توجه ملايين الناخبين الباكستانيين إلى مراكز الاقتراع للإدلاء باصواتهم في الانتخابات العامة والمحلية في البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة. ووفقا لما جاء على هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» تعد هذه المرة الأولى في تاريخ البلاد ذي ال 66 عاما التي يتوالى فيها برلمانان منتخبان. ومن المقرر ان تفتح مراكز الإقتراع أبوابها في الثامنة صباحا وتغلقها في الخامسة مساء. وعدد الناخبين المسجلين 86 مليون و189 الف و802. بينما عدد المرشحين في الانتخابات النيابية 5000، منهم 272 ينتخبون بشكل مباشر، بينما يبلغ عدد المرشحين للمجالس المحلية 11,692. تهذا وقد تم نشر أكثر من 600 ألف من رجال الأمن لدرء أي هجمات محتملة. ويتجاوز عدد مراكز التصويت 73 الف مركزا، تعتبر 20 الف منها معرضة لهجمات. وكانت باكستان قد شهدت مؤخرا سلسلة هجمات واعتداءات على المرشحين أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص، وأعلنت حركة طالبان باكستان مسئوليتها عن غالبية الهجمات. وفتحت مراكز الإقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (الثالثة فجرا غرينتش)، وتنتهي فترة التصويت في الخامسة عصرا. ووردت في وقت لاحق تقارير تتحدث عن سقوط قتيلين واربعة جرحى على الأقل في تفجير استهدف احد المرشحين في مدينة كراتشي جنوبي البلاد. من جانبه قال ضابط الشرطة طاهر نافيد إن هدف التفجير كان أحد مرشحي حزب عوامي الوطني، مؤكدا أن النفجير أسفر عن اصابة اربعة اشخاص بجروح. ولكن وكالة «اسوشييتيدبرس» نقلت في وقت لاحق عن مسؤولين آخرين قولهم إن التفجير أسفر عن سقوط قتيلين. وكانت حركة طالبان قد حذرت الناخبين بتجنب مراكز الاقتراع حفاظا على أرواحهم. وكانت الحركة قد ركزت هجماتها على ثلاثة أحزاب سياسية هي حزب الشعب الباكستاني والحركة القومية المتحدة وحزب عوامي الوطني، مما أجبر هذه الاحزاب على تقليص حملاتها الانتخابية. وعلى عكس هذه الأحزاب، لم يستهدف مسلحو طالبان حزبي عصبة مسلمي باكستان نواز الذي يتزعمه رئيس الحكومة الأسبق نواز شريف، وحزب حركة الانصاف التي يتزعمها نجم لعبة الكريكت السابق عمران خان. ومن المرجح ألا تكون نتائج الانتخابات حاسمة في ظل المنافسة القوية بين شريف وخان. وتشير استطلاعات الرأي إلى توقع اقبال الباكستانيين بكثافة على التصويت رغم أعمال العنف التي سبقت العملية الانتخابية. ويقول مسؤولو الانتخابات إن قوائم المرشحين قد جددت، وأن ثمة اجراءات اخرى قد اتخذت للحد من التزوير. وعبرت مفوضية حقوق الانسان في باكستان الجمعة عن "قلقها البالغ" ازاء الحقيقة القائلة إن العنف قد "قوض نزاهة الانتخابات الى درجة يصعب اصلاحها." ودعت المفوضية كل مؤسسات الدولة الباكستانية إلى "بذل قصارى جهدها لضمان سلامة الناخبين والمرشحين ومراكز التصويت يوم السبت من أجل أن يتمكن الشعب من ممارسة حقه في اختيار ممثليه."