تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأحد عددا من القضايا الهامة ، فمن جانبه، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور"، أن أخطر ما يتهدد يوم 30 يونيو المقبل، نذر العنف وتهديداته التي تنبئ باحتمالات صدام أهلي واسع لا تحمد عقباه، سوف تكون نتائجه وخيمة علي كل الأطراف، لكن الحكم سوف يكون الطرف الأكثر فداحة في خسائره إذا سمح لأنصاره أن يزاحموا المتظاهرين في الميادين، أو أن يحتلوها ابتداء ليمنعوا نزول الناس إلى التظاهر، مما سينتج عن ذلك عنف دام سيستشري في أماكن عديدة!. أخطر العناصر وأضاف الكاتب: أنه إذا كان النزول السلمي إلى الشارع من حق متظاهري المعارضة، فإن من حق أنصار الحكم أن ينزلوا إلى أماكن وميادين أخري يتم تحديدها سلفا كي لا يتماس الجمعان ويقع صدام لا تحمد عقباه، برغم أن الفكرة في حد ذاتها تفتقد الصواب لأنها لن تغلق باب العنف، وستزيد من قسمة المجتمع، ولا تفتح طريقا الي التوافق الوطني. وأوضح الكاتب أن أخطر العناصر التي تهدد أمن مصر في هذا اليوم هم البلطجية والمخربون واللصوص، الطرف الثالث الذي أشعل الفوضى في كل الفتن السابقة!، ثم الثوريون الفوضويون الذين لا يزالون يعتقدون بضرورة هدم أركان الدولة لبنائها من جديد!، وغلمان الشوارع الذين امتهنوا حرفة الخروج عن القانون، وبعض فتوات الجماعات الدينية التي هبطت بدورها إلى حدود أن تصبح مجرد هراوة ضد المعارضة، تمارس الادوار الأكثر قبحا، وتعطي لنفسها حق الولاية علي الآخرين برغم أيديها التي لا تزال مخضبة بدماء الأبرياء، ولا تخجل من أن تعلن ضمن أهدافها منع أقباط مصر من النزول إلى التظاهر بدعوي الحرص علي سلامتهم، في تهديد صريح كان يتحتم أن يكون موضع تحقيق النائب العام!. وفي جميع الأحوال يتحتم علي الحاكم أن يتفهم مطالب المتظاهرين، ويضبط اعصابه ويتجنب ارتكاب أي أخطاء جديدة، ويعلن موقفا واضحا يرفض فيه العنف مهما تكن مصادره، ويدرك أن العناد والاستكبار يغلقان طريق المصالحة الوطنية، ويؤكد التزامه بقبول التغيير بعد أن وجد نفسه في مواجهة حائط مسدود. دعم الثورة السورية. تضامن مع من وفي مقاله بصحيفة "الشروق" وتحت عنوان "تضامن مع من" قال الكاتب فهمي هويدي "لم أجدها مقنعة ولا أخذتها على محمل الجد فعاليات مؤتمر دعم الأمة للثورة السورية الذي استمرت ثلاثة أيام في القاهرة هذا الأسبوع، ليست لدى ذرة تعاطف مع النظام السوري الذي اتمنى سقوطه اليوم قبل الغد" . وأضاف: وأجد أن التضامن مع ثورة الشعب السوري واجب لا ينبغي التردد فيه إلا أنني أزعم أن المؤتمر لم يخدم أيا من الهدفين فلا هو أضاف شيئا إلى التعبئة ضد النظام بعد مضى نحو 27 شهرا على الثورة ولا هو عزز موقف الثورة وساندها لأسباب سأشرحها توا، وإذ أسجل احترامي وتقديري للشخصيات التي شاركت في تلك الفعاليات فإنني لا أستطيع أن أكتم تساؤلات تلح على بخصوصه تتعلق بمغزى توقيت الحملة واللغة التي استخدمت فيها والأهداف التي توختها. وأوضح هويدي أن أغلب الظن أنها مجرد مصادفة غير سارة أن يتزامن عقد مؤتمر القاهرة وتصعيد الإجراءات واللهجة فيه ضد النظام السوري مع إعلان القرار الأمريكى تزويد المعارضة السورية بالسلاح بعد طول تمنع وترقب من حيث أنه فتح الباب للاعتقاد بأن ثمة علاقة بين قرار واشنطن والتظاهرة العُلمائية التي عقدت في مصر، مضيفا من جانبي أن لدينا خبرة طويلة ودروسا عدة تحثنا على إساءة الظن بذلك الدور، الذي لم يكن يوما في صالح الشعوب والطموحات العربية الإسلامية، والعراق شاهد مائل تحت أعيننا وأفغانستان ليست بعيدة عنا. وأضاف: "في الوقت ذاته فإنني لا أخفى قلقا وامتعاضا من الحفاوة الإسرائيلية بخطاب الرئيس محمد مرسى الذي أعلن فيه قطع العلاقات مع نظام بشار الأسد، وأدان تدخل حزب الله في القتال الدائر في سوريا، إذ ذكرت صحيفة معاريف أمس 16 / 6 أن القرار المصري بمثابة ضربة للنظام السوري". على صعيد آخر، فإنني لم أفهم الدعوة إلى الجهاد التي رددتها بعض الأصوات العالية في المؤتمر وقيل لى أن أصداءها وصلت إلى المساجد المصرية وأن عددا من الخطباء ما برحوا يحثون المصلين على الإنخراط في الجهاد ضد النصيريين والشيعة في سوريا في حين أننا لا نكاد نجد أثرا لتلك الدعوة في مواجهة الاحتلال الإسرئيلى. واختتم الكاتب قائلا "هذا الكلام إذا أخذ على محمل الجد فإنه يعيد إلى الأذهان تجربة أفغانستان، كما أنه يبرر تدخل الإيرانيين وحزب الله اللبناني في سوريا، لان الدعوة إلى استنفار المجاهدين المسلمين فى كل مكان للقتال هناك تضفى شرعية على الطرف الأخر للترحيب بأنصاره في إيران ولبنان". ليست روتينية من جانبه، أكد الكاتب محمد بركات في مقاله بصحيفة "الأخبار" أن مهمة وزير الخارجية في إثيوبيا ومحادثاته القادمة مع نظيره وزير الخارجية الإثيوبي ليست من المهام الروتينية أو السهلة والميسورة، ولكنها في ذات الوقت ليست من المهام المستحيلة أو الممتنعة علي الانجاز والتحقق. وأشار إلى أنه في عالم السياسة والعلاقات بين الدول، الخلافات واردة والتوافقات واردة أيضا، والمصالح هي التي تحل الخلافات أو تعقدها وهي التي تزيد وتدعم أواصر الصداقة أو تخفف منها وتضعفها، ولذلك يقولون أنه في عالم السياسة ليست هناك عداوات أو صداقات دائمة لكن هناك مصالح تتصادم أو تتوافق.. والعلاقات المصرية الإثيوبية ليست خارجة عن هذا الإطار، وهي علاقات متشابكة لها إبعاد متعددة فيها البعد الجغرافي، والبعد التاريخي، والبعدان الإنساني والديني، ثم المصالح المشتركة التي قامت ونشأت بين الدولتين والشعبين علي مر التاريخ، وبحكم الجوار الجغرافي وسريان نهر النيل القادم لمصر من الهضبة الاثيوبية.. وفي ظل هذا التشابك في العلاقات متعددة الأبعاد، كان المفروض أن يتوافر لدي الدولتين قدر كبير من الحرص علي ان تظل العلاقات بينهما دافئة وودودة، وان تكون هناك دائما صداقة قوية وتعاون مشترك ومصالح دائمة ومتبادلة بين الدولتين، في جميع المجالات الزراعية والصناعية والتجارية، ولكن ذلك لم يحدث. وأضاف بركات "كان من المفروض أن تكون مصر من أوائل الدول التي تساعد وتمد يد العون لإثيوبيا، في مجال التنمية والبناء والتعمير، وتطوير البنية الأساسية سواء في الكهرباء أو الطرق أو السدود أو غيرها، وكان ايضا من الضروري ان تكون هناك مشروعات استثمارية لمصر في اثيوبيا كثيرة ومتعددة، خاصة في المجالات الخاصة بالزراعة وتربية الحيوان وإنتاج اللحوم ومنتجات الألبان، ولكن ذلك لم يحدث للأسف. وطالب الكاتب بضرورة، أن يحدث كل ذلك، وأن تكون مصر من أحرص الدول علي متانة وقوة العلاقات مع جميع الدول الإفريقية الشقيقة، ودول حوض النيل في المقدمة، واثيوبيا بصفة خاصة. «نار الفتنة» من ناحية أخرى، قال الكاتب جمال الغيطاني في مقاله بعنوان «نار الفتنة» إني أرى نارا تندلع بين المسلمين لن يكون من السهل إخمادها، وللأسف تتخذ السياسة المصرية منحني لا يتسق مع مضمون مصر ولا مع سياستها عبر الحقب المتوالية، أعني السياسة المصرية النابعة من الرئاسة، والتي تصدر عنها مواقف لا أظن أنها خضعت لدراسات كافية من مؤسسات الدولة المتخصصة. وضرب الكاتب مثالا بالموقف الخاطئ من إثيوبيا، وقرار قطع العلاقات مع سوريا والدعوة إلي التدخل المباشر في القتال الدائر في سوريا عبر إرسال المتطوعين أو المقاتلين من مصر للحرب الضروس هناك، وامداد قوات الجيش الحر في سوريا بالسلاح والعتاد، وهذا الجيش يدمر ويحرق ويقوض أسس الدولة السورية وليس النظام القائم الذي ارتكب أيضا من الفظائع ما لا يوصف، الضحية من الطرفين هو الشعب السوري، فهل يراد لمصر أن تصبح طرفا رئيسيا في هذا الصراع الدموي. وتابع الكاتب: واضح منذ سنوات أن خطة تقسيم العالم العربي على أساس طائفي وعرقي قد بدأت، العراق كان الضحية الأولي، وقد اختفي بالفعل ذلك الكيان الذي قام بعد الحرب العالمية الاولي، لم يعد العراق الذي كان قوة عربية رئيسية موجودا، وكانت أهم خطوة تدمير الجيش العراقي ومحوه من الوجود، لم يكن عسيرا أن الدور قد حل على سوريا. وأضاف: أن استهداف سوريا أسبابه معروفة، ومنها دوره في قمع جماعة الإخوان، واعتباره قوة رئيسية في مواجهة إسرائيل، وإنني الأشد حزنا علي استهداف هذه القوة التي اتيح لي الوقوف علي بسالة رجالها وشجاعتهم في حرب أكتوبر عن قرب، أن تدمير الجيش السوري واضعافه أو محوه لا قدر الله مقدمة لاختفاء القوة العربية كلها التي لم يتبق منها الا الجيش المصري، انني أخشي من تطورات تحدق به، بدءا من احتشاد المقاتلين في سيناء القادمين من كل حدب وصوب ومظاهرة الإستاد التي ظهرت فيها الإشارات الخضراء التي تعصب الرؤوس، لقد ظهرت هذه العصائب في المكان الخاطئ، فمصر كانت داعية توفيق وتهدئة في أي صراعات مذهبية، ولكن أمثال الدعاة القرضاوي والعريفي وكلاهما مصدر إلينا يحاولون صرفها عن دورها ورسالتها في تهدئة أي صراع ينشب بين أطراف المسلمين، أما تأجيج الصراع بين السنة والشيعة فأخشي على مصر نفسها منه.