قالت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية، أنها شعرت بالحذر عند تولي الرئيس المعزول محمد مرسي رئاسة مصر منذ عام، فكونها مناصرة للديمقراطية العلمانية لم تكن تشعر بالارتياح لاعتقاد "الإخوان المسلمون"، أن السياسة مرتبطة بالدين، ومعادية للمواقف المتبعة، تجاه المرأة، والأقليات. أشارت الصحيفة إلى أنها بالرغم من ذلك، فقد اعترفت أن نسبة 52 % من الأصوات التي حصل عليها مرسي منحته حق حكم البلاد، كما أنها شعرت بالسعادة أنه بعد 30 سنة من الديكتاتورية، بدأت مصر في طريقها تجاه الديمقراطية. وتنظر الصحيفة للأحداث المندلعة في الأيام الأخيرة ببعض من الخوف، فعزل مرسي من السلطة يشكل سابقة مروعة للمنطقة، مشددة على أنه ينبغي على القوات المسلحة المسئولة جزئيًا عن الوضع، أن تبدأ في إجراء انتخابات جديدة بأسرع ما يمكن، وإلا ستكون آفاق البلاد قاتمة. ألقت الصحيفة اللوم على مرسي، بشأن الكارثة التي أصابت الديمقراطية المصرية، مشيرة إلى أن معظم الدولة تحولت ضده، ومن أسباب ذلك عدم تمتعه بالكفاءة، فهو لم يتخذ أي إجراء لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، الذي يلوح في الأفق. وأضافت الصحيفة أن فشل الإخوان، في جمع شمل مجموعة واسعة من وجهات النظر في حكومتها الأولى، كان أمرًا أكثر حماقة، فمن الصعب حكم مصر لأن المجتمع يعاني من الاستقطاب، وبدلا من محاولة بناء مؤسسات مستقلة - تشمل المحاكم والإعلام والخدمات المدنية المحايدة والجيش والشرطة - تحقق سلطة الحكومة في الديمقراطيات الناضجة، بذل مرسي قصارى جهده لتقويضها. أكدت الصحيفة، أن عزل مرسي سيكون كارثة ليس لمصر فقط، وأن الأمر سوف يعمل على تشجيع الساخطين على إسقاط حكوماتهم ليس عبر التصويت، وإنما من خلال تعطيل حكمهم، كما سيخلق حافزًا للمعارضة عبر العالم العربي لمتابعة أعمالهم عبر الشوارع، وليس البرلمان، ومن ثم سوف يقلل من فرصة السلام والازدهار في جميع أنحاء المنطقة. كما ترى الصحيفة، أن ما حدث يبعث برسالة مخيفة للإسلاميين في كل مكان، فالذي سوف يستخلصونه مما يحدث في مصر، أنه في حالة فوزهم بالسلطة عبر الانتخابات سوف يستخدم معارضيهم، وسائل غير ديمقراطية للإطاحة بهم، ومن ثم إذا استطاعوا الوصول للسلطة من المحتمل أن يحاولوا تعزيز سلطتهم بطرق عادلة أو مخالفة أو سحق المعارضة. وقالت الصحيفة، أنه في حال تولي القوات المسلحة لسلطة البلاد فإن مصر سوف تعود لما كانت عليه قبل الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، ولكن هناك أملاً في الإصلاح في حالة إعلان الجيش عن جدول زمني لإجراء الانتخابات، كما سيكون هناك حاجة لتقديم الجنود، وعود ذات مصداقية للإسلاميين، أنه في حالة فوزهم بالانتخابات سوف يُسمح لهم بتولي السلطة. وفي النهاية، اختتمت الصحيفة كلماتها بقول أن القوات المسلحة لعبت دورًا محوريًا في الثورة، وانحازت لسلطة الشعب التي أطاحت بمبارك، ومازالت تحظى بثقة العديد من المصريين، فإذا كان قادة الجيش سيقومون بمكافأة الشعب على هذه الثقة ينبغي عليهم إعادة الدولة لمسارها تجاه الديمقراطية في أسرع وقت ممكن.