إسكندرية تلك الجنية المسحورة آسرة الملوك..ملهمة الشعراء..أنتظر مواعيدها بوله المشتاق ..لألقي باحزاني على شراع موجة عفية بوعد السفر لبلاد النسيان..هنالك على الجانب الآخر حيث لن نراها أبدا أما البحر ذلك العاشق الثائر الغامض المجنون الذي لا يعرف الحضارة..أعشقه واخشاه ..فبيننا أسرار..وحكايات..رفاق رحلوا ولم يعودوا أبدا ..يعرف كيف يحتويني يسلبني بعض من إرادة مرهَقه..أعترف له بما صنعته بي الايام ..يبكيني ..يضحكني..يلومني على البعاد..يعيدني في لحظات تلك الفتاة الصغيرة تعانق أقدامها الماء تقاوم تتطاير جدائل شعرها وطرف فستانها في حياء..أضع أحدى الصدفات على أذني..ترددأصداء..انا هويت وأنتهيت ..وليه بقى لوم العزول..وآه من الشيخ سيد درويش ووجع في القلب يعرف كيف يواسيه..احتضن شوارعها و حواريها يصاحبني بيرم والنديم والشيخ سلامه حجازي وحتى كفافيس أعظم شعراء اليونان في العصر الحديث أتأمل خليط الحضارة العجيب في مبانيها هنا بقالة الخواجه يني الذي وقع في حب الماريا فلم يغادرها أبدا..لاتزال بقايا لافتة عم موسى الساعاتي اليهودي _الذي بكى وهو يرحل مع الأبناء تاركا عمره لبلاد لاتعرف التوق_ تعلن في هدوء كيف إستطاعتذات التراب الزعفران أن تذيب كل الثقافات.. أتوقف عند مسجد القائد إبراهيم..حيث مات الرفاق أحاول تجاهل لحظة إنكسار..أنظر إلى البحر مستغيثة..يعدني اللا يموت الحلم ..هكذا قال التاريخ ..أصدقه..أقرأ الفاتحة وأمضي.