قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن رواية دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية للرئيس الإسلامي «محمد مرسي» وإعادة بناء علاقة الفساد مع جماعته «الإخوان المسلمين» كما كانت مع الرئيس السابق «حسني مبارك » هي رواية غير حقيقية وغير عادلة، ولكن هذه الحقيقة التي يؤمن بها العديد من المصريين البارزين والمتعلمين هي إشارة لفشل حكومة الرئيس الأمريكي « باراك أوباما » في قيادة أو توضيح سياسة متماسكة لمصر بعد الثورة. وعن الرئيس «مرسي» أوضحت الصحيفة في مقالتها الافتتاحية أنه كسابقه «مبارك» يبدو أنه يسمح بالحرية الكاملة في قمع المعارضة وتركيز السلطة في مقابل الحفاظ على السلام مع إسرائيل والتعاون في المناطق الساخنة مثل قطاع غزة.
أشارت الصحيفة إلى أن الحقيقة هي أن أمريكا لا تدعم حكومة « مرسي » بالقدر التي تتعثر في محاولتها لبناء علاقة عمل معها وممارسة النفوذ، فمع استمرار التعاون الأمريكي مع الجيش المصري – الذي أبعد ذاته عن الحكومة المدنية – كان هناك قليل من التعاون الاستراتيجي بين الإدارة الأمريكية و « مرسي » في الأشهر الماضية، ضاربة مثال بالزيارة المقترحة من قبل الرئيس لواشنطن التي تأجلت لمرتين وأصبحت معلقة الآن.
أضافت الصحيفة أن المعونة التي أعلن عنها « جون كيري » وزير الخارجية الأمريكي كانت تهدف لإقناع الرئيس « مرسي » بوضع اللمسات الأخيرة مع صندوق النقد الدولي لإنقاذ اقتصاد مصر المنهار، فقد كان لدى المسئولين الأمريكيين أملا في أن يخدم الاتفاق مع الصندوق الهدف السياسي الذي يسعى لإجبار الإسلاميين على التوصل إلى تفاهم مع المعارضة العلمانية للفوز بموافقة شعبية على تدابير التقشف التي يطلبها الصندوق من أجل الحصول على القرض، ولكن الرئيس « مرسي » تجنب هذه الإستراتيجية عبر السعي نحو الحصول على المساعدات من قطر وليبيا.
ترى الصحيفة أنه بالحصول على الأموال العربية ظهر عدم الاهتمام غير المتزايد من قبل الرئيس المصري بأي نصيحة أو نداء أو انتقاد من واشنطن، ومن ثم فإن الطريقة الوحيدة أمام لإدارة الأمريكية لاستعادة مكانتها في مصر ليس عبر الدوران نحو دعم المعارضة العلمانية أو السعي نحو التوفيق مع الحكومة المصرية.
وإنما أوضحت الصحيفة أن أمريكا ينبغي عليها أن تمتلك سياسة ترتكز على التوسيع والحفاظ على الانفتاح الديمقراطي الذي أعقب ثورة 2011 م، بالإضافة إلى أن تتحدث الإدارة الأمريكية بما فيها البيت الأبيض أكثر عندما يحدث تهديدًا لحرية التعبير والتجمع والانتخابات، كما يجب عليها أن تجد طرقًا للاستمرار وزيادة دعمها للمجتمع المدني المصري، بالإضافة إلى الوصول أكثر إلى قادة المعارضة مع التوضيح لهم وللجيش أن استخدام وسائل غير سلمية لتحدي حكومة «مرسي» يعد أمرًا غير مقبول.
وأكدت الصحيفة في ختام مقالها التحليلي عن مصر وعلاقتها بالولاياتالمتحدةالأمريكية، أن أمريكا يجب عليها أن تقلل من قلقها بشأن التأثير أو التعاون مع الحكومة المصرية وتهتم أكثر بمساعدة المصريين على الدفاع عن القيم الليبرالية.