- منتصر : الثقافة طريقنا للتنمية الشاملة - قرنى يتسائل لماذا تعثرت ثورتنا ؟ - الضبع : العالم العربى يسير على طريق النمل لا النحل الفيوم - مصطفى منسي :
أكد مؤتمر أدباء الفيوم أن رجال الدين لن يكونوا بديلا عن القانون وأن الجلسات العرفية لن تنهى النزاعات فى المجتمع . و تابع الأدباء أن بعد ثورة يناير توقفت الحركة للإمام وتراجعنا إلى الخلف ، بعد حلمنا بوطن أجمل ، ليس شكلا أنما فى عقول ابنائه ، وان يتحرر من خرافات الماضى ونتمسك بصحيح الدين. كما أكد المشاركون ان الديمقراطية التى نعيشها فى الامة العربية واهية ومنقوصة ، لانه طالما لدينا انتخابات فنحن نمتلك التزوير وطالما لدينا امتحانات فاننا نمتلك الغش. عقد المؤتمر جلساته تحت عنوان " معوقات التحول الديمقراطى ..رؤية ثقافية" والتى شهدتها قاعة الشهداء فى قصر ثقافة الفيوم من خلال مؤتمر اليوم الواحد لادباء المحافظة . رأس المؤتمر الدكتور مصطفى الضبع الاستاذ بجامعة الفيوم ، وتولى الاديب احمد قرنى امانة المؤتمر وحضره اللواء محمد حمودى السكرتير العام المساعد للمحافظة ، ومحمد سعيد رئيس الادارة المركزية لاقليم القاهرة الكبرى ، ومنتصر ثابت مدير عام الثقافة بالفيوم ، وحشد كبير من فنانى وادباء الفيوم وقدم جلساته محمد جمال الدين . أشار السكرتير العام المساعد للمحافظة أن المؤتمر يأتى فى اطار التحول السياسي والديموقراطى الذى تعيشه مصر الآن ، مؤكداً على اهمية مؤتمرات الادباء . ودورها فى تفجير طاقات العلم والفكر والابداع لدى الشباب وتوجيهها لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المجتمعية وتعريف المواطنين بالقضايا المجتمعية المختلفة و ضرورة تكرار تنظيم هذة المؤتمرات لتبادل الأفكار والخبرات بما يعود بالنفع على مصرنا الحبيبة. من جانبه أشار منتصر ثابت مدير عام ثقافة الفيوم إلى أهمية دور الثقافة فى تنمية المجتمع وغرس القيم والمبادئ التى تحقق التنمية الشاملة وتساعد على مواجهة المشكلات والقضايا. واكد انه فى دولة لا يتسيد فيها القانون لا يوجد لها مستقبل لان الجلسات العرفية لا تحل مشكلة ورجال الدين لن يكونوا بديلا عن القانون . و أكد أحمد قرنى أمين عام المؤتمر أن مصر تعيش لحظة شائكة قلقة مرتبكة لأنها لحظة التحول السياسى ، وانه لم يكن سهلا على مجتمع عاش سنوات طويلة من الاستبداد السياسى وتسلط الحاكم الفرد على النظام لسنوات طويلة ان ينتقل الى مجتمع ديمقراطى . وتسائل لماذا بعد ثورة رائعة ادهشت العالم وحازت اعجابه وحلمنا معها بحياة مختلفة ننعم فيها بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لماذا توقف الحلم وتعثرت الحركة الى الامام ودون ان نشعر نتراجع الى الخلف . تحدث "قرنى" ان علي المثقفين أن يساهموا فى كشف هذا الغيم التى ظللت ثورتنا ونبدد الظلام ولو بشمعه صغيرة ، وان علينا ان ندرك مسئولية الكتاب والمثقفين كأصحاب رؤية فى المشاركة الفعالة فى الاشتباك مع اللحظة التى يمر بها وطننا . و تابع قائلا : اننا لانتحدث لصالح فريق ضد اخر ولكن نعلى شان المصلحة العليا للوطن وما طمحنا اليه هو رغبتنا فى كشف التباس مغلق ، وطرح رؤيتنا فى معرفة تلك المعوقات التى تحول بيننا وبين ما نرجوه لوطننا . و قال : حلمنا ان ياكل الجائع وان يعالج المريض وان يجد الفقير قوته وملبسه ومسكنه المناسب ، حلمنا بطفل يجد مدرسة حديثة يتلقى فيها العلم والفن والادب ، وان نفكر بحرية ونكتب ونرسم ايضا بحرية . حلمنا بوطن اجمل ليس فى شكلة بل فى عقول ابنائه التى تتحرر من خرافات الماضى وتتمسك بصحيح الدين والتدين العاقل الوسطى الذى لا يجنح نحو الافراط او التفريط . أين ضاعت أحلامنا ..وكيف ذهبت ادراج الرياح ,وكيف فقدنا البوصلة فجاة فى منتصف الطريق وقبل ان ننجز مهمتنا.. تراجعنا امام صيحات التخوين والتكفير واتهامات العمالة والخيانة ,صرنا فرقا وشيعا واحزابا ..نسينا ميدان التحرير الذى جمعنا وعدنا نتعارك على غنائم هى اقرب الى الجيف ..تركنا جبل الرماة وبحثنا عن غنائم تافهة نجمعها و لم ندرك انه وفى هذه اللحظة سيصبح المنتصر فينا مهزوما والذى فقد حياته ليس افضل ممن احتفظ بها . وشبة الدكتور مصطفى الضبع رئيس المؤتمر فى كلمته الامة العربية بانها تسير بطريقة النمل منذ 180 عاما وليس بطريق النحل واشار الى ان كل شئ فى العالم يتم بطريقة عصرية لكن فى مصر يتم بطريقة تكاد تكون عكسية متخلفة . واضاف ان الديمقراطية لها معوقات من داخل الديمقراطية نفسها ومن خارجها وشكك فى وجود ديمقراطية عربية مؤكدا انه لدينا فيها شيئان منقوصان فما دام هناك انتخابات ..لدينا تزوير .. ومادام لدينا امتحانات..فلدينا غش..بما يؤكد ام ديمقراطيتنا واهية . واشار "الضبع " الى ان المعوقات للديمقراطية من خارجها اهمها الامية وان البداية الحقيقية للديمقراطية من التعليم وان بداية للديمقراطية بغير ذلك فانها محكوم عليها بالفشل وضرب مثلا بتجربة اليابان التى تم تدميرها فى 1945 ولكنها وفى خلال عقود قليلة من الزمان استطاعت ان تصبح دولة متقدمة بل وامريكا نفسها التى سبقتها روسيا بالصعود الى القمر عام 1960 ويومها قال رئيس امريكا اننا امة فى خطر واستطاعت فى اقل من اربعة عقود ان تصبح اقوى دولة فى العالم . تكريم الأدباء شهدت الجلسة الافتتاحية تكريم كل من الاديب الفيومى مصطفى البسيونى ، والمسرحى احمد الابلج ، والشاعر عبد الكريم عبد الحميد ، والشاعر رمضان ابراهيم. وشهد المؤتمر عدة جلسات بحثية منها حول معوقات الخطاب الثقافى " المراة خارج اللغة والتاريخ".. " الرواية المصرية ..ارهاصات ونبوئات الثورة" ادارها احمد طوسون وشارك فى الابحاث الروائى هشام علوان ، و د. محمد سيد عبد التواب ، ود. ايمان سند .
ودارت الجلسة البحثية الثانية حول "معوقات التحول المؤسسى ..التحول الديمقراطى وازمة الخطاب الثقافى ..معوقات المشاركة المجتمعية للمرأة" وادارها سيد لطفى ، وشارك فى ابحاثها د. نبيل الشاهد ، والناقد عمر شهريار ، ود. اشرف السيوطى .
وادار صبرى رضوان جلسة الشهادات التى شارك فيها عصام الزهيرى ومحمد جمال وعويس معوض وحازم منير ، واختتم المؤتمر بأمسية شعرية أدارها محمد حسنى وشارك فيها عدد من شعراء الفيوم والفنان عهدى شاكر .