شهد الرئيس محمد مرسي في أول زيارة تاريخية لمصر والرئيسة ديلما روسيف رئيسة البرازيل، عقب انتهاء جولة المحادثات الرسمية التي جرت بينهما بالقصر الرئاسي البرازيلي التوقيع على ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين مصر والبرازيل في العديد من المجالات. وقع الاتفاقيات عن الجانب المصري وزير الخارجية محمد كامل عمرو والسفير حسام زكي سفير مصر لدى البرازيل ومن الجانب البرازيلي وزراء الخارجية و الزراعة والصحة. وشملت هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات التنمية الزراعية وتبادل الخبرات في مجال الغذاء والتعاون الفني في مجال الحجر الزراعي. كما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال الصحة, وتم التوقيع على اتفاقية تعاون بين مكتبة الاسكندرية والمكتبة الوطنية البرازيلية. وأيضا توقيع مذكرة تفاهم في مجال التنمية الاجتماعية ومذكرة اخرى في مجال التعاون التقني الحقوقي بين البلدين. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الرئيس محمد مرسي قال في كلمة أمام اتحاد الصناعات البرازيلية في ساوباولو، مساء اليوم الأربعاء: "أود أن أُسجل إعجابي بهذا الصِرح الذي ساهم على مدار أكثر من ثمانين عاماً في تحقيق النهضة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها البرازيل، والتي تعتبرُ نموذجا يُحتذى من جانب الدول النامية في مسيرتها نحو تحقيق نهضتها". وأضاف الرئيس مرسي: "تأتى البرازيل على رأس الدول التي تتطلع مصر للاستفادة من خبراتها المتراكمة فى المجالات التنموية وفي مُقدمتها المجالات الصناعية والاجتماعية ". وأكد مرسي: "إن الصناعة هي قاطرة رئيسية لنهضة الاقتصاد فى الدول النامية ونسعى لإعطاء دفعة قوية للصناعة المصرية في المرحلة المُقبلة اعتماداً على الإمكانات والموارد التى تمتلكها مصر وفي مقدمتها الموقع الجغرافي شديد الخصوصية وامتلاكها لقناة السويس وتعدد مصادر الطاقة سواء التقليدية أو المتجددة وكذلك البُعد الديمغرافي الذب يجعلها أكبر سوق في المنطقة والقوى العاملة الشابة في شتى المجالات". وقال مرسي: يتميز الاقتصاد المصري بتعَدُد قطاعاته وبأُسُسِه ومُقوماته القوية وإن المناخ الإيجابي الذي تتطلعُ مِصر إلى توفيره من خلال الأطر القانونية وإزالة المعوقات يُعدُ الحافز الأمثل لجذب مزيد من الاستثمارات الجادة". وقال: نسعى الآن مع المؤسسات المالية الدولية إلى التوصل لاتفاق لدعم الاقتصاد المصر يقوم على تصور وطني ويحظى بتوافق شعبي. وقال مرسي: "لقد أخَذَتْ مِصرُ على عاتقِها فى هذه المرحلة عدداً من المشروعات، على رأسها تلك المشروعات التى تستهدف تأسيس نهضة حقيقية على طول قناة السويس". وأوضح مرسي: " نُخطط لتنفيذ مشروعٍ طموحٍ لمد خط سكة حديد من الإسكندرية إلى أسوان ومنها إلى السودان وبقية الدول الإفريقية، وصولاً إلى كيب تاون فى جنوب إفريقيا". وقال مرسي: "على الرغم من تاريخ التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر والبرازيل، إلا أنه لم يَصِلْ بعد إلى المُستوى المنشود الذى يرقى لتطلعات وآمال شعبَيّ البلدين". وقال: إن القطاع الخاص يلعبُ دوراً حيوياً ومُهماً، إلى جانب الحكومات في دفع مسيرة التعاون بين الدول والشعوب. كما أكد الرئيس مرسي أهمية دور رجال الأعمال باعتبارهم قاطرة التعاون ونتطلع إلى تعزيز التعاون والتنسيق فى ما بين الاتحادات الصناعية فى كل من مصر والبرازيل، وكذلك من خلال تفعيل مجلس الأعمال المصري/البرازيلي المشترك". كما قال مرسي: "هناك آفاق رحبة للتعاون بين مصر والبرازيل، تصلحُ لأن تكونَ نموذجاً للتعاون بين دول الجنوب. ومَدخَلاً للاستثمار البرازيلي في المنطقة العربية والإفريقية وللمنتجات المصرية في أمريكا اللاتينية". واستطرد: "إن قرب دخول اتفاقية التجارة الحرة مع تجمع ميركوسور حيز التنفيذ.. سيوفر إطاراً عملياً لتنفيذ مشروعات طموحة فى كل من مصر والبرازيل". وقال مرسي: "أكرر دعوتي إلى كل اتحادات الصناعات في مصر والبرازيل.. للدخول فى مُشاركةٍ حقيقيةٍ.. واستغلال الفُرَص المُتاحة فى ظل ما تُوفره حكومتا البلدين من تشجيع واهتمام... وبما يُحققُ المصالح المُتبادلة ودفع معدلات نمو التجارة والاستثماربين الدولتين وشعبيهما الصديقين". فيما قام الرئيس محمد مرسي بزيارة ميدانية إلى هيئة البحوث الزراعية البرازيلية اليوم واستمع إلى عرض قدمه مورو كرينارو رئيس الهيئة حول أنشطتها ومركز الجينات والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية , واستخلاص الطاقة من الموارد الزراعية. وقال المستشار إيهاب فهمي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية - في تصريحات للصحفيين المصريين - أن الرئيس مرسي أكد حرصه على الاستفادة من التجربة البرازيلية في تحسين جودة وتنمية إنتاجية الرقعة الزراعية، خاصة إنتاج الحاصلات الزراعية في مصر. واستعرض رئيس هيئة البحوث التجربة البرازيلية الجهود التي بذلتها الهيئة في زيادة الإنتاجية الزراعية بدون التوسع في الرقعة الزراعية وكيف استطاعت البرازيل التحول في غضون 40 عاما من دولة مستوردة للمواد الغذائية إلى دولة تصبح مصدرة لتلك الموارد وخفض تكلفة المواد الغذائية إلى 50 % من فترة السبيعينات وحتى الآن لتحسين مستوى المعيشة وتخفيض مستويات الفقر. وأكد الرئيس مرسي أن مصر على بداية الطريق لتحقيق انطلاقة للتعاون مع البرازيل في مجال البحوث الزراعية وتطبيقاتها. وخلافا للبروتوكولات الدبلوماسية المعروفة منعت الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، تقديم مشروبات كحولية خلال مأدبة الغداء على شرف الرئيس محمد مرسي، الذي يزور البرازيل حاليا. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية في البرازيل، أن الرئيسة ديلما روسيف، أمرت بالاكتفاء بعصائر الفواكه خلال مأدبة الغداء التي نظمت على شرف الوفد المصري في قصر «إيتاماراتي» مقر وزارة الخارجية «احتراما للدين الإسلامي». وأشارت «روسيف» خلال اللقاء إلى تراث المهاجرين العرب في الثقافة البرازيلية، في حين تمنى الرئيس مرسي التوفيق للبرازيل في تنظيم بطولة كأس العالم 2014. ويجري مرسي زيارة إلى البرازيل هي الأولى لرئيس مصري في تاريخ العلاقات بين الدولتين، وشهد خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات تهدف لتعزيز التعاون في مجالات الصحة والتعليم والبيئة والزراعة. ويرافق مرسي في زيارته التي تنتهي، الخميس، وفدا يضم 22 من رجال الأعمال بهدف دفع التعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات البرازيلية في مصر.