لندن: أكد الكاتب البريطاني سيوماس مايلن أنه بعد نحو ستة أشهر فقط من بداية ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما تكشف بشكل واضح التوترات والخلافات بين واشنطن وتل أبيب حيث "تحولت العلاقات مع مرور الوقت إلى إتهامات وإتهامات مضادة من الجانبين". وأضاف مايلن ، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية فى عددها الصادر اليوم الخميس ، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه يرفض تلقي الأوامر أو الإملاءات من واشنطن ، بينما وصف إثنين من كبار مساعدي أوباما وهما رام ايمانويل ودايفيد اكسيلرود بأنهما "يهوديان يكرهان نفسيهما". وأوضح المقال أن جميع الدلائل تقول إن "الولاياتالمتحدة مصممة هذه المرة على مواصلة الضغوط على إسرائيل لتجميد عمليات الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة على أساس أن تكون هذه الخطوة الأولى لإستئناف عملية التفاوض بشأن دولة فلسطينية على أن يتم تأجيل البت بمسألتي القدسالمحتلة واللاجئين إلى وقت لاحق" ، مشيرا إلى أن ذلك "قد لا يكون الوصفة الأمثل لسلام دائم بل للمزيد من الصراع في المستقبل". وتابع مايلن: "أما بالنسبة للفلسطينيين الذين يعانون الحصار وسياسات التضييق فمن المهم جدا الآن أن تضغط واشنطن على تل أبيب لترفع قبضتها عن عنقهم وتسمح لهم بالتنفس وتلغي نقاط التفتيش التي تعرقل حياتهم الطبيعية وتوقف بناء جدار الفصل وترفع الحصار عن غزة الذي ترك عشرات الآلاف من الفلسطينيين بين أنقاض منازلهم نتيجة عملية القتل والهدم الواسعة التي شنتها إسرائيل ضدهم مطلع العام الجاري". وأشار إلى أن "الأمر الأكثر أهمية هو مواصلة واشنطن مقاطعة الجانب الفلسطيني المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني في ظل الإحتلال منذ أكثر من ثلاث سنوات والمتمثل بحركة حماس ، فبينما أقر أوباما في خطابه بالقاهرة الدعم الشعبي للحركة إلا أنه أصر على أن توافق الحركة على الشروط الإسرائيلية التي يعرف مسبقا بأنها لن توافق عليها للحوار معها". وأكد الكاتب البريطاني أن "حركة حماس منذ الهجوم الإسرائيلي الضاري على غزة استأنفت وقف إطلاق النار وجددت إلتزامها بوقفه لفترة غير محدودة في مقابل الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 والإعتراف بحق اللاجئين بالعودة". وشدد مايلن على أن "أي حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يكتب له النجاح إلا في حال حصل على موافقة ودعم الجانبين ولا سيما الفلسطينيين الذين كانوا ضحايا التشريد والتطهير العرقي على أيدي القوات الإسرائيلية والكثير منهم ليس لديه الكثير ليخسره". وأشارت "الجارديان" إلى إتجاه لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني إلى دعوة الحكومة البريطانية لإنهاء الحظر على الحديث والتعامل مع حماس وذلك في صدى وترديد لأصوات ودعوات مشابهة في الولاياتالمتحدة وإسرائيل نفسها.