*معاك فلوس إتعالج ممعكش موت وربنا يرحمك *التأمين الصحى .. الداخل فيه مفقود الخارج منه مولود بالرغم من كل الجهود التي تظهرها وسائل الإعلام حول عمليه تطوير التأمين الصحي وإعاده هيكلته من جديد وتحسين الخدمات المقدمة للمرضى والنهوض بالمنظومة الصحية إلا أن المواطن المصرى لا يأمل فى أى تغيير إيجابى نحو تلك المنظومة ويرى أن كل هذه الوعود المقدمة من جانب مسئولى التأمين الصحي ووزارة الصحة ماهى الا وعود كاذبة . ويري أنه لن يتم تحقيقها وانهم إعتادوا على المشكلات التى تواجههم فى المستشفيات من الاهمال وسوء المعاملة ونقص الادوية والامصال ونقص الحضانات هذا كله الى جانب الواسطة والمحسوبية والاهانات التى يلقونها من الاطباء وفريق التمريض ولكن ظروف الحياة وقسوتها عليهم تجعلهم يتحملون ويتكيفون مع نظام التامين الصحى الغير آدمى بالمرة . تجولت شبكة الإعلام العربية "محيط "داخل بعض مقرات مستشفيات التأمين الصحي بالقاهرة لتتوقف علي مدي وصول الخدمة التأمينية للمواطن العادي والبسيط الذي من أجله كانت فكرة التأمينات في القطاع العام والخاص , ومدي تحقيق الخدمة وهل رضا بعض المواطنيين علي الخدمة التأمينية رضا المضطر "مجبر أخاك لا بطل " ام هناك ثورة قادمة داخل قطاع التأمين الصحي وأن هناك شيئ يدبر في الخفاء وان النار تحت الهشيم . مستشفي التأمين الصحي بشبرا الخيمة امام مستشفى النيل بشبرا الخيمه التابعه لهيئة التامين الصحى تجلس على الرصيف سيدة احمد 45عام ربه منزل منتظره وقت الزيارة حتى تطمئن على اختها التى أجرت عملية جراحية حيث كانت تعانى من انزلاق غضروفى منذ أكثر من عامين ولكن بسبب الاهمال هى تكاد لم تستطيع المشى فهذه هى المره الثالثه للتدخل الجراحى لها فى البدايه عندما شعرت اختها بالم شديد اسفل العمود الفقرى توجهت لمستشفى النيل اكثر من مره وفى كل مره كان يشخص الطبيب الحاله بشكل مختلف تاره يقول انها تعانى من التهابات شديده فى العمود الفقري وتاره ان لديها عيب خلقى ولا يوجد حل او علاج . وعندما ذهبت الى مستشفى اخرى فاكد لها استشارى العظام والعمود الفقرى انها تعانى من انزلاق غضروفى وقرر لها عمليه وصدر لها القرار والذى اجرى العمليه هو نفس الدكتور الذى شخص لها الحاله خطاء مرتين من قبل ولكن بعد فتره اشتد عليها الالم فذهب للمستشفى وقرر لها الدكتور اعاده جراحه الانزلاق الغضروفى مع تثبيت الفقرات بشرائح ومسامير وبعدها كانت تتابع معه وشعرت بتحسن ملحوظ فى الحاله ثم تدهور شديد فطلب منها بعض الاشعات العاديه والمقطعيه وقال لها انها تحتاج اجراء جراحه اخرى حيث يوجد بعض المسامير خارج عنق الفقرات وقد سببت لها ضمور فى عصب الفخذ الايسر ولابد من رفع تلك المسامير والشرائح , تحكى سيده هذه الماساه وهى منهمرة فى البكاء وتدعى لاختها بالشفاء . على بعد مترين كان يقف جمعه على السيد 40عام موظف تبدو عليه علامات الياس والحزن وعندما سالته ماذا بك ؟ ، قال انه يعانى من فيروس سى وعندما ذهب للمستشفى تم الكشف عليه وتحدد له اخذ علاج حقن الانترفيرون طويل المفعول واقراص الريبافيرين وبعد الحقنه رقم12 تم عمل تحليل نوعى PCR فاتضح ان نتيجه التحليل موجب وبناء على ذلك تقرر منعه من استكمال علاجه وانه ليس له الحق فى مواصله العلاج بالتامين الصحى فى حين انه قام بعمل تحليل كمى PCR على حسابه واتضح ان النسبه قد انخفضت لكنه لازال يعانى من الفيروس وبالرغم من هذه النتائج الا ان تم منعه من استكمال العلاج وعليه ان يكمله على حسابه الشخصى وقال ليس باستطاعتى حيث لاامتلك سوى مرتبى والذى لايكفى متطلبات اسرتى المكونه من 6 افراد . حالة المسنين لا وجود لها في التأمين الصحي وفى مستشفى شبرا الجديده التابعه ايضا لهيئه التامين الصحى تقف سلوى حسان 28 عام ربه منزل تكاد ان تبكى حزنا على والدها المريض البالغ من العمر 72 عام, قائله ان والدها يعانى من امراض كثيره جلطات فى المخ والقلب وضغط عالى وفى يوم وقع من على السرير فاخذته وتوجهت به الى المستشفى وبعد اجراء الاشاعات اتضح ان لديه كسر بالكتف وقال لها الطبيب ان نظرا لسن ابيها لايتحمل التدخل الجراحى وانه سيكتفى بلبس حماله الكتف وعليها التوجه لعياده التامين الصحى لصرف العلاج من مسكنات ومضادات للالتهاب وفيتامين لان المستشفى لا تصرف ادويه. وفى العيادة من قمة الافتراء وعدم تقدير حاله المسن تم تحديد ميعاد للعرض على استشارى العظام بعد اسبوعين فهل من الرحمه ان يترك رجل مسن بهذه الامراض دون علاج لمده اسبوعين ؟ توقفت سلوى لدقائق باكيه وقالت "انا لو معايا فلوس هاجيبله العلاج ولا اوديه لعياده خاصه بس اجيب منين انا زوجى ارزاقى واللى جاى على قد اللى رايح" . ثم استكملت الحديث ان بعد مرور اسبوع واحد من كسر الكتف تدهورت حاله ابيها وشعر بالام شديده فى معدته وعندما عادوا الى المستشفى تعرضوا لجميع انواع الذل والظلم حيث كان الاطباء الموجودين فى الاستقبال طلبه "بيتعلموا فى الناس" وكل دكتور منهم بعد ما ينتهى من دوره فى التعليم بوالدها يرساله لزميل اخر له يتعلم فيه وبعد انتهاء هذه المهزله قال لها الدكتور ان والدها على مايرام ويجب عليها ان تاخده الى البيت وقتها لم تتمالك سلوى اعصابها وذهبت الى مدير المستشفى باكيه لتشكوا له ولكن لم تجد سوى الشتائم والاهانات لها ولوالدها فهى الان لاتعلم ماذا تفعل بوالدها فهى كل لحظه تشاهده يتالم امامها ولكن "ماباليد حيله" . الرشوة في التامين الصحي مقابل العلاج علي نفقة الدولة اما فى مستشفى طلبه ابو الريش للتامين الصحىى تقول ام اسماء 54 عام ربه منزل لن اقول الا "حسبى الله ونعم الوكيل ف كل من بيوقف احوال الناس وهى مريضه" وتحكى ماساه بنتها ذات 17عام انها تعانى من الفشل الكلوى ولا تستطيع الحصل على قرار العلاج على نفقه الدوله وان كثير من العاملين بمستشفى التامين الصحى يعرضون عليها المساعده فى الحصول على القرار مقابل مبلغ 3000 جنيه ولكنها لاتستطيع جمع هذا المبلغ لتدفعه رشوة مقابل حصولها على القرار قائله "حتى لو قدرت اجمع المبلغ ده ازاى اعالج بنتى بالرشوة ده حتى ربنا مش هايشفيها" وفى ظل كل هذه المشكلات بمنظومة التامين الصحى يتحدث المسؤلون عن تطوير الجهاز والاقتداء بتركيا والدول الاوروبيه حيث اكد دكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحه والاسكان فى تصريحات له "ان المستشفيات تعانى من مشكلات عديده لن تنتهى سوى بتطبيق نظام التأمين الصحى الاجتماعى الشامل الجديد والذى سيعرض على مجلس الشورى الشهر الحالى ومن المنتظر اقراره قبل السنه المالية الجديدة وان تغطيه نظام التامين الصحى الجديد بجميع المحافظات فى 7 سنوات وهذا يعد البرنامج الطموح لتنفيذ المشروع اما البرنامج غير الطموح فتصل فيه المده اللازمه للتطبيق الى 10 سنوات " . وهذا اعتراف من المسؤلين بكل ماتم عرضه من مشكلات يواجهها المواطن المصرى البسيط الذى هو فى امس الحاجه للخدمه الصحيه ولكن المهم فى هذه القضيه انه بعد ماتم الاعتراف بالمشكله لابد من تقديم حلول وبدائل سريعه حتى نحاول انقاذ مايمكن انقاذه من ارواح البسطاء شباب واطفال ومسنين وهذا بالفعل ماحدث من قبل المسؤلين مما يظهر مدى احترامهم لارواح المصريين وخوفهم على شبابنا الغالى واطفالنا جيل المستقبل الذين يموتون كل لحظه نتيجه الاهمال والواسطه والرشاوى وغياب الضمير المهنى للاطباء وتعاملهم مع المرضى علىانهم جماد بلاروح ولا احساس لذلك تقرر حل هذه الازمه بعد 10 سنوات !! الفقراء المسجلين في التأمين الصحي أكثر من 6,5 مليون مواطن اما عن مفهوم غير القادرين الذى اقر مؤخرا فى الدستور الجديد فقد قال دكتورابراهيم مصطفى مساعد الوزير للتامين الصحى فى تصريحات له "ان الدستور وضع فى القانون كلمه غير القادرين بدلا من الفقراء .. والفقراء المسجلين حاليافى وزاره التامينات عددهم 6,5 مليون مواطن ومن المستهدف ان يصل عددهم الى 22 مليون مواطن فى الحصر الجديد . وان وزارة التامينات هى التى ستحدد هل هذا الشخص غير قادر ام لا حتى يستطيع الحصول على الاشتراك فى التامين الصحى " وهنا السؤال يطرح نفسه كيف تحاولون القضاء على الفساد والمشكلات التى تعانى منها المنظومه باكملها وتقعون فى هذا الخطأ اليس هذا يفتح بابا اخرا للرشوة والمحسوبية وهو باب اثبات ان المريض من غير القادرين ؟! منظومة التأمين الصحي يجب ان تكون غير قابلة للربح كما اكد الدكتور عبدالهادى مصباح استشاري المناعه والتحاليل الطبيه وزميلالكليه الامريكيه للمناعه ان لابد ان تكون منظومة التامين الصحى متاكمله ليست هادفه للربح كما هو الحال الان فيجب ان تكون منظومه خدميه فاذا كنا نريد تامين صحى ناجح لابد ان نراعى عده نقاط اولها التمويل حيث ان السببالاساسى فى فشل التامين الصحي ان الحكومة هى المموله له . يجب ان يكون مصدر التمويل منفصل عن مقدمى الخدمه الصحيه مثلا كالشركات الخاصه كما يجب التفرقه بين الاقامه الفندقيه والخدمه العلاجيه حيث ان الان فى مصر لانجد من يستطيع تحمل تكلفه علاج الامراض المفاجئه كالاورام او اجراء عمليات القلب المفتوح . ثانيا: الادويه فلابد ان يصف الطبيب الادويه المناسبه للمريض لا الدواء المتوفر لديه وهنا ندخل فى مشكله عدم توافر الادويه ولكن هذا ليس مبرر ,ثالثا لابد من اعاده تاهيل العاملين بالمنظومة الصحية حيث يوجد الكثير من الشكاوى لسوء معاملة العاملين بالمستشفى للمرضى ,اما عن الفتره المحدده للنهوض بالمنظومه الصحيه فيقول مصباح ان هذه الفتره طويله جدا وانها بدايه غير مطمئنه بالمره فنحن بحاجه الى حلول سريعه .