قالت وكالة «الأسوشيتدبرس» الأمريكية أن الليبراليين وداعمي حكم جماعة «الإخوان المسلمين» يتشاركان أمرًا واحدًا الآن وهو المتابعة عن كثب للاحتجاجات التي تحدث في تركيا، تلك الدولة التي قدمت للمصريين نموذجًا محيرًا من تزاوج الحكومة الإسلامية مع المؤسسة العلمانية. وأوضحت الوكالة، أن مشاهد عشرات الآلاف من المتظاهرين في ميدان «تقسيم» التركي، في مظاهرات معادية للحكومة تعيد للأذهان المظاهرات في ميدان «التحرير» والتي أثارت قلق الإسلاميين في كلا البلدين، مشيرة إلى أن الانهيار السريع لصورة «رجب طيب أردوغان» رئيس الوزراء التركي امتد إلى مصر، فيما يقول الخبراء أنه تحذير للرئيس «محمد مرسي» والإخوان بينما يقومون بموازنة الحاجة لتلبية مطالب كل من المجتمعات المحافظة، والعلمانية. وأضافت الوكالة أنه للمرة الأولى منذ عشر سنوات في السلطة يبدو «أردوغان» ضعيفًا، ومحاصرًا بالرغم من الأداء الاقتصادي المذهل في البلاد، والمكانة الدولية المتزايدة، مشيرة إلى أن المعارضة والعديد من المصريين بداخلهم شكوك بشأن التشابه مع النموذج التركي مؤمنين أنه أسلوب من الإخوان لتهدئة المخاوف في الداخل، وعند الغرب بشأن محاولتهم لفرض حكم إسلامي صارم حتى مع هيمنة أعضائهم على هياكل السلطة في البلاد. ويعتقد «محمد عبد القادر خليل» الباحث في مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية والإقليمية، أن ما يحدث في تركيا هو نذير سوء للإسلاميين، فالنموذج التركي الذي يعد نموذجهم مصاب بهزة عنيفة مع تلقي «أردوغان» - الذي يقولون أنهم يريدون أن يحذوا حذوه – ضربة من معارضيه. قال «خليل» أن الإخوان قاموا بقلب النموذج من خلال محاولة احتكار السلطة عبر ضخ أعضائهم في مؤسسات الدولة تحت ذريعة محاربة «الدولة العميقة»، وهو المصطلح المستخدم في تركيا للإشارة إلى شبكة الحلفاء العسكريين، والمدنيين المتهمين بمحاولة زعزعة استقرار الدولة أثناء السنوات الأولى من حكم «أردوغان»، متهمًا الإخوان بمحاولة السيطرة على مؤسسات الدولة، بينما الشوارع تصاب بالغليان والاقتصاد كارثي قائلا: «إنهم في عجلة ولا يستفيدون من التجربة التركية». ولكن بعض الخبراء الأكثر تفاؤلاً يؤمنون أنه نظرًا للاختلافات في التاريخ والظروف، فالميدان التركي ليس كالميدان المصري؛ حيث أكد «عمرو إسماعيل عدلي» الباحث في الشئون التركية، على خطأ من يحاول أن يربط بين ما يسمي النموذج التركي والنموذج المصري فكلاهما مختلفين، وأن تصوير ذلك على أنه صراع بين العلمانية والإسلام هو تبسيط أيضًا لمسألة أكثر تعقيدًا نظرًا لتنوع المتظاهرين ودوافعهم. أشارت الوكالة إلى أن نشطاء المعارضة ينظرون إلى المظاهرات التركية كطريقة لتعزيز استمرار حركتهم وتظاهرهم ضد حكم «مرسي»، الذي يزعمون أنه في فترة قصيرة للغاية أعاد إنتاج النظام الاستبدادي المخلوع في 2011 م، ولكن يبدو أن جماعة الإخوان تشدد من موقفها مع صحوة المظاهرات. فقال «فريد إسماعيل» أحد أعضاء الجناح السياسي للجماعة خلال اجتماع حاشد هذا الأسبوع، أن المظاهرات في كلا البلدين تصل إلى حد الحرب ضد الهوية الإسلامية، وليست ضد النظام أو الرئيس «مرسي»، مؤمنًا أنه صراع بين الصواب والخطأ.