في إطار الدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر على المستوى الإقليمي، يتصاعد دورها اليوم، ولكن على المستوى العالمي ولاسيما الاقتصادي، فبعد تصدر مجموعة بنك قطر الوطني QNB، التي دخلت السوق المصرية مؤخرًا عبر الاستحواذ على بنك "سوسيتية جنرال - مصر" قائمة مجلة "أسواق بلومبرج"، كأقوى البنوك على مستوى العالم لعام 2012، وأصبح هناك حديثاً قوياً عن احتمالية وجود قطر في المشهد العالمي. حيث احتلت المجموعة المركز الأول في قائمة المجلة العالمية الرائدة في مجال أخبار الاقتصاد والمال والأعمال، والتي شملت 78 بنكاً حول العالم، كما كانت مجموعة QNB" البنك الوحيد من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذه القائمة. ويفسر البعض احتلال المجموعة هذا المركز إلى ارتفاع أصول المجموعة نتيجة النمو بقوة خلال السنوات الخمس الماضية، بفضل توسيعها لرقعة تواجدها في أسواق مختارة بمنطقه الشرق الأوسط، وذلك ضمن إستراتيجيها لتصبح أكبر مؤسسة مصرفية في منطقه الشرق الأوسط وأفريقيا بحلول عام 2017. فكانت عملية الاستحواذ الذي قامت بها المجموعة على كل من البنك الأهلي سوسيتيه جنرال في مصروعلى حصة بنك كيسوان الإندونيسي ،حيث تم تغيير اسمه التجاري إلى QNB – كيسوان، إلى جانب قيامها بزيادة حصصه في عدد من الشركات الشقيقة خلال العامين الماضيين، بما في ذلك QNB"تونس، ومصرف التجارة والتنمية في "ليبيا"، والبنك التجاري الدولي في "الإمارات العربية المتحدة"، ومصرف المنصور في "العراق"، أحد العوامل الكبيرة التي جعلته يقع في هذا الترتيب العالمي. تأسيس وخدمات وقد تم تأسيس البنك مجموعة QNB عام 1964 كأول بنك تجاري قطري، يتقاسم ملكيته جهاز قطر للاستثمار بنسبة 50% والقطاع الخاص بنسبة ال 50%الباقية، والذي يهدف إلى تقديم خدمات مالية متخصصة، من خلال QNB كابيتال، وهي شركة تابعة توفر باقة من الخدمات الاستشارية المالية للشركات والجهات الحكومية والمؤسسات في "قطر" والخارج. وبفضل معدلات النمو القوية التي حققتها مجموعة QNB، أصبحت أكبر مؤسسة مالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأصبح أحد البنوك الرائدة في الدولة، وخاصة بعد استحواذه على نسبة تتجاوز 45% من إجمالي موجودات القطاع المصرفي المحلي. كما حققت أرباحاً قياسية بلغت 6.2 مليار ريال 1.7 مليار دولار أمريكي خلال التسعة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2012، وهو ما يعكس استمرار النجاح المتميز والنمو المتواصل لمجموعة QNB في كافة أنشطتها، وقدرتها على تحقيق نمو وأرباح قوية للمساهمين. علاوة على ذلك عززت المجموعة تواجدها الإقليمي من خلال الاستحواذ على حصص في مؤسسات مالية، من بينها نسبة (35?) من بنك الإسكان للتجارة والتمويل في "الأردن"، و(40%) من البنك التجاري الدولي (ومقره دولة الإمارات العربية المتحدة)، وعلى نسبة (50%) من البنك التونسي القطري، و(51%) من بنك المنصور العراقي، و(49%) من مصرف التجارة والتنمية في "ليبيا"، ونسبة (20%) من شركة الجزيرة للتمويل ب"الدوحة"، كما تمتلك مجموعة QNB حصة (51%) في (QNB – سوريا) وحصة (70 %) من بنك (QNB - كسوان) في "إندونيسيا". وخير دليل على توسعها وانتشارها في هذا المجال، أنه يعمل لديها ما يزيد عن 8.500 موظف، من خلال شبكة فروعها الداخلية والخارجية وشركاتها التابعة والزميلة عبر 383 فرعاً ومكتباً تمثيلياً، والتي تتواجد في 24 دولة حول العالم، بالإضافة إلى شبكة صراف آلي تزيد عن 780 جهازاً. وعن خدمات المجموعة فتتنوع لتشمل خدمات الوساطة المالية عن طريق QNB للخدمات المالية (QNB FS)، وهي شركة تابعة وأول وحدة مستقلة ومتخصصة بالوساطة المالية مرخص لها يطلقها بنك في دولة "قطر". جوائز عديدة واستناداً إلى أداء البنك المتميز وتوسعه الخارجي، تتمتع مجموعة QNB بتصنيف ائتماني مرتفع يعتبر الأعلى في المنطقة من قِبَل عدد من وكالات التصنيف العالمية الرائدة مثل "ستاندرد آند بورز" (A+)، ومودي، و"فيتش (A+)، و"كابيتال إنتليجنس" (AA-). وحاز البنك على جوائز عديدة من قِبل العديد من الإصدارات المالية العالمية المتخصصة، وحصلت العلامة التجارية له على أعلى تقييم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع ترتيب عالمي في المركز (114) حالياً مقابل (189) في عام 2011. يذكر أن مجلة "بلومبرج"، اعتمدت في تقييمها لمدى قوة البنوك على خمسة مؤشرات لمجموعة البنوك التي يتجاوز حجم إجمالي أصولها 100 مليار دولار، المؤشر الأول هو نسبة كفاية رأس المال الأساسي للبنك (Tier 1)، ويمثل 40% من تقييم مجلة "بلومبرج"، والمؤشر الثاني هو معدل الأصول غير المنتظمة بالنسبة لإجمالي الأصول ويمثل 20% من التقييم، والمؤشر الثالث هو معدل تغطية الاحتياطيات للأصول غير المنتظمة، ويمثل 20% من التقييم، أما المؤشر الرابع هو معدل الودائع بالنسبة للقروض ويمثل 15%، والمؤشر الخامس فهو معدل الكفاءة التشغيلية (معدل التكلفة بالنسبة للإيرادات) ويمثل 5% من تقييم المجلة. وبعد هذه النجاحات غير المسبوقة، هل ينجح هذا البنك المجموعة في الاستحواذ على بقية البنوك العالمية، ليبقى هو البنك العربي الأول في هذا المجال، ومن ثم يستطيع السيطرة على الاقتصاد العالمي.