قال الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن مصر تشهد خطرا داهمًا لم يحدث من قبل ولم يعد خفياً في ضوء الانفتاح والتطبيع السياسي والتقارب المصري الإيراني، مشيراً إلي أنها ظلت مستعصية علي التوغل الثقافي الشيعي وتصدير الثورة الإيرانية علي مدي العقود الأخيرة حتى بدأت سلسلة التوغل الثقافي هذه الأيام. وأضاف برهامي في بيان له اليوم، أن التوغل الثقافي الشيعي والتقارب المصري الإيراني يأتي نتيجة للموقف التاريخي للإخوان المسلمين في مسألة التشيع والثورة الإيرانية ابتداءً من صياغة الأصول العشرين لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان فيما يتعلق بقضية الإمامة والخلافة والخلاف بين الصحابة.
وأوضح أن هذه الأصول لم تنص على إمامة أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، وترتيبهم في الفضل، بل اكتفت الصياغة بالإمساك عن الخلاف الذي شجر بين الصحابة.
وأشار برهامي إلي أن عقيدة أهل السنة هي الإمساك عما شجر بين الصحابة من خلاف لكن بعد النص على إمامة الأربعة، وفضلهم. وأوضح أن البنا عمل علي التقريب بين السنة والشيعة حيث أجاب علي تلامذته حين سألوه عن الفرق بين الشيعة والسنة قائلاً: "ديننا واحد وإلهنا واحد ورسولنا واحد وقبلتنا واحدة وسنتنا واحدة".
ولفت برهامي إلي تأييد الجماعة المطلق للثورة الخمينية عند قيامها وعدها ثورة إسلامية مع غض الطرف عن طائفيتها ومنهجيتها البغيضة بحسب قوله.
ونوه إلي أن كتابات سيد قطب ورد فيها إشارات لنقد تصرفات عثمان بن عفان والطعن في الصحابيين معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص.
وتابع برهامي: علي صعيد المواقف الحالية المعاصرة نجد الثناء البالغ على حزب الله وحسن نصر الله، وعدم اتخاذ موقف جاد وإيجابي من الدعم الإيراني لنظام بشار، وعلى دعمهم للنظام المالكي في العراق الذي قتل من أهل السنة على يد الميليشيات الإيرانية الشيعية مثل ما قتلت القوات الأمريكية الغازية بل يزيد حسب قوله.
وواصل نائب رئيس الدعوة السلفية قائلا: "بعد كل هذا بدأت إجراءات التغلغل الإيراني داخل مصر من خلال اتفاقات السياحة، وإلغاء تأشيرات الدخول للمصريين إلى إيران، والترحيب البالغ بالقائم بالأعمال الإيرانية في الإعلام المصري، وتعيين مستشار شيعي في وزارة الإعلام".
واستطرد :"شاهدنا زيارة وفد إعلامي مصري لإيران للاتفاق على دبلجة المسلسلات الإيرانية باللغة العربية لعرضها على التليفزيون المصري، واستغلال الشيعة للعرب والقلة من المصريين في الدعوة إلى المذهب الشيعي البغيض، وافتتاح قناة صوت العترة التي تبث على النيل سات، وإعداد وفود مصرية من الأشراف للسفر إلى إيران لتعلم مذهب الإمام علي، وتشييع طرق صوفية".
وتابع: "الباقية تأتى من ترميم المساجد الفاطمية والسعي لإدارتها من قبل الشيعة"، مشيراً إلي أن القاسم المشترك في كل هذه الأنشطة هو العمل الدعوى البدعي الغالي الذي يحتمل الجهل بحقيقة هذا المنهج عند كثير من أبناء الشعب المصري، واستعمال أسلوب التقية لخداع الطيبين وإيجاد التبرير الاضطراري للأزمة الاقتصادية لتمرير هذا التغلغل.
واختتم برهامي بيانه قائلا: إن الضغط السياسي وبيان أن الانتعاش الاقتصادي والسياحي المتوقع من المد الإيراني وهم كبير، ولو وجد لكان على حساب الدين مع الدعوة إلي الله وبيان مذهب أهل السنة والجماعة هي السبل لمواجهة التغلغل الإيراني.