تجدد ذكرى انفجار مفاعل تشيرنوبل السابعة والعشرين تحذيراتها للعالم بضرورة توخى الحذر عند استخدام الطاقة النووية حيث أن كارثة الانفجار الذى وقع بالمحطة النووية تشيرنوبل فى الاتحاد السوفيتى عام 1986 تعد كارثة إنسانية وبيئية هى الأخطر فى التاريخ البشرى، والتى أحدثت تلوثا طال الدول الإسكندنافية. وتذكر هذه المناسبة العالم بمئات الأشخاص من عمال الطوارىء الذين خاطروا بحياتهم للاستجابة لهذا الحادث، والآلاف الذين تم إجلاؤهم من المناطق المحيطة بالموقع، وآلاف الأطفال الذين أصيبوا فى وقت لاحق بمرض السرطان، بالإضافة إلى 6 ملايين شخص لا يزالون يعيشون فى المناطق المتضررة من بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا. وتعيد هذه المناسبة تجديد التزام الأممالمتحدة ب "عقد الإنعاش والتنمية المستدامة" الذى أعلنته للفترة من 2006 إلى 2016، وخطة عملها ب "تشيرنوبل"، التى تتضمن إعلان مبادىء تبنته جميع وكالات الأممالمتحدة المشاركة فى جهود الإنعاش، مستهدفة تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز أنماط الحياة الصحية للمجتمعات المتضررة والاعتماد على الذات فى السنوات المتبقية من العقد. ووقعت حادثة محطة تشيرنوبل النووية فى السادس والعشرين من أبريل 1986 قرب مدينة بريبيات الأوكرانية، بسبب خلل وقع فى إحدى المولدات التوربينية عند تجربتها، وأودت الكارثة بحياة 36 شخصا وأصابت أكثر من 2000 آخرين حينها، و تم إجلاء ما يزيد على 100 ألف شخص من المناطق المجاورة خوفا عليهم من الإشعاعات التى سببت موت المئات فى السنوات اللاحقة، ولم ينحصر أثر انفجار مفاعل تشرنوبل على المنطقة فحسب بل تخطت آثاره الحدود لتطال دولا وقارات تفصلها عنه آلاف كيلومترات. وتشرنوبل هى مدينة أوكرانية تقع فى شمال أوكرانيا بمقاطعة كييف، وشهدت المدينة كارثة تشيرنوبيل حينما وقع انفجار بمفاعل تشرنوبل النووى الذى يبعد 122 كيلومترا من مدينة تشيرنوبيل التى هجرت بسبب تلوثها بالإشعاع الناجم عن انفجار المفاعل. وتعد كارثة تشيرنوبل أكبر كارثة نووية شهدها العالم حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون فى مفاعل الطاقة النووى، بينما كان يتم إجراء التجربة فى الوحدة الرابعة التى وقع فيها الانفجار على إثر خلل بأحد المولدات التوربينية بالمحطة وأدى إلى حدوث اضطراب فى إمدادات الطاقة فى جمهورية أوكرانيا كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية أكثر من 3 مليارات دولار. وعقب الانفجار أعلنت السلطات فى أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل منطقة منكوبة وتم إجلاء أكثر من 101 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل، وبعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب الإشعاع الناجم عنه والذى أدى إلى وفاة عدد كبير فى السنوات التالية متأثرين بالإشعاع، وربما كان قيام الاتحاد السوفيتى بالإعلان عن حدوث هذا الانفجار على أراضيه، ثم طلب المعونة من دول العالم، أحد مظاهر التغيير فى سياسة زعيم الكتلة الشيوعية الذى كان لا يكشف عن مثل هذه الأحداث أبدا.