قال الكاتب الأردني «وضاح خنفر» في مقالته المنشورة بصحيفة «الجارديان» البريطانية، أنه بعد مرور عام على توليه حكم مصر، بدلا من أن يحتفل الرئيس «محمد مرسي» بهذه المناسبة، يستعد لاستقبال التظاهرات المعارضة، والتي قد تشهد وقوع أعمال عنف بين حركة «تمرد» وأنصاره من جماعة «الإخوان المسلمين» والجماعة السلفية. وأشار الكاتب إلى الانتقادات التي وجهت إلى أداء الرئيس وجماعة «الإخوان» في الفترة الأخيرة، نظرا لإخفاقهم في أمور مثل إدارة حوار جاد مع أطراف المعارضة، أو تسهيل مشاركة حقيقية معهم، وأيضا اتخاذ الرئيس بعض القرارات التعسفية من جانب واحد في عدد من الأمور التي تطلبت توافق وطني. أكد خنفر، أن المعارضة لم تكن فوق مستوى الانتقادات، ففي محاولتها المتكررة على مدى العام الماضي لمنع الرئيس والإسلاميين من السيطرة على أمور الحكم ، بالإضافة إلى استخدامهم لسياسة الأمر الواقع لرفض انتخابات رئاسية حرة، فإنهم يحاولون تغيير قواعد اللعبة الديمقراطية. وتابع «خنفر» مقالته بالحديث عن أكثر الأعمال خطئا التي يحظر استخدامهم سياسيا – على حد ما قال الكاتب - والتي ارتكبتها المعارضة، موضحا أن الفعل الأول كان وقوف المعارضة إلى جانب فلول النظام السابق للمطالبة بإسقاط الرئيس مرسي وجماعته ، مشيرا إلى ما قاله محمد البرادعي ،الرئيس اليبرالي لحزب الدستور ، في حواره مع صحيفة «الحياة» بلندن والذي قال أن كلمة «فلول» أصبحت قديمة بحيث لا يجب استخدامها الآن ،مضيفا :"يجب أن نمجد هؤلاء الذين لم يرتكبوا جرائم من النظام السابق". وبالحديث عن الخطأ الثاني الذي ارتكبته المعارضة قال «خنفر»: " الفعل الآخر الممنوع سياسيا هو مطالبة المعرضة للجيش بالتدخل لإسقاط الرئيس محمد مرسي ، حيث أن الإنجاز الديمقراطي الوحيد للرئيس والذي يُعد في مصلحته ، هو إقصاء الجيش عن الحياة السياسية وإقالة عدد من أعضاء المجلس العسكري السابق ، فقد إستطاع الرئيس مرسي الفرض على قادة المجلس العسكري عدم التدخل في عملية الإنتقال إلى الديمقراطية ، فإنه من المفارقة أن المعارضة التي طالبت طويلا بإقصاء الجيش عن الحياة السياسية ، المطالبة الآن بعودته مرة أخرى والتدخل. وحذر الكاتب في نهاية مقالته، من مخاطر مرور منطقة الشرق الأوسط، بأكملها في أحد أهم وأخطر المراحل الانتقالية ، حيث الانتفاضة السورية وانتشارها إلى لبنان والعراق ، أيضا تصاعد العنف الطائفي إلى مستويات غير مسبوقة ، من الممكن وان يكون لهذه الأمور انعكاسات غير جذرية على المنطقة. أما عن مصر، فإن انزلاقها إلى منحدر من الفوضى من الممكن، وأن يرفع من معدلات الخطر وعدم الاستقرار في المنطقة كلها، ولهذا يجب على المصريين عدم السماح بحدوث هذا الأمر ، فلازالت أمامهم الفرصة لبناء مستقبل أفضل، وشدد «خنفر» على عدم وجود بديل للحوار الوطني الجاد بحيث يلتزم جميع الأطراف المشتركين فيه بالعملية الديمقراطية.