لقي ستة من رجال الشرطة الأفغانية مصرعهم وأصيب سابع اليوم الأحد، في هجوم جديد لمقاتلي حركة "طالبان" على مركز للشرطة في ولاية غزنة بجنوب البلاد. ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن أحد مسؤولي الشرطة في غزنة، ويدعى فاضل أحمد طولواك، أن أحد رجال الشرطة الذي كان على ارتباط بحركة "طالبان" سمح لهم بالدخول إلى المركز فيما كان زملاؤه نائمين. وقتل عناصر "طالبان" ستة رجال، وبعد ذلك انضم إليهم الشرطي الذي ساعدهم".
وقال فاضل ساباوون، المتحدث باسم حاكم الولاية، إن "الضحايا الستة الذين قتلوا قبل فجر الأحد كانوا عناصر في الشرطة المحلية الأفغانية"، وهي قوة تتولى الولاياتالمتحدة تدريبها وتمويلها، مؤكدا أن عنصرا مندسا ساعد على تنفيذ المجزرة.
يشار إلى أن أكثر من ستين عنصرا من قوات حلف شمال الأطلسي قتلوا خلال عام 2012 في هجمات من الداخل نفذها جنود وشرطيون أفغان كانوا يشاركون في تدريبهم.
وبات عناصر "طالبان" الذين لم تتمكن القوات الأجنبية من السيطرة عليهم بعد نزاع مستمر منذ 11 عاما، يستهدفون بشكل أولي القوات الأفغانية لمنع المواطنين من الانضمام إليها وإضعاف الدولة الأفغانية.
من ناحية أخرى أفادت دراسة نشرها مركز دراسات مستقل، أمس السبت أن عدد الهجمات التي تقوم بها حركة طالبان ومنظمات أخرى في أفغانستان سجلت زيادة كبيرة خلال الفصل الأول من العام 2013.
وجاء في دراسة مركز "أفغانستان سيفتي اوفيس" أن هذا التصاعد في العنف يطال بشكل خاص الجيش والشرطة الأفغانيين لأن القوات الأجنبية تنسحب تدريجيا من المواقع الأكثر عرضة للهجمات بانتظار انسحابها المقرر العام المقبل من البلاد.
ومن يناير إلى مارس لهذا العام أحصى هذا المركز 2331 هجوما للمقاتلين أي بزيادة بلغت 47% عن الفصل الأول من عام 2012.
وتابعت الدراسة: "نعتقد أن هذا الاتجاه نحو الزيادة سيتواصل خلال ما تبقى من العام الحالي الذي سيكون العام الأكثر عنفا بعد عام 2011، الذي كان يعد الأكثر عنفا في أفغانستان منذ تدخل القوات الأجنبية في هذا البلد عام 2001.
وأكدت الدراسة أن 73% من الهجمات التي قام بها المقاتلون خلال الفصل الأول من هذا العام استهدفت الجيش والشرطة الأفغانيين، و10% استهدفت مدنيين اعتبروا مرتبطين بالنظام،و4% استهدفت القوات الدولية.
وقال مدير المركز توماس ميوزيك إن الدراسة تعكس المأزق المتواصل في أفغانستان منذ بدء المواجهات بين المتمردين الأفغان والقوات الدولية.
ويجري مركز "أفغانستان سيفتي أوفيس" الدراسات حول الأمن لحساب منظمات غير حكومية تعمل في أفغانستان بدعم من الاتحاد الأوروبي والوكالة السويسرية للتنمية ووزارة الخارجية النروجية.
من جانبها أكدت وزارة الدفاع الأفغانية تزايد هجمات طالبان إلا أنها شككت بالأرقام التي قدمها المركز.