فتحت صباح السبت مراكز الاقتراع في باكستان في انتخابات تشريعية تعتبر تاريخية لترسيخ دعائم الديموقراطية في البلاد ولكنها تجري في ظل تهديدات حركة طالبان التي نصحت للناخبين بألا يدلوا بأصواتهم حتى يبقوا على قيد الحياة. وفي الساعة 08,00 (03,00 تغ) صباحا فتحت مراكز الاقتراع التي يناهز عددها 70 ألفا، على ان تغلق الساعة 17,00 (12,00 ت غ)، لتبدأ بعدها اللجنة الانتخابية مساء بإعلان النتائج الأولية لهذه المنافسة التي يتوقع ان تكون حادة بين المرشح الأوفر حظا نواز شريف ونجم رياضة الكريكت السابق عمران خان. ولأنهم لم يتمكنوا من التشويش على العملية الانتخابية التي يعتبرونها منافية للشريعة الإسلامية، هدد متمردو حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة مراكز الاقتراع نهار الانتخابات. وكانت حركة طالبان الباكستانية، المتحالفة مع القاعدة، أعلنت مسؤوليتها عن معظم الهجمات التي أسفرت عن 127 قتيلا على الأقل خلال الحملة الانتخابية، وفق حصيلة لفرانس برس. والجمعة، أسفرت هجمات نسبت إلى الإسلاميين عن عشرة قتلى بينهم مرشح لانتخابات الجمعية المحلية في ولاية السند (جنوب) قتل في كراتشي مع اثنين من أنصاره، بحسب مصدر طبي. وكانت مصادر طالبان أكدت الجمعة ان المتمردين اختاروا انتحاريين لتحضير اعتداءات وثني السكان عن المشاركة وخصوصا الذين ينتمون إلى أحزاب علمانية أعضاء في التحالف السابق. ويراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الإسلامية (وسط يمين) التي يتزعمها نواز شريف الذي تسلم رئاسة الوزراء مرتين. في المقابل، ثمة تكهنات كثيرة حول النتيجة التي قد تحصل عليها حركة الانصاف الباكستانية بزعامة عمران خان. وقد اضطر حزب الشعب الباكستاني الذي تسلم السلطة في السنوات الخمس الأخيرة، والذي توجه إليه الانتقادات بسبب حصيلته الاقتصادية والأمنية السيئة إلى القيام بحملة انتخابية بالحد الأدنى بسبب تهديدات طالبان المصممة على جعله يدفع ثمن تحالفه مع الولاياتالمتحدة. وسيدعى الفائز في الانتخابات إلى تشكيل تحالف، وإذا تعذر عليه ذلك، يليه الحزب الذي يحل في المرتبة الثانية، ما سيفتح في الحالتين الباب لمشاورات كثيفة في الأسابيع المقبلة. وستتيح هذه الانتخابات لحكومة مدنية انتهت ولايتها تسليم الحكم إلى حكومة أخرى. وهي المرة الأولى التي تتمكن فيها حكومة مدنية من اكمال ولايتها المحددة بخمس سنوات في هذا البلد الذي نال استقلاله في 1947 ويتسم تاريخه بالانقلابات العسكرية. ونسبة المشاركة التي كانت بحدود 44% في الانتخابات الأخيرة في 2008، ستكون أحد مفاتيح الانتخابات. ويواجه المراقبون صعوبة في معرفة ما إذا كانت المشاركة القوية للشبان المتعطشين للتغيير سترفعها، أم ما إذا كان الخوف من الاعتداءات سيؤدي إلى تراجعها. وأعلنت الحكومة انها كلفت أكثر من 600 ألف عنصر أمني حماية مراكز الاقتراع التي يعتبر نصفها "معرضا للخطر". وكانت أبرز مواضيع الحملة الانتخابية أزمة الطاقة الرهيبة واستئصال الفساد وضرورة تطوير الخدمات الأساسية في بلد تبلغ نسبة الفقراء فيه 30% من أصل 180 مليون نسمة.