أشار مؤتمر "كارديو ألكس 2013"، الذي انعقد مؤخراً في مكتبة الإسكندرية بمصر خلال الفترة الممتدة بين 11-14 يونيو 2013، إلى أن المصريين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في سن مبكرة. وتعود هذه الزيادة على الأرجح إلى الشيخوخة المتقدمة بين السكان، والتوسع العمراني، والتغييرات الطارئة على النظام الغذائي، وأنماط الحياة المستقرة، علاوة على التدخين والإجهاد. وشاركت "بوهرنجر إنجلهايم"، شركة الأدوية العالمية الرائدة، في المؤتمر الذي يعتبر أضخم الفعاليات التعليمية في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية بمنطقة الشرق الأوسط، والذي يركز على التحديات وعلاج أمراض القلب والشرايين مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، والرجفان الأذيني. وأقامت الشركة في 13 يونيو 2013 ندوة خاصة عن ارتفاع ضغط الدم ركزت فيها على السيطرة على ضغط الدم، وعلاج قصور القلب، ومنع الفشل الكلوي لدى المصابين بمرض السكري. وتجلى الهدف الرئيسي للندوة في تعريف الأطباء بسبل الإدارة المثلى لمرضى القلب والشرايين خلال المراحل المتقدمة، وذلك من خلال المناقشة التفاعلية لبعض الحالات، وتسليط الضوء على أحدث الاتجاهات في مجال علاج وإدارة ارتفاع ضغط الدم. علاوة على ذلك، تناولت الندوة الاختلافات الكائنة بين فئات الأدوية الخافضة لضغط الدم. وقال الدكتور محمد صبحي، رئيس مجلس إدارة "كارديو ألكس" ورئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة الإسكندرية، "تشير معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية ضمن فئة عمرية واحدة في دول مثل العراق واليمن ومصر ولبنان والأردن إلى أرقام تفوق ضعف مثيلاتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأفادت إحدى الدراسات الحديثة التي أجرتها "مجلة القلب الأمريكية" عام 2012 إلى أن سن المصابين بأمراض القلب التاجية في منطقة الشرق الأوسط يبلغ 10 سنوات، وهو الحد الأدنى بين الأشخاص الذين خضعوا للتشخيص ذاته في الغرب. وتعود 25-40% من الوفيات في العديد من الدول العربية إلى أمراض القلب والشرايين؛ إذ تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات في مصر، فيما يعاني نحو 27% من السكان من ارتفاع ضغط الدم، وحوالي 20% من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، بينما يعاني أقل من 1% (من إجمالي عدد السكان) من مرض الرجفان الأذيني: وهو اضطراب ضربات القلب الأكثر انتشاراً، ويؤثر في عدد كبير من السكان على الصعيد العالمي. ويعزى انتشار مرض الرجفان الأذيني في جانب منه إلى الزيادة في متوسط عمر السكان، وتطور إدارة بعض الحالات مثل احتشاء عضلة القلب، مما يؤدي في النهاية إلى بقاء مزيد من مرضى القلب على قيد الحياة". وإلى جانب "بوهرنجر إنجلهايم"، استقطب مؤتمر "كارديو ألكس 2013" نخبة من أبرز القادة العالميين لإجراء نقاشات مشتركة بشأن آخر التطورات البحثية والعلاجية الخاصة بمضادات التخثر الفموية الجديدة للوقاية من السكتة الدماغية لدى مرضى الرجفان الأذيني اللاصمامي. وأدار المؤتمر مجموعة متميزة من الأطباء والباحثين الذين أجروا نقاشات حول مواضيع مهمة مثل الرجفان الأذيني، والعلاقة بينه وبين السكتة الدماغية، وأفضل السبل المتاحة لرعاية المرضى. وخلصت الندوة إلى أن المبادئ التوجيهية الأوروبية والأمريكية أشارت إلى أهمية إدراج مضادات التخثر الفموية الحديثة في الخطة العلاجية الجديدة للوقاية من السكتة الدماغية لدى مرضى الرجفان الأذيني. وثبت أن استخدام هذه المضادات يحسن من نوعية حياة المرضى نظراً لقلة الاختلاطات الدوائية، وعدم الحاجة إلى التفاعل مع الغذاء، والاستغناء عن المراقبة المنتظمة للمريض. وقال الدكتور ياسر الشهاوي، المدير الإقليمي للشؤون الطبية، قسم القلب والأوعية الدموية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإيران و باكستان في شركة "بوهرنجر إنجلهايم "الدوائية، "تعتبر مصر ومنطقة الشرق الأوسط عموماً من المناطق الأوسع انتشاراً لأمراض القلب والأوعية الدموية، ونحن في شركة "بوهرنجر إنجلهايم" نلتزم برفع سوية الوعي حول هذه الأمراض في تلك المناطق ضمن إطار المبادرة التي أطلقناها تحت إسم "نحو صحة أفضل". واختتم الدكتور محمد صبحي حديثه قائلاً: "يعد مؤتمر 'كارديو أليكس 2013‘ ملتقىً مهماً للخبراء المتخصصين في القطاعات الطبية والدوائية؛ وهو يوفر فرصة فريدة لطرح وتبادل الأفكار حول ارتفاع ضغط الدم والرجفان الأذيني. وإنه حقاً لأمر يستحق الثناء عندما يتم توفير مثل هذه المنصات لرفع سوية الوعي حول الأمراض وتحسين نوعية حياة المرضى". ويعد مؤتمر "كارديو أليكس" من المؤتمرات السنوية العلمية التي توفر فرصاً مهمة للتواصل والترويج للشركات العاملة في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية. ويحظى المؤتمر بحضور أكثر من 4 آلاف متخصص من مختلف أنحاء العالم ممن يشاركون في تقديم خدمات الرعاية القلبية الوعائية إلى جانب الأطباء والعلماء وكوادر التمريض الممارسات ومساعدي الأطباء. وقد ساهم المؤتمر منذ انطلاقته عام 2002 في تحسين مستوى تفهم المرضى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية والتعامل معهم على أسس سليمة.