أكد وزير نيجيري مكلف بالتفاوض مع حركة "بوكو حرام" أمس الأربعاء، أنه بدأ مفاوضات مع الحركة المسلحة بشأن وقف متبادل لإطلاق النار. ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية" عن كبير تنيمو توراكي، وزير الشؤون الخاصة العضو في الهيئة التي عينها الرئيس جودلاك جوناثان لدرس فكرة إرساء هدنة مع الحركة، لصحفيين أنه يجري مفاوضات مع أعضاء "محل ثقة" في بوكو حرام، يتمتعون بمصداقية، ونالوا موافقة زعيمهم أبو بكر شيكاو. وقال إثر اجتماع لمجلس الوزراء في أبوجا: "تحدثنا إلى الأشخاص المناسبين". وكان توراكي أعلن الاثنين في مقابلة إذاعية أن بوكو حرام "وافقت على التخلي عن السلاح". وأوضح الأربعاء أن الجانبين "لا يزالان يعملان على إطار" لوقف إطلاق النار. من جهته، قال مسؤول في بوكو حرام يدعى محمد مروان لإذاعة فرنسا الدولية إن الوزير النيجيري "يتفاوض معنا بأكبر قدر من الشفافية وبإذن من الإمام أبو بكر شيكاو. بوكو حرام تطلب الصفح من المجتمع عن الأشخاص الذين قتلوا". لكن أبو بكر صديق محمد الأستاذ الجامعي في شمال البلاد والمتخصص في شؤون "بوكو حرام" أبدى شكوكه في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وقال: "لا أعلم الجهة التي يتفاوضون معها. عليهم أن يثبتوا أن محاوريهم يمثلون شيكاو فعليا". يأتي إعلان هذه المفاوضات مع بدء شهر رمضان، وإثر مجزرة في مدرسة بشمال شرقي البلاد قتل خلالها عشرات الأشخاص، وهو حادث يعتقد ضلوع "بوكو حرام" به. وبدأ نشاط "بوكو حرام" عام 2003، وتركز بشكل رئيسي في ولايات يوبي وكانو وبوتشي وبورنو وكادونا في شمال نيجيريا، وتسبب نشاطها في مقتل آلاف الأشخاص في نيجيريا على مدار الأعوام الماضية. وكلمة "بوكو حرام" التي تعني بلغة الهوسا السائدة في شمال نيجيريا "التعليم الأجنبي حرام" تتخذ من حركة طالبان في أفغانستان نموذجا لها، وتعتبر الجماعة كل من لا يتبنى فكرها المتشدد كافرا، مسيحيين كانوا أم مسلمين، وتطالب بتطبيق الشريعة في كل أنحاء نيجيريا. ويؤدي أتباع بوكو حرام الصلاة في مساجد منفصلة في مدن من بينها مايدوغوري وكانو وسوكوتو، ويطلقون اللحى ويضعون على رؤوسهم أغطية حمراء أو سوداء. وقال الرئيس النيجيري جوناثان إن هناك مؤيدين للجماعة داخل حكومته، وإن انعدام الأمن الذي تسببت فيه الجماعة أسوأ عما كان إبان الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 1967 وقتل خلالها أكثر من مليون شخص. وكان جوناثان أعلن حالة الطوارئ في ثلاث ولايات في شمال شرق البلاد في شهر أبريل الماضي، وأرسل قواته لمحاولة القضاء على الحركة.