صنعاء : استمرارا للعنف الدائر في العاصمة اليمنية صنعاء منذ أكثر من أسبوع ، أفادت مصادر إخبارية صباح الأربعاء بمقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة عدد آخر في قصف صاروخي ومدفعي من قوات صالح علي أرحب شمال صنعاء. وهددت قيادات قبيلة في المنطقة باستخدام السلاح لوقف ما وصفوه بالإعتداءات التي تعرضت لها منطقتهم، بينما أفادت مصادر أخري عن محاولة نزوح السكان إلي العاصمة صنعاء لكن قوات الجيش اليمني منعتهم من ذلك، مما أضطرهم إلي نزولهم في الكهوف القريبة منهم. في غضون ذلك ، هز انفجار عنيف ناجم عن سقوط قذيفة هاون مقر قيادة معسكر الأمن المركزي اليمني في صنعاء أمس الثلاثاء. ويأتي الحادث بعد تهديدات أطلقها نجل الأخ الشقيق للرئيس اليمني يحي محمد صالح بقطع رواتب الفرقة الأولى مدرع المؤيدة لمطالب المحتجين الذين ينادون بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح وأسرته عن حكم اليمن. وأكد مصدر أمني "ليوناتيد برس انترناشونال" بأن الإنفجار الذي وقع مساء الثلاثاء كان نتيجة قذيفة هاون سقطت على المعسكر مما تسبب في جرح 4 جنود كانوا في ميدان التدريب. وقال شهود عيان أن عدداً من العربات المحملة بالعتاد العسكري والجنود، خرجت عقب الإنفجار مباشرة من المعسكر دون أن تعرف وجهتها، مشيرين إلى أنها توزعت في عدة جهات من صنعاء. واتهم المصدر الأمني اللواء المنشق علي محسن صالح الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع بالوقوف وراء استهداف المعسكر، وقال "أن الحادث وقع بعد تهديد من اللواء المنشق". ويشار إلى أن ميزانية الفرقة الأولى مدرع التي انشقت عن الجيش اليمني بقيادة الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني اللواء على محسن صالح الأحمر تصل إلي نحو ملياري ريال يمني أي نحو 10 ملايين دولار شهريا، فيما تصل موازنة باقي القوات الموالية لصالح أضعاف تلك الموازنة في بلد يصنف بالأفقر على مستوي منطقة الشرق الأوسط. وعلى صعيد التطورات السياسية ، وجه وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي اتهامه إلى المعارضة اليمنية اليوم الأربعاء بشروعها فى إشعال حروب أهلية ونزاع مدمر في البلاد والقيام بأعمال تخريبية تهدف إلى الإستيلاء على السلطة. ونقل راديو "سوا" الأمريكي عن القربي ،أثناء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن حكومة صنعاء تدافع عن الديمقراطية وتحمي حقوق الإنسان كما تواجه تنظيم القاعدة في المناطق الجنوبية للبلاد، مؤكدا أن المعارضة غير قادرة على القبول بإعاده انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح عام 2006 . وأضاف القربي أن التظاهرات التى تطالب بتنحى صالح والمستمرة منذ يناير/كانون الثانى الماضي، كلفت اليمن ملياري دولار مع خسائر لحقت بالطرق وأنابيب النفط وبنى تحتية أخرى. وفي المقابل، قال رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم طارق الشامي لراديو "سوا" أن استمرار القاعدة ولجوءها إلى التصعيد في وجه الأجهزة الأمنية يساعد تلك العناصر على ممارسة تلك الأعمال. وأضاف أن "الدعم الاقتصادي والحد من البطالة ومكافحة الفقر الذي يمثل بيئة مناسبة لعناصر تنظيم القاعدة، حيث يستطيعون من خلال حالة الفقر والبطالة استقطاب العديد من العناصر لهذا التنظيم الإرهابي."
يذكر أن وزير الدفاع اليمني اللواء ركن محمد ناصر أحمد نجا من تفجير إنتحاري استهدف موكبه في جنوب البلاد أمس الثلاثاء واتهمت السلطات تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الإعتداء، الذي أسفر عن مقتل سبعة جنود كانوا في مقدمة الموكب. وتعليقا على الحادث، نسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ إلى مصدر عسكري مسؤول القول إن "هذه الأعمال الإرهابية لن تثني المؤسسة العسكرية والأمنية، ومعها المواطنون الشرفاء، من مواصلة تطهير المناطق التي ما تزال عناصر القاعدة تتمترس فيها بمحافظة أبين، وسيتم القضاء عليها، وتخليص المجتمع اليمني من شرورها وأفعالها الإجرامية".
هذا ويواجه الرئيس اليمني انتفاضة شعبية غير مسبوقة منذ بداية العام الجاري. وقد عاد صالح إلى اليمن الأسبوع الماضي قادما من السعودية بعد تلقيه العلاج من جروح أصيب بها إثر محاولة اغتيال، وأثار رجوعه موجة جديدة من أعمال العنف بين وحدات عسكرية موالية له وعسكريين منشقين في صنعاء أسفرت عن مقتل عن 173 شخصا خلال أسبوع. من جهة أخرى، نفت السفارة اليمنية في واشنطن ما تردد حول رفض الإدارة الأمريكية لقاء وزير الخارجية اليمني أبوبكر القِربي على هامش زيارته الأخيرة إلى واشنطن للمشاركة في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين. وأكدت السفارة في بيان لها أن القربي إلتقى مسؤولين في الإدارة الأييركية في واشنطن، بينهم نائب وزير الخارجية وليام بيرنز، وأن الوزير اليمني لم يلتق خلال زيارته الحالية بمساعدَ الرئيس باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان. يذكر أن القربي كان قد إلتقى الإثنين بكل من وزير الخارجية الإماراتية عبدالله بن زايد ونظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في نيويورك. وجرى خلال الإجتماعات التأكيد على الإنتقال السلمي للسلطة في البلاد، من خلال تنفيذ المبادرة الخليجية كمخرج للأزمة التي تشهدها اليمن منذ مطلع العام الحالي.