية، وذلك بناء على المعلومات الأولية المتوفرة. وقالت المصادر - وفقا للصحيفة - إن العبوة كانت معدة بطريقة محترفة ، وان قوتها التدميرية تتجاوز بكثير ال35 كيلوجراما من المواد المتفجرة ، حيث إن الانفجار لم يأت أفقياً بل جاء عموديا ، والواضح ، كما تقول المصادر، أن القصد من هذا التفجير واختيار المنطقة هو إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا. على صعيد آخر ، انتقدت صحيفة "السفير" ما اعتبرته حشدا من قبل تيار المستقبل لنوابه في جلسة لجنة الدفاع بمجلس النواب التي عقدت مؤخرا بهدف اتهام حزب الله بالمشاركة في عملية القضاء على المجموعة السلفية المسلحة التابعة لأحمد الأسير في منطقة عبرا بمدينة صيدا بجنوب البلاد منذ نحو أسبوعين. ونقلت الصحيفة عن مصادر باللجنة أن وزير الدفاع فايز غصن قدم عرضا مفصلا لما جرى في عبرا ، نافيا بشكل قاطع مشاركة "حزب الله" في هذه الأحداث. ووفقا للصحيفة فإن وفد قيادة الجيش اللبناني عرض في الجلسة شريطا مصورا ، يظهر كيف بدأت أحداث عبرا ، ويظهر التسجيل استفزازات جماعة الأسير للعسكريين ، وكيف أن الأسير نفسه أهان ضباط الجيش وجنوده وهم يتعاملون معه بأقصى درجات ضبط النفس ، كما يظهر التسجيل بالصوت والصورة كيف أدار الأسير المعركة ضد الجيش وكيف أعطى الأوامر بإزالة حاجز الجيش ، كما يوضح التسجيل كيف أطلق مسلحو الأسير النار بدم بارد على العسكريين وقتلوهم ، على حد قول الصحيفة. وقالت الصحيفة إن مصدرا أمنيا رفيع المستوى أكد لها أن معركة عبرا أنقذت لبنان، حيث كانت هناك خطة خطيرة لإيقاع البلد في حرب كبيرة. إدانات دولية أدانت الولاياتالمتحدةالأمريكية التفجير الذي وقع في بئر العبد وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين باسكي "إننا ندين بأقوى شكل ممكن التفجير الذي وقع في بئر العبد عشية بدء شهر رمضان ونعبر عن تضامننا مع كل المدنيين المصابين في هذا الهجوم". ويأتي الانفجار متزامنا مع تصاعد التوتر بين اللبنانيين بسبب الحرب الأهلية في سوريا وتدخل حزب الله فيها لدعم نظام بشار الأسد. وعبرت الخارجية الأمريكية عن قلقها من انجرار لبنان تدريجيا إلى التورط في الصراع الدائر في سوريا. وأوضحت باسكي "نحن ندعم بقوة جهود الجيش اللبناني والشرطة لإعادة الاستقرار إلى البلاد". في الوقت نفسه أدان الاتحاد الأوروبي "بقوة" التفجير. وقال مايكل مان المتحدث باسم الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية كاثرين اشتون "إن الاتحاد الأوروبي يدين بقوة الاعتداء الذي ارتكب في بئر العبد". وأضاف مان "أن أعمال العنف المريع هذه تؤكد ضرورة أن يحتفظ كافة اللبنانيين بوحدتهم الوطنية". ويعتبر التفجير هو العمل الأعنف في أحد معاقل حزب الله في لبنان منذ اندلاع المعارك في سوريا. من جانبه دان مجلس الأمن الدولي التفجير ووصفه "بالعمل الإرهابي" مطالبا بضرورة القبض على مدبريه ومثولهم أمام العدالة. "بئر العبد" كان سقط عدد من القتلى والجرحى، يوم الثلاثاء 9 يوليو 2013، جراء انفجار وقع في مرآب للسيارات في بئر العبد بالضاحية الجنوبيةلبيروت. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام إن ضحايا الانفجار، الذي وقع قرب مركز التعاون الإسلامي للتسوق في بئر العبد ومحطة للمحروقات، تم نقلهم الى مستشفى بهمن. وتسبب الانفجار في احتراق عدد من السيارات ما أدى لتصاعد سحب الدخان التي شوهدت في أماكن متفرقة من العاصمة، طبقاً للمصدر. ونقلت قناة "المنار"، التابعة لحزب الله، على موقعها الإلكتروني، أن معلومات تشير إلى أن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة. كما أظهر فيديو اللحظات الأولى بعد وقوع الانفجار الذي ضرب منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله اللبناني، في مدينة بيروت، وتخلل الانفجار إطلاق نار في الهواء لتفريق المحتشدين في المكان. وبدت النيران مشتعلة في العديد من السيارات الرابضة في الموقع، فيما تصاعدت سحب الدخان، وفي ظل حالة الفوضى التي ضربت الموقع عقب الانفجار، تساءل صوت: "هل سقط ضحايا؟". وهزّ هجوم كبير الضاحية الجنوبية في بيروت، الثلاثاء، إثر انفجار سيارة مفخخة ما أدى إلى جرح نحو 18 شخصاً. وحدث الانفجار في مرآب سيارات، ما أدى أيضا إلى احتراق عدد كبير من السيارات. وسارع حزب الله إلى تطويق الموقع وإعلاق الطرقات إلى أن وصل الجيش، وسط حالة من الهلع والذهول لدى سكان المنطقة. وأدى تدخل حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب النظام السوري ضد المعارضة، إلى إثارة مشكلات طائفية مع السّنة في صيدا وطرابلسوبيروت. وهددت المعارضة السورية مرارا بنقل الحرب إلى الداخل اللبناني، في إشارة إلى عمليات انتقامية ضد حزب الله. وقام الجيش اللبناني بعملية مؤخرا ضد القيادي أحمد الأسير الذي قاد انتقادا عنيفا من قبل السنة ضد حزب الله، وانتهت العملية بمقتل العشرات من الجيش وأنصار الأسير، فضلا عن فرار الأخير.