عقد المجلس المصري الأوروبي، برئاسة محمد أبو العينين، اجتماعًا موسعًا، اليوم الأربعاء، لمناقشة آفاق وفرص توسيع المشاركة الاقتصادية المصرية الإيطالية، وذلك بمشاركة ماوريتسيو مساري، سفير إيطاليا بمصر، وعدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي ورجال الأعمال والمستثمرين المصريين والأجانب. ناقش الاجتماع، الوضع الراهن للتعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث تعد إيطاليا الشريك التجاري الأول لمصر أوروبيًا، والثاني عالميًا بعد الولاياتالمتحدة، ومن أكبر مصادر الاستثمار والسياحة والتعاون الفني والتكنولوجي لمصر، وكانت المحطة الأوروبية الأولى التي زارها الرئيس الدكتور محمد مرسي في سبتمبر الماضي.
كما بحث الاجتماع، سُبل تعظيم الدور الإيطالي لدعم مصر اقتصاديًا للعبور من المرحلة الانتقالية الحالية بالنظر إلى أهمية كل بلد للآخر وخصوصية العلاقات بين مصر وإيطاليا والتي تمتد لآلاف السنين وتقاربهما الجغرافي.
وخلال كلمته، التي ألقاها في الاجتماع اليوم، نفى السفير الإيطالي بالقاهرة صحة ما تردد مؤخرا بشأن انسحاب أو تصفية الاستثمارات الإيطالية بمصر، مشيرا إلى أن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول لمصر في أوروبا، كما أنها أول محطة لدخول الصادرات المصرية للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى مساعي بلاده لإقامة مشروعات جديدة في مصر.
وقال السفير الإيطالي بالقاهرة، خلال ندوة مجلس الأعمال المصري الأوروبي، اليوم الأربعاء، حول واقع ومستقبل الاستثمارات الإيطالية في مصر، إن الفترة الأخيرة شهدت نموا واضحا في حجم التجارة بين مصر وإيطاليا، مؤكدا أن إجمالي ما حققه التبادل التجاري بين مصر وإيطاليا يبلغ 5.2 مليار يورو بنسبة 6% من إجمالي حركة التجارة العالمية.
وأضاف أن عملية التحول الديمقراطي في مصر قد تستغرق بعض الوقت، ولكن ينبغي ألا يكون ذلك مصدر قلق، وعلى المصريين العمل على تحقيق التوافق للخروج إلى آفاق جديدة، مشيرا إلي أن مصر تمتلك إمكانيات وموارد كبيرة ومنها الأيدي العاملة والموارد الطبيعية والسياحية وهو ما يؤهلها لتحقيق طفرة تنموية واقتصادية كبيرة.
وأوضح السفير الإيطالي أن جوهر إن العوامل الجوهرية التي تميز السوق المصري تتمثل في إن تعدادها السكنى كبير، فضلا عن تأثيرها في المنطقة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مؤكدا أن ايطاليا لديها جدول أعمال ايجابي لمساعدة مصر بالرغم من الأوقات الصعبة التي تواجهها مصر خلال المرحلة الانتقالية الحالية، لافتا إلى أنه لا يوجد مرحلة كهذه بدون إشكاليات وانقسامات واختلافات سياسية.
وأضاف أن دول الربيع العربي هم منضمون وبيتهم هو جامعة الدول العربية وليسوا في حاجة إلى الانضمام الاتحاد الأوربي، لافتا إلى أن المرحلة الانتقالية سوف تأخذ وقتا في مصر إلا انه لا يجب أن تأخذنا ذلك إلى الإحباط، بل يجب أن تعمل على وضع جدول أعمال إيجابي لمصر.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية فإن إيطاليا لديها علاقات تجارية قوية من خلال التبادل التجاري وصل إلى 5.2 مليار دولار، وتمثل التجارة المصرية لإيطاليا بنسبة 6% من إجمالي حجم التجارة المصرية، وبلغت صادرات مصر من إيطاليا 2.3 مليار يورو، بالإضافة إلى الاستثمارات الإيطالية في مصر.
وأوضح أنه لا صحة للشائعات التي تتردد بأن السفير الإيطالي لديه نية للانسحاب من مصر نتيجة الظروف السياسية، لافتا إلى أن الشركات الإيطالية فى مصر تعانى من مشاكل نقص الطاقة التي تؤثر على مصانع الاسمنت، الأمر الذي يؤكد أن مناخ الأعمال في مصر ليس مثاليا، ولا يوجد استمرارية للأطر القانونية التي تتغير بشكل مستمر.
من جانبه أكد محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، أن مستقبل التعاون المصري الإيطالي مستقبل واعد، مشيرا إلى أن الدور المهم لرجال الأعمال والشركات الإيطالية الذي يتخطى عددها أكثر من 800 شركة تعمل في جميع المجالات.
وأوضح أبو العينين خلال كلمته أن مصر لن تنسى من وقف بجانبها لعبور المرحلة الانتقالية وإيطاليا تتصدر مجموعة الدول، والتي تدعم مصر ماليا وفنيا، لافتا إلى وجود ترحيب كبير بإنشاء جامعة مصرية إيطالية على أرض مصر.