قال "مؤتمر أدباء الفيوم" أن رجال الدين لن يكونوا بديلا عن القانون وأن الجلسات العرفية لن تنهي النزاعات في المجتمع ، وأنه بعد ثورة يناير توقفت الحركة للأمام وتراجعنا إلى الخلف بعد أن كنا نحلم بوطن أجمل ليس في شكله ولكن في عقول أبناؤه، وأن يتحرر من خرافات الماضي ويتمسك بصحيح الدين. كان المؤتمر قد عقد جلساته في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين تحت عنوان " معوقات التحول الديمقراطي ..رؤية ثقافية" والتي شهدتها قاعة الشهداء في قصر ثقافة الفيوم من خلال مؤتمر اليوم الواحد لأدباء المحافظة. وقال "منتصر ثابت" مدير عام ثقافة الفيوم أن أهمية دور الثقافة فى تنمية المجتمع وغرس القيم والمبادئ التى تحقق التنمية الشاملة وتساعد على مواجهة المشكلات والقضايا. وأكد أنه فى دولة لا يتسيد فيها القانون لا يوجد لها مستقبل لأن الجلسات العرفية لا تحل مشكلة ورجال الدين لن يكونون بديلا عن القانون. وأكد "أحمد قرني" أمين عام المؤتمر أن مصر تعيش لحظة شائكة قلقة مرتبكة ،لأنها لحظة التحول السياسي وأنه لم يكن سهلا على مجتمع عاش سنوات طويلة من الاستبداد السياسي وتسلط الحاكم الفرد أن ينتقل إلى مجتمع ديمقراطي. وتساءل لماذا بعد ثورة رائعة أدهشت العالم وحازت إعجابه وحلمنا معها بحياة مختلفة ننعم فيها بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ,توقف الحلم وتعثرت الحركة إلى الامام وصرنا نشعر بالتراجع إلى الخلف. وأشار "قرني" إلى أن علينا كمثقفين أن نساهم في كشف هذا الغيم الذى ظلل ثورتنا ونبدد الظلام ولو بشمعة صغيرة ،وأن علينا أن ندرك مسئولية الكتاب والمثقفين كأصحاب رؤية فى المشاركة الفعالة في الاشتباك مع اللحظة التي يمر بها وطننا ،وأننا لا نتحدث لصالح فريق ضد آخر ، ولكن نعلي شأن المصلحة العليا للوطن ،وما طمحنا إليه هو رغبتنا فى كشف التباس مغلق ،وطرح رؤيتنا في معرفة تلك المعوقات التي تحول بيننا وبين ما نرجوه لوطننا. وأضاف أن حلمنا أن يأكل الجائع وأن يعالج المريض ،وأن يجد الفقير قوته وملبسه ومسكنه المناسب , حلمنا بطفل يجد مدرسة حديثة يتلقى فيها العلم والفن والأدب ، وأن نفكر بحرية ونكتب ونرسم أيضا بحرية ، وحلمنا بوطن أجمل ليس فى شكله بل فى عقول ابناؤه التى تتحرر من خرافات الماضي ، وتتمسك بصحيح الدين والتدين العاقل الوسطي الذى لا يجنح نحو الإفراط أو التفريط . أين ضاعت احلامنا ، وكيف ذهبت أدراج الرياح , وكيف فقدنا البوصلة فجأة في منتصف الطريق وقبل أن ننجز مهمتنا. تراجعنا أمام صيحات التخوين والتكفير واتهامات العمالة والخيانة ,صرنا فرقا وشيعا وأحزابا ..نسينا ميدان التحرير الذي جمعنا ، وعدنا نتعارك على غنائم هي اقرب إلى الجيف. تركنا جبل الرماة وبحثنا عن غنائم تافهة نجمعها ولم ندرك أنه وفى هذه اللحظة سيصبح المنتصر فينا مهزوما والذى فقد حياته ليس افضل ممن احتفظ بها. وشبه الدكتور "مصطفى الضبع" رئيس المؤتمر فى كلمته الأمة العربية بأنها تسير بطريقة النمل منذ 180 عاما ، وليس بطريق النحل ، وأشار إلى أن كل شئ في العالم يتم بطريقة عصرية ، لكن فى مصر يتم بطريقة تكاد تكون عكسية متخلفة. وأضاف أن الديمقراطية لها معوقات من داخل الديمقراطية نفسها ومن خارجها وشكك فى وجود ديمقراطية عربية ، مؤكدا أنه لدينا فيها شيئان منقوصان فما دام هناك انتخابات ..لدينا تزوير .. ومادام لدينا امتحانات..فلدينا غش..بما يؤكد ام ديمقراطيتنا واهية. وأشار "الضبع " إلى أن المعوقات للديمقراطية من خارجها اهمها الأمية وأن البداية الحقيقية للديمقراطية من التعليم ، وأن بداية للديمقراطية بغير ذلك فإنها محكوم عليها بالفشل ،وضرب مثلا بتجربة اليابان التي تم تدميرها فى 1945 ولكنها وفى خلال عقود قليلة من الزمان استطاعت أن تصبح دولة متقدمة ،بل وامريكا نفسها التى سبقتها روسيا بالصعود إلى القمر عام 1960 ، ويومها قال رئيس أمريكا أننا أمة فى خطر ،واستطاعت في أقل من أربعة عقود أن تصبح اقوى دولة فى العالم .